الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مالكي الهوية الزرقاء.. مواطنين رتبة ثانية
تاريخ النشر: الجمعة 09/11/2018 06:53
مالكي الهوية الزرقاء.. مواطنين رتبة ثانية
مالكي الهوية الزرقاء.. مواطنين رتبة ثانية

تقرير: إيناس سويدان، أثير برهم
هم الفلسطينيون الذين رفضوا الخروج من أراضيهم في حرب عام 1948، البعض يسميهم فلسطينيو الداخل، والبعض الآخر عرب "إسرائيل"، أو عرب الـ 48، أو عرب "الشمينت"، وغيرها الكثير، ولكن مهما تعددت المسميات، فهم فلسطينين وجزء من الهوية الفلسطينية.
بعيدون عن بقعة الضوء، وقليلاً من يكترث لعمق الاضطهاد الذي يعيشون فيه، غرباء في بيوتهم، باتت الطبقية نمط حياتهم، يتعرضون لسياسة ترويض مبرمجة شملت جميع المجالات الحياتية، فويواجهون جبروت دولة خبيثة، تحاول طمس البقايا العربية من ذاكرتهم.
أصبح أكثر من مليون ونص فلسطيني تحت السيادة الإسرائيلية المباشرة، وحملوا الهوية الزرقاء قصراً، إلا أنهم ما زالوا مهمشين ومغيبين سياسياً واقتصادياً.
يقول الستيني نصر شقر أحد سكان يافا الأصليين لموقع أصداء الإخباري "كانوا يعاملوننا بعنصرية بالخفية قبل قانون القومية، أما الآن أصبحت على عينك يا تاجر".
ويؤكد شقر أن هذا القانون نسف أي مظهر من مظاهر الديمقراطية في الدولة، وجعل التمييز أساس التعامل معنا.
ومثالاً على ذلك عدم قدرة أي فلسطيني في الداخل المحتل على تحسين مستواه المعيشي، فأفضل وظيفة يمكنه الحصول عليها هي في القطاع الخدماتي، "إما أن نعمل في تنظيف الشوارع أو نطعمهم حمص وفلافل، أعمال خدمة ليس أكثر، وبأجور متدنية مقارنة بالسكان اليهود" كما يقول شقر.
ويذكر أن قانون القومية ينص على أن "دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، و"القدس عاصمة إسرائيل"، واللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية، أما اللغة العربية تفقد مكانتها كلغة رسمية.
ونوه شقر أن إسرائيل تستخدم العديد من أدوات الضغط لمحاولة تهجيرنا أحدها سياسة قضم الأراضي وهدم البيوت، وسياسة فرق تسد التي قسمتنا إلى أشلاء صغيرة، وأسلوب عدم الاكتراث في أي مشكلة بين السكان العرب مقارنة بالاهتمام المبالغ بغيرنا.
ويقول الشاب إبراهيم حسن لموقع أصداء الإخباري، ظاهرياً، نحن نمتلك امتيازات أكثر بكثير من تلك التي يحظى بها أقراننا في غزة والضفة الغربية، فنحن لدينا خدمات تعليمية ورعاية صحية واجتماعية ممتازة، ونستطيع السفر بالجواز الإسرائيلي إلى أي وجهة.
"ولكننا وسط نظام إسرائيلي قائم على العنصرية والتمييز العرقي، هل أنتَ عربي أم يهودي، هنا تبدأ المعاناة الحقيقة، التي نبذل أرواحنا لتخطيها" يقول حسن مستهزأً.
ويروي حسن لموقع أصداء الإخباري قصة الشجار الذي دار بينه وبين مجموعة من الشباب اليهود الذين دخلوا متجره التجاري معيثين خراباً، يكسرون كل ما وقعت عليه أعينهم، ويستفزونه بالكلمات االعنصرية والشتائم، خلال أحد المظاهرات اليهودية المطالبة بخروج السكان العرب من يافا.
حاول حسن التصدي لهم ودفعهم إلى خارج المتجر، لم تمضي دقائق حتى أحاطت به دوريات الشرطة الإسرائيلية، لتحمله كامل المسؤولية، وتعاقبه بالسجن والغرامة المالية.
وقارن حسن بين ردة فعل الشرطة في هذه المشاكل والمشاكل التي تدور بين الفلسطينين أنفسهم، فهناك حادثة قتل أسبوعية على الأقل لشاب عربي دون أن يبحث أي شرطي في ملابسات قضيته، لأنه فلسطيني.
يعاني حسن من تدني الأجور بين الشباب في الداخل المحتل، ويرى أن الحكومة تمييز بشكل كبير، وتحاول رفع مستوى المعيشة للسكان اليهود على حسابهم، فالموظف اليهودي الذي يعمل في نفس مرتبته الوظيفية يحصل على ضعف أجره وبمميزات إضافية.
ووفق تقرير صادر عن دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية فقد اتسعت الفجوة بين مستوى الأجور في الوسط اليهودي مقارنة بالعربي، حتى بات راتب الموظف اليهودي ضعف نظيره العربي، ويؤكد التقرير أن معدل رواتب اليهود بلغ شيقل 10128 بينما معدل رواتب العرب بلغ 5939 شيقل في عام 2015.
بينما تشير الإحصاءات أن 60% من العائلات الفلسطينية في الداخل المحتل تعيش تحت خط الفقر، بينما لم تتجاوز النسبة 35% بين العائلات اليهودية.

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017