الرئيسية / مقالات
فلسطين في الكونغرس
تاريخ النشر: السبت 10/11/2018 08:29
فلسطين في الكونغرس
فلسطين في الكونغرس

رامي مهداوي
2018-11-10
بالرغم من هذا المشهد المعتم الذي وصلنا له في القضية الفلسطينية؛ علينا عدم فقدان الأمل في المستقبل بكل مكوناته وأهمها نحن الشعب الفلسطيني المنتشر في جميع أنحاء العالم، الذي يسطر بتميزه في جميع الحقول والمجالات وجوده الإنساني كصاحب حق في أن يكون كالآخرين ليس أقل وربما أكثر.
لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية فازت الفلسطينية رشيدة طليب في انتخابات الكونغرس، لتكون أول مسلمة وعربية تتولى هذا المنصب، وحسمت طليب المقعد على الدائرة الحادية عشرة بولاية ميشيغان الذي ظل حكراً على النائب الديمقراطي جون كونيرز لمدة 50 عاماً، بفضل الأنشطة الكبيرة التي تقدمها في الخدمات المجتمعية.
ومن الإنجازات التي حققتها بولاية ميشيغان إقامة مركز خدمة للحي، أنقذ الأسر من الحجز على ممتلكاتها، وساعد كبار السن في الحصول على منح لدفع فواتير الطاقة، وقدَّم آلاف الكتب للأطفال.
رشيدة هي امتداد للمرأة الفلسطينية على الصعيد العالمي، وبكُل تأكيد سيكون صوتها الصوت المُكمِل للإنسانية بشكل عام وللأقليات بشكل خاص داخل أروقة الكونغرس، وأنا كُلي ثقة بأن رشيدة ستقود «لوبي» إنسانيا تنتصر به للضعفاء والمحتاجين والأقليات، يدها بيد أصغر نائبة في الكونغرس «الكسندريا كورتيز» الشابة البالغة 29 عاما التي تعود أصولها الى بورتوريكو والتي انتصرت لطبقتها العاملة وشقت طريقها من العمل كنادلة، وأيضاً بيد الصومالية إلهان عمر التي أيضاً تعتبر أول لاجئة ومسلمة يتم انتخابها في الكونغرس.
وحول العلاقات الأميركية الإسرائيلية، أعلنتها رشيدة بصوت واضح في مقابلة معها قبل الانتخابات، قالت لشبكة «سي أن أن» الأميركية، «سأصوت في حال انتخابي عضوا في مجلس النواب، ضد المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل».
علينا عدم تحميل رشيدة أكثر من طاقتها في مجابهة اللوبي الصهيوني، وعلينا النظر لها برؤية استراتيجية كفلسطينيين منتشرين في جميع أنحاء العالم من منظور الاستثمار البشري، كلٌ في موقعه بما يخدم الإنسانية، وهذا يعني بطبيعة الحال الوقوف مع فلسطينيتنا لأن قضيتنا أولاً وأخيراً هي قضية إنسانية، وبالتالي على العالم الحر أن يقف معنا.
كل الثقة والدعم لرشيدة ولكل من هم أمثال رشيدة المنتشرين في أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وكل بقاع الأرض، الذين مهما أبعدتهم السنوات عن تراب وطنهم الأول إلاّ أنهم يحملون اسمها بدمائهم وأنفاسهم ولباسهم كما ستفعل رشيدة عند دخولها الكونغرس بالثوب المُطرز بأيد فلسطينية.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017