كتبت: آصال أبو سارة
ارتفعت نسبة الرحلات إلى الداخل المحتل في الأواني الأخيرة خاصة بعدما أن فُتحت المعابر باتجاه الداخل المحتل في السنوات العشر الأخيرة، الأمر الذي أثار آراء المجتمع حول ما إن كانت مثل هذه الرحلات تشكل تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أم أنها هي عبارة عن رحلات تهدف إلى زيارة أراضينا المحتلة.
الصحفي المختص بالتجوال في فلسطين د. أمين أبو وردة يوضح" أن تنسيق مثل هذه الرحلات إلى الداخل المحتل للصحفيين خاصاً للجيل الشبابي الجديد الذي لا يعرف عن نهر العوجا "سلعيس" شيء يزيد من وعيهم الجغرافي والثقافي والوطني تجاه الأراضي المحتلة".
وأضاف أبو وردة مثل هذه الرحلات لا تعتبر تطبيع بحسب تعريف التطبيع المتفق عليه لأن هدف الرحلات تعليمي بحت".
وقد عرف التطبيع:" المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي أو دولي، مصمم خصيصاً للجمع سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بين فلسطينيين أو عرب وإسرائيليين أفراداً كانوا أو مؤسسات، ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني".
منظمة الرحلات المقدسية م. إسراء مراعبة تقول" الرحل مهمة وضرورية جداً لكل فلسطيني قادر على الذهاب، لما لها من أهمية كبيرة في توعية الفلسطيني الممنوع من الدخول للأراضي المحتلة إلا بتصريح".
وأضافت مراعبة" مثل هذه الرحل لا تشكل تطبيعاً برأي إذا كانت النوايا موجه نحو التعلم والرباط في المسجد الأقصى بالصلاة فيه وحفظ معالمه وأسماء المناطق فيه باللغة العربية، التطبيع هو أن تذهب في رحلات الهدف منه الترفيه والاستجمام".
وتسعى سلطات الاحتلال من منح مثل هذه التصاريح الترويج لمعاملاته اللطيفة مع الفلسطينيين على حد تعبيرهم في الدول التي تعارض سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين مثل أوروبا، في الوقت الذي يحق للفلسطيني التنقل داخل أراضيه بدون أي تصريح.
هالة داود طالبة في جامعة النجاح وإحدى سكان مدينة القدس المحتلة تقول "قبل قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فتح المعابر للفلسطينيين في الضفة وغزة لزيارة الداخل المحتل كان صعب علينا نحن المقدسيين من الدراسة في جامعات الضفة".
وأضافت هالة "لم تكن هناك مواصلات جيدة، لكن بعد منح التراخيص لحاملي الهويات الخضراء أصبحت شركات النقل تتعاقد معهم وتخصص باصات فقط للنقل لمدن الضفة الأمر الذي فتح لنا مجال للدراسة في الضفة".
تسنيم ياسين الطالبة في كلية الاعلام تعتبر الحصول على تصريح من الجانب الإسرائيلي هو إهانة للفلسطيني فالحصول على تصريح يعني" الاعتراف بوجود إسرائيل على أراضينا، فلا أحتمل النظر إلى تمتعهم بأراضينا ونحن نحرق بالجانب الآخر من جدار الفصل".
من جهة أخرى عبر علي هندي طالب الاعلام في جامعة النجاح عن رأيه بأن مثل هذه الرحلات لا تعتبر تطبيعاً" نحن كصحفيين وأيضاً فلسطينيين يجب علينا تعزيز انتمائنا وثقافتنا وتوسيع مدارك فهمنا في الاحتلال وأيضاً في مناط الداخل المحتل".
وأضاف الهندي " هذه الرحلات ترفع من سقف الحس الوطني والإيمان بالقضية التي ندافع عنها".
أنوار دويكات احدى المواطنات التي تحبذ الزيارات للداخل المحتل وتشجع الشباب الواعي لزيارتها تقول" التطبيع بنظري هو أن تذهب الى مدن الداخل المحتل بنية السياحة وأن تشتري من منتجات المستوطنات ومنتجات الاحتلال بشكل عام ليس أن تذهب إلى الداخل وأن يكون هدفك فقط التسليط على المواضيع التي تخدم مصالح شعبنا وشبانا".
د. سعيد دويكات محاضر علوم الفقه في جامعة النجاح يرى بخصوص تصاريح العمل في الأراضي المحتلة" أن العلاقة بين الاحتلال وشعب محتل لا تسمى تطبيعاً من كان يحتاج العمل بشكل ضروري في الداخل المحتل فلا حرج عليه والمطلوب توفير أماكن عمل للعمال قبل مطالبتهم بعدم العمل في الداخل لأن عائلاتهم تنتظر منهم أن يلبوا متطلباتهم اليومية".
عبد الله معروف الباحث في الشأن الإسرائيلي يرى " أنه أخذ التصاريح لزيارة القدس من قبل الفلسطينيين داخل الأراضي يعتبر تطبيعاً، فهم يعيشون تحت الاحتلال وتعاملهم مع أي إجراء من إجراءات الاحتلال لا يعني بالضرورة اعترافهم به أو قبولهم بوجوده".
يبقى مصطلح التطبيع مصطلح فضفاض كغيره من المصطلحات التي تخلق لتخدم مصلحة معينة لجهة قامت بخلقه.