كتبت: شيماء عطا
في خاصرة مدينة نابلس من الجهة الشمالية الغربية يتربع مخيم العين حيثٌ الازقة الصغيرة، والبيوت المتراصة والشوارع الضيقة وتزينها المخطوطات والرسومات الكتابية على جدران البيوت، التي تعيدنا الى ما لا يقل عن 70 عام.
تشاهد البيوت الهشة بجانب بعضعها البعض, فيما كبار السن تقرأ في عيونهم الحسرة والألم التي شاهدوها في حياتهم, والأطفال الذين لا ذنب لهم الا انهم هجرو من أرضهم وما وجدو انفسهم الا بهذا المكان الذي حكم عليهم بالعيش والتعايش فيه, كما ان صور للأسرى وللجرحى وللشهداء ما يزين هذا المكان.
القطط بين الازقة تألف أي غريب يدخل هذا المكان لا جدوى ولا شعور لها بأن تهرب أو تتحرك من مكانها تأصلت كحال سكانها, كل هذا وأكثر ما شاهدته بأم عيني بمخيم العين في مدينة نابلس.

الأستاذ إبراهيم نمر عضو لجنة الخدمات الشعبية في مخيم العين يقول: مخيم العين تأسس عام 1949 حيث أنشأ منذ نكبة شعبه عام 1948, ووكالة الغوث منذ أنشأها بتاريخ 9_12_1949 والتي أنشأت بقرار أممي , قامت ببناء المخيمات الفلسطينية جميعاً, أول مخيم تم أنشائه من قبل الوكالة هومخيم العين بيت الماء وسمية بمخيم الرقم واحد كأول مخيم قامت ببنائه وكالة الغوث الدولية .
يضيف نمر الشعب الفلسطيني عندما هجر من أرضه قسرا سكن تحت الشجر والتحف الجبل ونام في الكهف, فما كان من وكالة الغوث الا ان تنشا لهم مكان ومأوى للعيش فيه , عام 1949 قامت وكالة الغوث بتزويد المواطنين بمخيم العين بخيمات للسكن والعيش بداخلها, حيث كانت الخيمة الكبيرة يقنطها بين ثلاث وأربعة عائلات, والعائلات الصغيرة تعطى خيم صغيرة.
عام 1953 أستبدلت وكالة الغوث الخيم بغرف مساحتها لا تتجاوز 3&3 حتى توطن وتضم اللاجئين, وكانت الوكالة تقدم الرعاية الصحية والغذائية والاجتماعية لأهلنا في المخيم,وساكنو المخيم ألحتحقو بمدارس الوكالة وتخرجو منها .
منذ نشأت وكالة الغوث وهي تقدم لنا المعونات من ( طحين, رز, سكر, زيت...الخ) حتى بكج الملابس التي كانت توزع علينا في الماضي قد ارتدنا منها الملابس كأمثالي وأمثال الأستاذ فضل أيوب.
مساحة مخيم العين
مساحة مخيم العين 43 دونم ومنه 8 دونمات مقبرة المخيم,المساحة المتبقية فقط 33 دونما يقنطه حاليا 7850 نسمة, وهي ذات المساحة التي كان يقنطها 600 شخص عندما هجروا.
وأضاف أن هناك عدد من المؤسسات التي تعمل في المخيم منها مركز الشباب الاجتماعي التي أوسس كأول مؤسسة بعد الهجرة وهو مركز شبابي رقم واحد, وكان يسمى في القدم مركز خدمات, ونال على أسم مركز بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية وتشكيل اللجان الشعبية للخدمات, وأيضا اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين ومركز البرامج النسوية واللجنة الشعبية للخدمات وجمعية المسنين وهي جمعية فاعلة في المخيم تضم 55 مسن تهتم بهم وترعاهم.

خدمات وكالة الغوث
وأشار نمر كانت خدمات الوكالة تشمل جميع الخدمات الموجودة في المخيم من صحة وتعليم واغاثة وأيضا يوجد مركز تغذية صحية للاطفال, في عام1978 تم اغلاق جميع المراكز الصحية ليسجل أول تقليص من خدمات وكالة الغوث,
ومن هنا بدأت التقليصات تستمر, فأوقفت بعد ذلك المعونات التي كانت تقدمها من غذا وصحة وتعليم, وأصبح هناك مسميات الشؤؤن الاجتماعية , وحصدت على نسبة 5% من المجتمع الفلسطيني التي تقدم لهم المعونات ,خدماتها كانت 36 ألف حالة تقدم لها الغذاء والرعاية الصحية وتعتني بهم قسمتها بعد ذلك الى اقسام حسب الوضع الصحي للشخص والوضع الاجتماعي والحالة المادية,لكن هذه الخدمات انتهت تقريبا .
إغلاق المراكز الاجتماعية
ومن الجدير ذكره عام 2001 بعد انتفاضة الاقصى المباركة تم اعلان مراكز الشباب الاجتماعية لدى وكالة الغوث انها مراكز ارهابية بسبب استقبالها لعزاء كل شهيد, لان أكبر منزل في المخيم لا يتسع لأكثر من 4 أشخاص, وبذلك أوقفت التعامل مع مراكز الشباب الاجتاعية كاملةً وعملت على سحب موظفيها المتواجدون في المراكز.

وهنا نقول أن الخدمات التعليمية والصحية أوقفت بالكامل, من يتلقى العلاج يذهب الى العيادة الصحية في مخيم العين التي تستقبل في اليوم الواحد 380 مريض حيث أنها لا تقتصر فقط على سكان المخيم بل تتعدى للمواطنين من مدينة نابلس والقرى المجاورة من الاجئين .
نقص أدوية بشكل كبير المبيت في المستشفيات كانت تغطي نسبة 95% اليوم أصبحت نسبة 75% والمواطن العادي 50% والقرار الاخير هو وقف التعامل مع المستشفى والتحويلات الكاملة .
ابراهيم يختتم حديثه قائلاُ:في العام الماضي واجهتنا مشكلة كبيرة من الصحة وهو قرار من وكالة الغوث باغلاق مستشفى قلقيلية وهو المستشفى الوحيد الذي يعالج اللاجئين في شمال الضفة الغربية , لكن بجهودنا وجهود الشباب أجبرنا وكالة الغوث على اعادة فتح هذا المشفى وتطويره, والجديد لها العام من وكالة الغوث انها غير قارة على ادارة المشفى وسيتم دمج المشفى مع مشفى اخر وهو مشفى النجاح الوطني وتم الحوار مع مدير مشفى النجاح الوطنية ورفض ما قامت به الوكالة وأنه لم يمس قرار يضر اللاجئين الفلسطينين.
ويعتبر مخيم عين بيت الماء من أكثر مخيمات الشتات في تخريج فئة من الشباب المثقف وعلى درجة كبيرة من الوعي في كافة مجالات التعليم مثل (مهندسين وأطباء ومحامين ومعلمين، الخ).