الرئيسية / الأخبار / فلسطين
أبو إبراهيم مرشود ما زال يبحث عن بوصلة عودتهِ لِـ يافا
تاريخ النشر: الأثنين 12/11/2018 12:57
أبو إبراهيم مرشود ما زال يبحث عن بوصلة عودتهِ لِـ يافا
أبو إبراهيم مرشود ما زال يبحث عن بوصلة عودتهِ لِـ يافا

كتبت اسراء ابو السعود
تحتَ قطرات مطر العاشر من تشرين الثاني، و مع نسمات الهواء الخفيفة التي تجولُ في المكان، تتوقّفُ خطواتي للحظة، لتجد نفسها أمام مدخلٍ ضيّق، يخبّئ خلفه حكايا واسعة جداً .،ليكون مكاني بين الازقة والجدران الي تعج بكايات عمرها 70 عاما.
الفضول الذي يدور بداخلي يصطحبني لأكمل خطواتي فأجد نفسي في مخيّم بلاطة الواقع شرق مدينة نابلس والذي يُعد أكبر مخيمات الضفة. وهو مخيّمٌ يعجُّ بالحياة، الألوان، و الدفء الكثير، في كُلِّ بقعةٍ تجد أثر. أصوات قهقهات الأطفال، شعارات الحُريّة والنضال، رائحة الياسمين، و آثار الأمهات.
و ما تزال خطواتي على ايقاعها لتسمع : أهلاً وسهلاً بالكرام، شرْفتم هذا المقامَ و السّعدُ فيكم أقبل، و ترنّم الطيّرُ و هامَ "
يستقبلني أمام عتبات منزله في قلب المُخيّم، اليافاويْ سالم مرشود - الحاج أبو إبراهيم - أربعة وثمانون عاماً، ليروي لي عن تاريخ و معاناة هجرته بعد نكبة 1948 قائلاً : " قضيّة فلسطين قضيّة مؤامرة من جميع دول أوروبا ، " و حصلَ اتفاقٌ بين بريطانيا و ألمانيا، بعد أن أصبح هناك عجز لدى بريطانيا دفعها لأخذ قرض من اليهود لثلاثين عام.
وصف ابو إبراهيم حالة الشعب الفلسطيني الضعيفة والخالية من الأسلحة، و اغتنام اليهود فرصة قوتهم و سلاحهم الذي حصلوا عليه من بريطانيا، للإرهاب في الشعب الفلسطيني، دافعاً إياه للهروب خوفاً، لينتهي بهم المطاف مُشردّين في جبال الوطن وخارجه."
و يُكمل أبو إبراهيم حديثه، ليذكر أنه تم تهجيره وعائلته من العوجا إلى قلقيلية ثم طولكرم، وأخيراً وصلت به مسار الهجرة إلى مخيّم بلاطة شرق مدينة نابلس.
مع دموع اشتياقه لنهر عوجا يروي لي ذكرياته على النهر وشاطئ يافا حيث الخيرات تحوم في كل مكان.
تجوبُ عيوني حولَ المكان، لتسقط على الأزقة الضيّقة و منازل المخيّم التي تكاد لا تسع لإثنين بينما تحملُ في داخلها الأجداد والآباء والأحفاد سوياً، ليقاطعني أبو إبراهيم واصفاً معاناة اللاجئين الفلسطينيين، و طبيعة معيشتهم في الهجرة، قائلاً : "كُنّا قلائل وقامت وكالة الغوث بإحضار خيم للاجئين، و كانت مُقسمة حيثُ كُل خيّمة كبيرة تشمل عائلتين،وفي عام 1993 استُبدلت هذه الخيم بغُرَف."

يصلُ الحاج أبو إبراهيم إلى نهاية ذكرياته خاتماً حديثه ببيت شعرٍ يقول فيه : أنا العبدُ الذي خُبِّرْتَ عنهُ فقد عاينتَني فدعْ السِّماعا "

و لتنطلقَ من هُنا خطواتي مرة أخرى، شاردة بين أزقّة المخيّم، حاملة في رأسي قضيّة ومعاناة شعبٍ بأكمله، لتبقى " سنعود " في أعماقي لِعكا وحيفا، اللد والرملة، لصفد والناصرة، لبحر العروس يافا، حتماً .
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017