د. خالد معالي
تابعت خبر تفجير حافلة جنود جيش الاحتلال بشكل اكبر من الاخبار العاجلة الأخرى لما في هذا الخبر تحديدا دلالات كبيرة وخطيرة، فكان اول تعليق لإعلام الاحتلال، بان حماس انتظرت افراغ الحافلة من الجنود ومن ثم ضربتها بصارخ موجه عن بعد.
واضاف معلق التلفزيون العبري بان حماس لا تريد من خلال ضرب الحافلة حربا، وإنما توجيه رسائل للمجتمع العبري وحكومة الاحتلال وجيشه، بانها قادرة على ان تصل لأهداف كبيرة مؤلمة وموجعة.
في كل الاحوال صدق اعلام الاحتلال وهو الكاذب دوما، لانه اجبر على الصدق في هذه الواقعة، كون الشريط بثته المقاومة ولا مجال لانكاره، فالاحتلال يعلم صدق المقاومة في غزة في كل ما تقول بعكس اعلام الاحتلال الكاذب والذي يخضع للرقابة العسكرية اللصيقة والدقيقة، ويخفي اكثر مما يظهر، وان نشر يكون مغلف بقشور ظاهرها جميل، وداخلها الكذب والعذاب والمكر والخداع والحرب النفسية.
هكذا اذن المعادلة: كلما تملك اكثر قوة، كلما جعلت عدوك يعترف بخسائره مكرها، والمقاومة اذن قادرة على ايقاع خسائر في كيان الاحتلال اكثر من الحرب العدوانية على غزة عام 2014، وهذا هو عنوان ضرب حافلة جيش الاحتلال، الذي ترك اثرا عظيما في نفسية قادة الجيش فراح مسرعا لضرب مقر قناة الاقصى.
قلنا سابقا انه صحيح ما زال التفوق لجيش الاحتلال في مجالات عدة من بينها الطيران، ولكن المقاومة تغلبت على هذا التفوق وجعلته بلا معنى جراء الانفاق، والتي جعلت الطيران بلا فائدة في ضرب غزة، فراح طيران الاحتلال يضرب مقر فضائية الاقصى ومنازل للمواطنين، ومؤسسات المفترض انها محمية في القانون الدولي الانساني.
ما تعرضه المقاومة عبر قناة الاقصى وغيرها من نجاح لعملياتها، هو نقل للحدث، ولم تقم الفضائية بعمل تلك العمليات الناجحة مثل ضرب الحافلة، ومن هنا فان قصف مقر الفضائية يعني بالضرورة ان رسالة المقاومة وصلت لقادة جيش الاحتلال من خلال ضرب الحافلة، وكان صداها كبير جدا.
من بدأ الجولة هذه من العدوان هو الاحتلال، بقتل قائد من المقاومة في غزة، فلو سكتت المقاومة لكرر الاحتلال عملياته هذه، ولكن عندما يدفع ثمنا فانه يفكر الف مرة ان حاول تكرار مثل هذه العمليات.
في كل الاحوال لن تتوقف الجولات، وما يميزها حاليا ان يد المقاومة باتت طولى وتضرب حيثما تريد وتهدد وتنفذ، والألم في الحرب العدوانية هو للجميع ان حصلت وهو أمر غير مستبعد في كل الاحوال على الاحتلال، مع ان الامور تشير الى اقل من حرب وأكثر من مواجهة، ، لكن شتان بين ألم ووجع الظالم المتجبر المغرور بقوته وبين ألم المظلوم الذي اخذ يحقق نوعا من تسجيل النقاط لصالحة في هذه الجولة، فقتلى الظالم المحتل لجهنم، وقتلة المظلوم من الشعب الفلسطيني للجنة.
تهديدات جيش الاحتلال نسمعها منذ عشرات السنين، ولم يحصل فيها جديد، فكلها بطش وقتل وهدم لمنازل المدنيين الآمنين، لكن تهديدات المقاومة هي من جديد بدأنا نسمع به، وينفذ ويوجع المحتل، معنى هذا ان الاحتلال في تراجع في هيبته وقوته، وإلا كيف نفسر قصف مدن ومعسكرات الاحتلال وحالة الهلع والخوف في المجتمع العبري المنهار!؟