تقرير: محمود اسكندر

الدبكة هي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الشام وهي تمثل التراث الفلكلوري لتلك البلدان. تمارس غالباً في المهرجانات والاحتفالات والأعراس، تتكون فرقة الدبكة من مجموعة تزيد عادة عن عشرة أشخاص يدعون دبيكة وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل والدبكة هي رقصة شرقية جماعية معروفة في مختلف المناطق العربية.
يقول عادل عبد العزيز حلاوة، وهو موظف أمن في جامعة النجاح الوطنية أن فكرة تأسيس فرقة الدبكة جاءت من هوايته وعشقه لها منذ الصغر، مضيفاً أنه عندما كان يدرب الدبكة لبعض الشباب، سأل عدداً من أقربائه الأطفال "من يريد منكم تعلم الدبكة؟"، الأمر الذي أعجب به الأطفال وأصبح كل طفل يأتي للتدريب مصطحباً صديقه معه، حتى ان أصبح عدد أعضاء الفرقة 12 عضو في أول عام على تأسيس الفرقة.
يتابع حلاوة، "في السنة الثانية ارتفع عدد الأعضاء إلى 22 عضو، واستمر في الارتفاع إلى ان وصل 38 عضو في الوقت الحالي، وتتراوح أعمارهم من 4 - 14 سنة".
أما عن مشاركات الفرقة، يتحدث حلاوة أن فرقته تشارك في العديد من المناسبات، كالأفراح المختلفة، وحفلات الزفاف والمهرجانات المدرسية، والمشاركة في المناسبات الوطنية وحفلات تخريج الطلبة من الجامعات، والمشاركة في المهرجانات خارج مدينة نابلس، إضافة إلى أحياء حفلات الأيتام بشكل مجاني.

ويكمل حلاوة حديثه، وسط فرحة تغمر وجهه، وهو يتحدث عن انطباع أهالي المدينة قائلاً " كان انطباع إيجابي من قبل الأهالي، الذين شددوا على أهمية الفرقة وإيجاد شيء تعليمي مفيد لأطفالهم، والتغيير في شخصية الأطفال"
ويضيف حلاوة، أن المستوى العلمي للأعضاء ممتاز جدا، وأنه يرى أهمية ذلك قبل الدبكة، لذلك يكون التدريب في أيام الجمعة خلال العام الدراسي، ويتوقف التدريب في فترة الامتحانات، وفي العطلة الصيفية يكون التدريب ثلاثة أيام في الأسبوع في مركز خاص بالفرقة.
ويقول حلاوة " وعد المجلس القروي لبلدة كفر قليل بتمويل الفرقة في حال إنشائها؛ لكن بعد تدريب لمدة 6 شهور و تأسيس الفرقة لم نحصل على أي تمويل، و لم استسلم و قمت بتمويل الفرقة بشكل شخصي، واجهنا صعوبات في البداية لكن تغلبنا عليها، و حاليا نقوم بالتمويل الذاتي للفرقة من خلال إحياء الحفلات و توزيع التمويل على كل شخص حسب الحجم المادي للحفل، و بلغ عدد الحفلات التي شاركنا فيها ما يقارب 340 حفل ".
يختم حلاوة حديثه، موجها رسالة إلى المجتمع الفلسطيني، ويقول على المجتمع أن يصحح فكرته الخاطئة عن الأطفال بعدم إمكانية الاستفادة منهم وإهمالهم، وأثبتت الفرقة عكس ذلك، فالأطفال بحاجة إلى اهتمام للنهوض بهم وصقل شخصيتهم ومواهبهم
ويضيف أن الناس لديهم فكرة خاطئة عن الدبكة، بوصفها رقص وإضاعة للوقت، لكن الدبكة هي فن وتراث فلسطيني أصيل يتوارث عن الأجداد يجب إحياؤه والمحافظ عليه كونه جزءا من الهوية الثقافية للمجتمع الفلسطيني.