الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الزبيدي...من الخياطة إلى الأفضلية في التنمية البشرية
تاريخ النشر: الأربعاء 18/06/2014 13:14
 الزبيدي...من الخياطة إلى الأفضلية في التنمية البشرية
الزبيدي...من الخياطة إلى الأفضلية في التنمية البشرية

أصداء- صفاء ديرية- تدخل مكتبه وما ان تجلس حتى تشعر بسحر التفاؤل الذي يشع منه، وتدهش من الابتسامة التي لا تغيب عن وجهه، وبينما تتجاذب أطراف الحديث معه حتى تغوص في حياة كلها أمل وطموح، حياة لا تعرف معنى اليأس، يصور لك النجاح بأبسط ما يكون، ويخرج عقلك الباطن من ذلك المكتب كله إرادة وطموحاً يحقق اكبر الأحلام، ويبقى عقلك مشحون بهذه الإرادة لفترة طويلة.

ترعرع جمال الزبيدي 29 عام مدرب التنمية البشرية من نابلس منذ سنواته الأولى بين أكناف المساجد، ليكبر على حبها كما علمته والدته، وتبلورت شخصيته القيادية منذ الصغر بظهوره على شاشات التلفاز المحلية.

الطفولة والخياطة

في سن السادسة أي عندما كان في الصف الأول الابتدائي بدأ جمال بتعلم مهنة الخياطة سبره سبر أشقائه، وليس كما أبناء جيله يقضي وقته في اللعب بين الأزقة، رغبة من والدهم زرع فيهم مبدأ تعلم حرفة من الصغر إلى جانب التعليم المدرسي.

ويقول الزبيدي بثقة عالية "على الرغم من عدم تقصير والدي معي أو مع أشقائي في إي شيء، إلا أنني في سن الثامنة كنت قادراً على الإنفاق على نفسي من خلال عملي في الخياطة".

مع ذلك لم ينسى ابن الثامنة القراءة من حياته، ولم يترك للهو مكانا في حياته، فكان بعد المدرسة والعمل يتوجه إلى مكتبة بلدية نابلس ويبدأ بالقراءة من شتى المجالات والتي لا يزال بعض من كلماتها راسخ في دماغه حتى الآن.

تغيرت مجريات حياته الدراسية عندما قرر ترك المدرسة في صف العاشر، وذلك بعد استشهاد أخاه في اجتياح نابلس الأخير، برغبة منه في صنع كل شيء لنفسه بنفسه، ثم سجن في نفس السنة عام2002 لمدة 17يوما هو وأخاه ووالده السبعيني.

بالرغم من قصر الفترة التي قضها في السجن إلا انه تمكن من تعلم فن الإدارة من السجناء، ليخرج بعد ذلك تاركاً الخياطة ليبدأ العمل في التجارة، فكان اول ما بدأ فيه التجارة في بيع الهواتف النقالة، لكن السجن والعمل لم ينسه التعليم فالتحق بالعام ذاته، بمركز فلسطين للديموقراطية ليحصل منه على دبلوم في التنمية البشرية.

عاد مرة أخرى إلى سجن الاحتلال في الثامنة عشر من عمره في عام 2004، والتي بدئها بقضاء خمس وأربعين يوما في غرفة التحقيق بين ضباط الاحتلال الإسرائيلي، ليقضي بعدها ثلاث سنوات ونصف منتقل بين سجن الجلبوع والنقب.

وأينما حل وفي كل السجون التي تنقل بينها الزبيدي، كان يعين أمين للمكتبة المتواجدة فيه، وفي كل الأقسام التي سجن فيها كان يخصص له طاولة كاملة من بين خمس طاولات ليضع عليها كتبه.

مثل الكثير الذين يسجنوا تقدم لامتحانات الثانوية العامة في الفرعين العلمي والعلوم الإنسانية، ونال الشهادة في فرع العلوم الإنسانية.

من داخل أسوار السجن اخرج جمال عقله إلى الحرية بطريقته الخاصة، حيث كان يقضي أكثر من عشرة ساعات في القراءة، ليقرأ في هذه السنين ما يقارب4500 كتاب اغلبها في إدارة الأعمال والتنمية البشرية وبالإضافة إلى بقية المجالات، كل ذلك كان يتجنب الخيار الأول للمسجون وهو النوم طوال فترة الحكم، واختياره المسلك الثاني التغير، الذي سلكه رغبته منه في عدم خروجه مثل ما دخله.

وقبل خروجه من السجن بسبعة اشهر وصله خبر وفاة والدته، ولم يلبث أن ينسى هذا الوجع حتى يفاجئ بعدها بشهر بخبر وفاة والده، هذه الظروف القاسية أخرجت ما بداخله من إرادة وطموح لبناء ذاته، وجعلتها كما يقول يسلك الطريق الذي يستفيد منه لأقصى الحدود.

الخروج من السجن

خرج من السجن بجيب خالية إلا من خمسين شيقل، ومع أخيه الصغير البالغ من العمر خمسة عشر عاماً الذي قضى ما يقارب السنه لوحده بعد وفاة والديه وتواجد أخوية في سجون الاحتلال.

اصبح بيد جمال خطه استراتيجية بحاجة إلى تنفيذ، وتحمل في طياتها الكثير المشاركة في عشرين مؤتمر عربي، عقد252 دورة تدريبية ومئة ورشه، بالإضافة إلى حصوله بكلوريوس ونيل الماجستير وامتلاك منزل ومركز تدريب، لكن كل هذه الأفكار كانت بلا عمل ولا مال.

في إحدى اللقاءات اطلاع الزبيدي بعض نواب المجلس التشريعي على خطته التي يود تنفيذها، فما كان منهم إلا أن يعلقوا"إن شاء الله تحقق"، لكن ذلك لم يوقف رغبته في تنفيذ خطته، ويعتبر عزيز دويك من اكثر المؤثرين عليه ويذكر"بعد خروجي من السجن جاء إلي وأنا اعمل بالخياطة وقال لي يا جمال انت رح تصير الي بدك اياه".

العودة للخياطه طريق تنفيذ الخطة

عاد مرة أخرى إلى مهنة الطفولة ليعبر بها طريق تنفيذ الخطة، فعمل بالخياطة واستطاع الانتساب جامعة بايدجناستيت الأمريكية عن طريق جامعة بنات المستقبل في مصر ليحصل من خلالها فيما بعد على البكلوريوس والماجستير، كما وحصل على18 دبلوم بواقع ثلاثة اشهر للدبلوم الواحد.


 

الكثير من بنود الخطة قد نفذها في غضون اربع سنين ونصف من المدة التي حددها لتنفيذ الحظة، بالإضافة إلي حصوله على الشخصية الثانية المؤثرة في مدينة نابلس، واصبح واحداً من افضل مدربي التنمية البشرية في العالم العربي.

السر كما يصفه يكمن في كتابة الحلم على الأوراق لان الكتابة ترسم المستقبل الذي سوف يسير عليه، كذلك السر أيضا بفضح الحلم على الملء الذي يساعد في تحقيقه، واقتناص الفرص واستغلال الوقت يعتبرها أيضا من أسرار النجاح.

وبخوات مكلله بالنجاح قبل سنتين بدأ في خطته الجديد التي سيستمر تنفيذها عشر سنوات، و يهدف فيها لجعل مركزة التدريبي الأول على مستوى الوطن العربي.


 


 



 


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017