يعتقد العلماء بمعهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا أن النمل يغيّر سلوكه عندما يتعرض لمسببات الأمراض، ويأخذ إجازة مرضية كما في عالم البشر لكي يحمي مستعمرته.
ويُعتقد أن هذه الدراسة -التي نشرت بدورية ساينس- هي الأولى التي تظهر أن الحيوانات تستطيع تغيير سلوكها لوقف انتشار الأمراض المعدية بمجتمعاتها المتشابكة. وأوضح الباحثون أن النمل يقوم بحركة متوازنة للتواصل مع بعضه البعض ويمنع الأمراض من المرور من أجل أن تستمر مجتمعاته في العمل.
وهذه المجتمعات معقدة حيث تنقسم هذه الحشرات لمجموعات مختلفة حسب أعمارها وأدوارها. إذ أن نمل التمريض الشاب يعتني بالصغار بينما يغامر العمال الأكبر سنا بالخروج من العش لجمع الغذاء. وهذا العامل هو الأكثر احتمالا لنقل المرض إلى المستعمرة.
وبعد إجراء بعض التجارب لاختبار تأثر سلوك النمل العامل في 22 مستعمرة في وجود مسبب مرضي هو نوع من الفطر، واستخدام كاميرات بالأشعة تحت الحمراء لدراسة تحركاتها، وجد الباحثون أن النمل العامل تصرف بشكل وقائي أو بطريقة مرنة من أجل حماية مستعمرته من المرض وخاصة الملكة والممرضين.
وأوضحت سيلفيا كريمر الباحثة بالمعهد المذكور أن النمل يغير طريقة تفاعله ومع من يتفاعلون. والأكثر من ذلك أن هذا التفاعل يشكل عملية مشابهة للتطعيمات بين البشر.
واعتبرت المؤلفة الرئيسية للدراسة ناتالي ستروميت قيام واحدة من النمل بعزل نفسها عن الآخرين مقابلا لأخذ يوم إجازة من العمل، بمعنى أنها تقلل احتكاكها بزميلاتها العاملات المتلوثة.
وعلقت ستروميت على ذلك بتساؤلها: هل يمكن لنا نحن البشر، عندما نشعر بالذنب أحيانا إذا رفضنا الذهاب للعمل عندما يصيبنا المرض، أن نتعلم أي شيء من هذا النمل الذكي؟
وأضاف د. لوران كيلر أستاذ علم البيئة التطوري بجامعة لوزان في سويسرا أن من المنطقي بيولوجيا واقتصاديا للأشخاص الذين يعانون من مرض معد البقاء بالمنزل إلى أن يشفوا بدلا من القدوم إلى العمل ونقل العدوى لزملائهم.
المصدر : نيوزويك