الرئيسية / مقالات
نائل البرغوثي... 39 عاما من الاسر
تاريخ النشر: الأحد 25/11/2018 09:48
نائل البرغوثي... 39 عاما من الاسر
نائل البرغوثي... 39 عاما من الاسر

د. خالد معالي

مجرد وجود أسير أو أسيرة في سجون الاحتلال يسبب وجعًا وألمًا للقلب دائمين دون توقف، ليس فقط لأهل فلسطين المحتلة، بل لكل حر وشريف في العالم، ولكل عاشق للحرية والانطلاق وعمارة الكون، فكيف عندما يدور الحديث عن الاسير نائل البرغوثي والذي قضى 39 عاما من الاسر في سجون الاحتلال من بينها 34 عاما متواصلا.

وجع البرغوثي والأسرى الأبطال أي وجع؟!، فهو وهم يشكلون نقطة حساسة وساخنة لدى مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، فما ندر أن نجد فلسطينيًّا لم يذق طعم وعذابات الأسر، ومن هنا وجب عدم إغفال قضية الأسرى، ولو بأضعف الايمان بالدعاء لهم، وهناك من يعملون باقوى الايمان للافراج عنهم في صفقة مشرفة قريبا بعون الله ستنجز وتتم وتفرح قلوب الاسرى وأهاليهم والشعب الفلسطيني قاطبة.

الاسير البرغوثي نراه كما نرى الأحرار وهم الأسرى في سجون الاحتلال يدفعون لحرية شعبهم ثمنًا غاليًا من زهرات شبابهم، وأجسادهم.

وجع الاسير البرغوثي، ووجع قلوب الأسرى هو وجع كل إنسان حر ما داموا في الأسر، وبيع حريتهم ودخول السجن ليسا هواية ولا شغفًا، بل حالة اضطرارية، لأجل القيم السامية والراقية والأخلاق العالية، بهدف التحرر والتطور والانطلاق.

الأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعًا خارج السجن، ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة، ومعها العذاب، والموت يلاحق الأسرى، خاصة في العزل، فالشعور بالزمن يختلف من إنسان إلى آخر، حسب معاناته وحالته النفسية والوضع الذي يعيش والظروف المحيطة من فرح أو حزن.

كل فكرة وخطوة تقربان من تحرير الأسرى ويتبعهما خطوات أخرى للتضامن مع الأسرى جديرتان بالتطوير والتحسين، ورأس ذلك وعلى قمته هو عملية تبادل أسرى جديدة، والأنظار تتجه بذلك إلى المقاومة.

صراحة مناصرة البرغوثي وبقية الاسرى حتى اللحظة لم ترق إلى مستوى تضحيات الأسرى، ولا معاناتهم، والتضامن مع الاسير نائل البرغوثي وبقية الأسرى الأبطال ليس منة ولا فضلًا وتكرمًا من أحد، بل هو واجب وطني وديني وأخلاقي.

أهداف الأسرى وطموحاتهم وآمالهم جديرة بأن يضحى لها، ويعلى شأنها لتنتصر لاحقًا على المحتل الغاصب، فلولا وجود عنوان للتضحية والفداء _وهم الأسرى_ لصارت الحياة جحيمًا لا يطاق، بانتصار السجان والظلم والطغاة. لاحظ كيف صور جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة تطوف الدنيا، وقامت الدنيا ولم تقعد لأجلهم، وصارت صورهم تعلق في كل عواصم الدنيا، وصاروا حديث الساعة، أما صور الأسرى الفلسطينيين فلا يكاد أحد يعرفها.

محطات من الاسير البرغوثي، فقد توفي والداه خلال اعتقاله الأول والذي استمر 33 عاماً حتى أفرج عنه في تاريخ 18أكتوبر عام 2011، ضمن صفقة وفاء الأحرار "شاليط"، وبعد الإفراج عنه تزوج من المحررة إيمان نافع، والتحق في جامعة القدس المفتوحة لدراسة علم التاريخ ، وله اثنين من الأخوة والأخوات وهما الأسير عمر البرغوثي، وحنان البرغوثي.

وفي حكاية الاسير نائل فانه وبعد 12 يوما على اختطافه عام 1978" اعتقل الاحتلال شقيقه الأكبر عمر وابن عمه فخري، وحوكم ثلاثتهم بتهمة قتل ضابط "إسرائيلي" شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت بالداخل المحتل عام 48، وتفجير مقهى في القدس".

وتتذكر الحركة الاسيرة يوم محاكمة نائل وشقيقه وابن عمه حين صاح القاضي غاضبا لعدم استجابة الأخوين وابن عمهما لأوامره بطلب الاستعطاف والرحمة، فضرب على منضدة صائحا "نائل، عمر، فخري، مؤبد مؤبد مؤبد" ، فما كان من امهم إلا ان تزغرد في قاعة المحكمة.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017