الرئيسية / مقالات
فجر الضفة اعتقالات وغزة استعدادات
تاريخ النشر: الأحد 02/12/2018 11:01
فجر الضفة اعتقالات وغزة استعدادات
فجر الضفة اعتقالات وغزة استعدادات

د. خالد معالي

مقارنة وضع الضفة الغربية بوضع غزة المحاصرة قد يثير البعض، ولكن وبشكل سريع نرى ان ساعات الفجر الاولى من الضفة الغربية، ومن على قمم الجبال والتلال تسمع اصوات القنابل الصوتية والمسيلة للدموع وتفجير الأبواب وهذا كله خلال اقتحامات وتدنيس للمدن والقرى، وما يصاحب ذلك ضرب وسرقة اموال واعتقالات لا تستثني طفلا ولا امرأة ولا شابا يافعا، وكأن هناك معركة أو حرب مصغرة.

فيما ساعات فجر غزة؛ كله استعدادات للجولة القادمة من الحرب المتواصلة والمفروضة عليهم من قبل ألاحتلال رغم ان الظاهر هناك تهدئة، والتهدئة لا تعني ان الجولات توقفت، فبين عشية وضحاها قد تتجدد الجولات.

فجر الضفة الغربية صعب جدا؛ فتصور انك في منزلك وبين احضان اطفالك نائما، ويدق بابك منزلك بعنف، ضيفا غير مرغوب فيه ومجبر ان تفتح له الابواب وإلا فجروها، ليصحى اطفالك على "وجوه عليها غبرة، ترهقها قترة"، مرعبة ومخيفة، ومن ثم يقتادوك تحت تهديدي السلاح للتحقيق على لايك في ال"فيسبوك"، او عبارة، او مشاركة في مظاهرة، او حتى بلا تهمة كما يجري مع المعتقلين الاداريين.

بعز عزيز أو ذل ذليل؛ رغم أن الزاد قليل والمسير طويل، نجحت غزة في طرد المحتل وهو ما ستفعله الضفة الغربية وان بدا غير ذلك في ظل المرحلة الحالية الصعبة، ومن يظن غير ذلك؛ فهو يعيش ويحيا في مستنقع فكر الهزيمة، وتشرب منه كثيرا - مفاهيم وأفكار - الاستسلام للأمر الواقع، والتعايش معه، ولن تذكره الأجيال اللاحقة، ولا التاريخ بخير، ولو في سطر واحد، أو في شطر كلمة، فلا مكان للعظماء عبر التاريخ تحت الرايات البيضاء.

اصعب ساعات في الضفة هي ساعات الفجر الاولى على مدن وقرى وبلدات الضفة؛ فحملات الاعتقال المسعورة تطال الصغير والكبير، ولا تدع حتى الأطفال الصغار ولا الفتيات ولا النساء، فكل محرم وممنوع ولا يجوز، هو حلال في عرف الاحتلال الظالم.

تصاعد حملات الاعتقال اليومية في مختلف مدن الضفة الغربية؛ والتي يصل معدلها اليومي لأكثر من 20 مواطنا، مؤشر على أن الضفة تقلق الاحتلال؛ ولذلك يسارع لقتل والتخلص من قلقه هذا؛ عبر حملات اعتقال مسعورة يومية.

لو كانت لا تشكل الضفة خطرا حاليا ومستقبليا على دولة الاحتلال؛ لما قام بهكذا حملات اعتقال كبيرة العدد بشكل لافت، لتكون التهم الموجهة لهم تعب ر عن خوف وعجز دولة الاحتلال بشكل دفع "نتنياهو" للخوف على مستقبل كيانه.

من يشكك ولا يقتنع مما سبق، ولا يعتقد انه توجد حالة متعاظمة من استنهاض الضفة وزيادة خطرها على الاحتلال؛ فما هو تفسيره للاقتحامات اليومية المتزايدة؛ للقرى والمدن الفلسطينية؛ وما هو تفسيره للاعتقالات على الحواجز الثابتة والطيارة.

حكومة"نتنياهو" بغبائها وصلفها؛ تسرع من حراك ونهوض الضفة الغربية؛ عبر ممارساتها الصبيانية وقرارتها الحمقاء المتغطرسة؛ فهل يعقل أن تبقى الضفة صامتة صمت القبور؛ على القتل والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وتدنيسه بشكل متحدي وسافر من قبل المستوطنين، عدا عن والطرد والتهجير وسرقة أخصب الأراضي؛ وهل يعقل؛ وان حصل ولو حالة واحدة في التاريخ أن صمت وقبل شعب بمحتل غاصب ولم يقاومه بكل الطرق والوسائل المتاحة؟!

من صور معاناة الضفة اليومية وساعة بساعة؛ هو ما يمارس من ضغط شديد يوميا على المواطنين بإذلالهم على الحواجز؛ والمزارعين بمصادرة أراضيهم؛ والعمال بالحط من كرامتهم وإذلالهم، واعتداءات متواصلة يوميا ومكررة؛ واعتقالات متزايدة وغيره الكثير الكثير؛ يجعل الغضب يتراكم من قبل جيل الشباب الحالي؛ والغضب لا بد له من التنفيس، والذي لا يكون إلا في وجه الاحتلال الغاشم.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017