الرئيسية / مقالات
غزة العزة و الإنتصار
تاريخ النشر: السبت 08/12/2018 18:30
غزة العزة و الإنتصار
غزة العزة و الإنتصار


في أعقاب ثلاثة حروب صهيونية كبيرة شُنَت على قطاع غزة خلال العشر سنوات الماضية وما رافقها من جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين العزل هناك ,وكذلك جرائم بحق الإنسانية يندى معها جبين البشرية ,وجرائم التطهير العنصري وهدم البيوت والأحياء السكنية بكاملها وتدمير الأراضي الزراعية التي جرت بمجملها بحق أهلنا في غزة هاشم والذين أثبتوا خلال تلك الحروب التدميرية قدرة فائقة على الثبات والصمود وابتكار الوسائل الدفاعية والنضالية البسيطة وتطويعها في إيذاء العدو , مما مكن شعبنا بإمكاناته المتواضعة من تحقيق توازن الرعب وردع العدوان وإرغامه على التراجع وعدم تجاوز الخطوط الحمر رغم تفوق جيشه المجرم نوعياً وتكنلوجياً في جميع المجالات ,والمدعوم أصلاً بكل الإمكانات السياسية والعسكرية والإقتصادية من قبل القوة الإستعمارية الأولى في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية ).


وتأتي العملية الصهيونية الخاصة والفاشلة بتاريخ 11/11/2018 داخل قطاع غزة وجولة التصعيد التالية التي أتت على معظم المرافق المدنية العامة ووقوع العديد من الشهداء والجرحى بفعل القصف الصهيوني الهمجي الذي دفع مجاهدينا في القطاع لتسديد ضربات صاروخية موجعة للبلدات والمدن الصهيونية المحاذية للقطاع وأدت في نهاية الأمر لإنتصار غزة بكل المقاييس, سواء على صعيد ترصين الجبهة الفلسطينية الداخلية التي تجلت من خلال غرفة العمليات المشتركة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية ,أو من خلال قدرة تلك الفصائل مجتمعة على المناورة العسكرية وتسديد الضربات للأهداف الصهيونية في الصميم ,مما أجبره على التراجع والتقهقر وبالتالي تصدع جبهته الداخلية التي أسفرت في اعقاب وقف العدوان العسكري مباشرةً عن إستقالة وزير دفاع الاحتلال وعدد اّخر من النواب في الكنيست الإسرائيلي ,إضافة لإحتمالية إنهيار الحكومة والدعوة لإجراء إنتخابات تشريعية مبكرة.
إن إنتصار المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم على صلف وجبروت الإحتلال وكل اّلة الدمار والقتل التي يمتلكها بدعم أمريكي إمبريالي فاضح , تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن فلسطين لن تحررها الحلول السلمية الهزيلة ولا العملية السياسية المبتورة , وإنما الكفاح الشعبي المسلح وحرب الشعب طويلة المدى بالتوازي مع العمل السياسي والدبلوماسي المدروس والمستند على الثوابت الوطنية المعمدة بسيل الدماء الطاهرة, والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية وفق هذه الرؤيا , والتأسيس لجبهة عربية مساندة لنضال شعبنا وامتنا التحرري تضم كل القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية الثورية والتقدمية وتلك التي تضع في سلم أولوياتها القضية الفلسطينية كقضية مركزية لكل العرب.
إن وحدة شعبنا وإرادته الباسلة في التصدي للعدوان وتحقيق الإنتصار الناجز على فلول جيشه المهزوم والتي تجلت بشكل واضح من خلال غرفة العمليات المشتركة والهيئة العليا لمسيرات العودة لها مدلولاتها وإشاراتها الواضحة على قدرة شعبنا على تجاوز خلافاته وانقسامه والتوجه مباشرة نحو إنهاء الإنقسام وتوحيد الطاقات والجهود خلف إطار قيادي قادر على صياغة البرامج الإستراتيجية الكفيلة بإنهاء الإحتلال وتحقيق كامل أهداف شعبنا في الحرية والإستقلال وإقامة الدولة بعاصمتها القدس الشريف وتحرير كافة أسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات من سجون الفاشية الصهيونية.


بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
كانون أول - 2018
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017