كشف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، جاكي خوجي، السبت، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طالب في محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بـ"عدم المس بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي".
وأضاف، أن "هذا الطلب الإسرائيلي من واشنطن يعني أن الرياض بالنسبة لتل أبيب تعد كنزا استراتيجيا، ما يكشف بعضا من المعلومات حول العلاقات السرية بينهما، ويؤكد مقولة أن الشرق الأوسط غابة، ليس فيها تقديم وجبات مجانية".
وقال إن "تطوع نتنياهو لإنقاذ بن سلمان، يعني أن إسرائيل تحتاج إليه، ولناصحه الأمين ولي عهد دولة الإمارات محمد بن زايد، وكذلك للبحرينيين، وزعماء آخرين".
وقال إن "بعض الدول العربية التي ترتبط بعلاقات رسمية مع إسرائيل وسرية، تحولت من الشراكة إلى عمل مكثف بسبب عدائها مع إيران وحزب الله".
وأوضح خوجي، محرر الشئون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "هذه الدول ترى في زعزعة إيران فرصة تاريخية لها، ولذلك تراهن على التقارب مع إسرائيل ، لأنه يحقق لها حلمها وطموحها بإضعاف التهديد الأكبر على وجودها، وفي ميزان أولوياتها فإن التطبيع مع إسرائيل يتقدم على مقاطعتها، والقضية الفلسطينية بإمكانها الانتظار بعض الوقت".
وزعم الكاتب أنه "في كل معركة تخوضها إسرائيل ضد إيران في المجالات: العسكرية، الاقتصادية، القانونية، والدبلوماسية، تجد هذه الدول نفسها شريكة لها، وحين يشن حسن نصر الله هجوما على المحور الأمريكي الصهيوني، ويزيد عليهما البحرين والسعودية، فهو ليس مخطئا".
وختم بالقول أنه "صحيح أن كل هذه الخطوات ضد إيران وحزب الله تتخذ في تل أبيب، لكن تلك الدول الأخرى كالسعودية والإمارات والبحرين وسواها تجد نفسها شريكة لإسرائيل، كيف ذلك، أترك لخيالك أن يفكر ويتصور".
وسبق أن أوردت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، السبت، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعتزم الدفع بالعلاقات السرية مع السعودية إلى العلن رسميا في موعد قريب.
وقالت إن نتنياهو يسعى لإظهار العلاقات مع السعودية إلى العلن "قبل الانتخابات الإسرائيلية"، وفق قولها.
وكانت قد كشفت وثائق نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت أيضا، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يحاول منذ فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، أن يخطب ود الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحة سبل ذلك، من بينها إسرائيل، باعتبارها بوابة لتحقيق مساعي الرياض بعلاقة ممتازة مع البيت الأبيض.
وتتزايد الضغوطات على السعودية، جراء قضية مقتل الصحفي خاشقجي، دون تقديم رواية "أكثر مصداقية" لمقتله وأسبابه، وتقديم جميع المتورطين بالاغتيال، وفق تصريحات أوروبية وأمريكية.
وما يثير الغضب الدولي أن قضية خاشقجي تعد "انتهاكا صارخا" للمادة 55 من اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية ، التي تنص على أنه "لا يجوز استخدام المباني القنصلية بأي طريقة تتعارض مع ممارسة الوظائف القنصلية"، وفق تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني.