الرئيسية / الأخبار / فلسطين
رائد الشريف.. قصةُ كفاحٍ توجت بالنجاح
تاريخ النشر: الجمعة 20/06/2014 10:55
رائد الشريف.. قصةُ كفاحٍ توجت بالنجاح
رائد الشريف.. قصةُ كفاحٍ توجت بالنجاح

 نابلس

فراس أبو عيشة- بملامحِ وجهه تقرأ قصةً مَزجت ما بينَ الأمل والألم، وبلباسه الصحفيّ وأناقته يروي حكاية كفاحه منذ طفولته وحتى رُشده، وبعينيه البراقتين ترى تفاؤلاً مُشعاً، وبابتسامته البهية التي تتربع على وجهه تتسطُر أجمل وأعظم التضحيات في حياته، فضحكته العريضة تدل على التمسكِ باليقين، وعدم اليأس رغم القهر والمعاناة.

الشاب رائد محمد سمير الشريف، ابن الخامسة والعشرين عاماً، من سكان مفرق الصاحب في مدينة خليل الرحمن، صاحبُ قضيةٍ ومبدأ، لم يدرس الصحافة والإعلام، ولكن كانت هوايته منذُ الطفولة والصغر.

ويستهل الشريف حديثه: "درست مرحلتي الإبتدائي والإعدادي في مدرسة الزعتري الأساسية للبنين في مدينة الخليل، ومرحلة الثانوية في مدرسة طارق بن زياد الثانوية للبنين، وقد كنت مُتفوقاً في دراستي، ومُبدعاً، ومُميزاً بنشاطاتي، وخصوصاً في الإذاعات المدرسية".

ولكن ظروفه العائلية والإجتماعية المُحيطة به، لم تسعفه وتُساعده في إكمال دراسته الجامعية لأسبابٍ خاصة.

وفي عام 2007 التحق في راديو الخليل كأول عمل له، ومن ثم انتقل للعمل في إذاعة الحرية مُقدماً لبرنامج عن الأسرى، وبعدها إلى إذاعة مرح، وكلتاهما في مدينة الخليل، بالإضافة إلى أنه عمل موظفاً لمركز الإعلام وراديو علم في جامعة الخليل.

ويتجول الشريف في شوارع الخليل، ويقول: "في نفس تلك الفترة، التحقت وشاركت في العديد من الدورات في الأردن وسوريا، تحت إشراف مركز الجزيرة للتدريب الأكاديميَ السوريَ الدوليَ، وفي بعض الدورات المحلية داخل الوطن".

وعاش حياته بين السجون، فاعتقل للمرة الأولى في عام 2010 لمدة شهرٍ ونصف في مركز تحقيق بتاح تكفا، بتهمة تغطيته لاغتيال مواطنين في مدينة الخليل، وبعد ذلك تم الإفراج عنه بكفالة قدرها 3500 شيقلاً، واعتقل مرة أخرى في نفس العام لمدة يومين، بسبب عدم انصياعه للتوجه إلى محكمة الاحتلال.

 

ويُوضح الشريف "اعتقلت للمرة الثالثة في منتصف شهر تشرين الثاني من عام 2011 لمدة سنة ونصف، بتهمة أنني أُشكل خطر على أمن دولة إسرائيل حسب إدعاءهم، حيثُ كنت متزوجاً، وزوجتي حامل، وجاء ميلاد ابني البكر (رامز) في شهر نيسان من العام 2012، وأنا خلف زنازين الإحتلال، وتم إطلاق سراحي في شهر آب من نفس العام".

وفور الإفراج عنه، التحق للعمل في الفضائية الفلسطينية لمدة عام تقريباً، وترك العمل معهم لأسبابٍ خاصة، وانتقل إلى فضائية تلفزيون فلسطين، وما يزال حتى الآن على رأس عمله، إضافةً إلى أنَّه يعمل مع راديو مرح.

ويُكمل: "الآن أصبحتُ أباً لولدين، أكبرهما رامز والذي يبلغ من العمر عامين وشهرين، والآخر مراد ابن السبعة شهور فقط".

والغريب أن قصة الشريف مع الصحافة والإعلام هي مجرد هواية فقط، وكان يُقدم للعمل مع أي إذاعة أو قناة كباقي المتقدمين، ولكن الفرق أنَّه لم يدرسه كتخصص.

وماضيه أثناء الدراسة، تمثل بحفظه للقرآن الكريم، ومُمارسته الرياضات بأنواعها، وأيضاً نشاطه الدائم عبر صفحات الإذاعة المدرسية اليومية.

ويُشير "في الفترة الإعدادية والإبتدائية في دراستي، كُنت أطمح أن أُصبح مذيعاً مشهوراً في قناةٍ عربيةٍ معروفةٍ، وتحقق طموحي من خلال التحاقي بالعديد من القنوات والإذاعات المحلية، لكي تفتح لي الطريق والمجال نحو الإلتحاق بالمحطات والفضائيات العالمية".

ولأهل شريف وعائلته الدور الحثيث في تشجيعه والوقوف إلى جانبه، وكذلك أقاربه وأصدقاءه، الذين ساندوه بشكلٍ كبير ودائم لمواصلة مشواره في عمله الصحفي، والوصول لما هو عليه الآن.

وبابتسامة مُشرقة، يُضيف "لا أنسى دور أبي العظيم والرفيع في تشجيعي ومُساعدتي، ووقوفه إلى جانبي، ونُصحه وإرشاده لي في شتى مجالات الحياة".

ويوجه الشريف رسالةً إلى الشعب الفلسطيني، مفادُها "كونوا طموحين، واجعلوا إرادتكم هي سر وصولكم لهدفكم المنشود، ولا تيأسوا، واهجروا اليأس، حتى تصلوا لما تصبون إليه".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017