الرئيسية / مقالات
قطع وأوجع قلوبنا الطفل محمد
تاريخ النشر: الأربعاء 19/12/2018 12:08
قطع وأوجع قلوبنا الطفل محمد
قطع وأوجع قلوبنا الطفل محمد

 د. خالد معالي

 لا يختلف أي انسان سوي وحكيم، على ان المعاني الانسانية النبيلة والجميلة يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها، لكن ما حصل  مع الطفل الفلسطيني محمد وهبة من مخيم نهر البارد بلبنان، اوجع قلوبنا وكل حر وشريف، وشكل صدمة نفسية لكل انسان حتى لو كان غير فلسطيني، كون الانسانية والرحمة مجبولة ومزروعة في جميع البشر والخلائق ولا يصح القفز عنها.

هناك من حمل الحكومة اللبنانية، وهناك من حمل المسئولية للسفارة الفلسطينية، او وكالة الغوث، فهل 1800 دولار صارت ثمن لحياة طفل ازهقت روحه بكل هذه البساطة  وكان شيئا لم يحدث.

لو كان هناك عدالة لاستقالت الحكومة اللبنانية لمأساة ووفاة الطفل محمد، وذلك من نابع انساني بحت، ولشكلت صورة نبيلة وموقف مشرف يسجل لها، رغم جريمة قتل الطفل محمد، والذي شكلت وفاته غياب للضمير الانساني والرحمة الانسانية في قلوب البشر المتحجرة في عالم اليوم الظالم.

لو كان الطفل محمد في بلد غربي او أمريكي لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتم محاسبة كل من هو مسئول  عن وفاته جراء المرض الذي كان بالإمكان تجاوزه، ولكن في بلاد العرب الظلم صار امرا طبيعيا، لا يشكل هاجسا ولا معاناة للمسئول الذي همه فقط البقاء في مركزه وجالس  على كرسييه.

قطع القلوب منظر محمد وهو يشيع، وكأنه يقول وداعا للإنسانية والحرمة والشفقة، وان لا انسانية في  هذه الأيام  خاصة عند العرب، وهل يصح لقوانين يعمل بها في لبنان ان تقتل أرواحا، اليس الاجدر الغاء أي قانون يزهق ولو حياة أي انسان سواء كان طفلا او شيخا مريضا او عجوزا ؟!

همسة ضمير علها توقظ كل حر وشريف، ومن عنده ذرة من عز وكرامة انه يجب الغاء أي قانون غير عادل ومجحف، فالقوانين ليست قرآن، كونها نتاج بشري متطور ومتغير الظروف والأحوال.

ان سكت الاحرار والذين لديهم حس انساني عن الظلمة والاشرار، فان ذلك يدفع الاشرار للمزيد، وراحوا يظنوا انهم على حق ، كون لا احد يوقفهم عند حدهم ولا يطالبهم بالتوقف عن ظلمهم، كما كان يفعل فرعون في مصر، وما اكثر فراعنة اليوم خاصة من العرب، فحكام العرب جعلونا مسخرة وفي ذيل الأمم ويطنون انهم يحسنون صنعا بفعل عدم مراجعتهم او القول لهم لا ، ولا يصح ما تفلعونه.

عندما يحترم الحاكم شعبه يحترمه تلقائيا شعبه، وعندما تحترم دولة ما رعيتها ومن هم تحت رعايتها، يحترمها شعبها، ويحترمها العالم، ولذلك ترى الكثير من المواطنين العرب يريدون ويهاجرون لدول الغرب، كونها تحترم رعيتها ومن هم تحت رعايتها، لكن حياة الانسان لا قيمة لها في بلاد العرب، وهو أمر محزن ومقلق ومؤشر لزاول الدول قريبا.

قد يقول قائل انها حالة فردية ان يموت طفل، ولكن دم امرئ مسلم بغير حق، يهتز له عرش الرحمن، ومن يقتل طفل اليوم فغدا يقتل اطفال وشعوب، ولا تفرق معه ما دام لا يوجد من يحاسبه، ولكنه سيبوء بالخزي والعار في الحياة الدنيا والآخرة.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017