كتب: خميس أبو النيل
الى الشمال الشرقي من مدينة نابلس وعلى بعد حوالي 25 كم، تقع مستوطنتي (روعي، وبقعوت) الجاثمتين على أراضي خربه عاطوف التابعة الى بلدة طمون الفلسطينية، حيث تم اقتطاع نسبة لا تقل عن 80% من أراضيها لصالح المستوطنتين ومستوطنات أخرى.
إذ أصبحت تلك الأراضي عبارة عن مناطق زراعية للمستوطنتين، بالإضافة الى معسكرات تدريبه للجيش الإسرائيلي، بحيث أن المواطنين الفلسطينيين لا يستطيعون الاقتراب والدخول الى أراضيهم تحت ذريعة أنها مناطق أمنيه عسكرية.
وفي هذا الشأن يقول ممثل الثروة الحيوانية وعضو مجلس قروي عاطوف، لطفي بني عوده لتجوال أصداء،، برعاية مركز القدس للمساعدة القانونية " تأسست مستوطنة بقعوت الواقعة في خربه عاطوف على بعد 12 كيلو متر شمال بلده طمون عام 1970، وبلغت مساحتها حوالي 26 ألف دونم وتعدادها السكاني 180، حيث تم مصادره أراضيها وتحويلها الى مزارع كروم عنب و(كرفانات) للمستوطنين".
أما عن مستوطنة روعي يوضح بني عوده أنها تأسست عام 1980، على أراضي مدينه طوباس، والتي تبلغ مساحتها حوالي 16 ألف دونم وتعدادها السكاني يقارب 170، حيث تقدر المسافة بينها وبين مستوطنة بقعوت ثلاثة كيلو متر.
ويشير بني عودة سكان عاطوف هم من مربي الثروة الحيوانية، فيتعرض سكانها يوميا الى مضايقات من قبل المستوطنين، فلا يستطيع أحد من المزارعين الوصول الى الجبال، والمراعي الخضراء، لأنها أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية ولا يسمح لأي أحد الوصول لها، بالإضافة الى تحويل مساحات واسعة من الأراضي الى أماكن تدريب عسكريه، فتبقى ما يقارب 5 بالمائة من مساحة الأراضي التي يمكن للمزارعين الفلسطينيين الوصول لها..
وينوه بني عودة الى أن المزارع أصبح يواجه صعوبة كبيرة في تربيه المواشي، فمثلاً كان عدد المواشي في منطقه الرأس الأحمر التابعة الى عاطوف أكثر من 20 ألف، ولكن في الوقت الحالي أصبحت أقل من 17 ألف بالمقارنة مع عدد العائلات الذي يقدر بـ75 عائله من مربي المواشي.
وفي السياق ذاته يقول المزارع خالد عبد الله بني عودة، "نهبت مستوطنة بقعوت في الأواني الأخيرة قطعة أرض تعادل ضعف مساحة المستوطنة، وأعلنتها منطقة أمنية عسكرية، ومنعتنا من الاقتراب والدخول إليها، ويعود السبب المصادرة الى أن عدد عائلاتها سابقاً كان 25 عائلة إلا أنهم زادوا في الوقت الحالي".
وتابع بني عودة، "نتعرض يومياً الى مُضايقات، ومُداهمات، وتفتيش، وأمور تعسفية وترحيل بالإضافة الى إخطارات الهدم، ومن يدخل من المواطنين الى أراضيهم المصادرة يتم حجزهم وإرسالهم الى حاجز الحمرا للتعذيب والضرب".
ويذكر بني عودة أن المستوطنين يقوموا بالهجوم على المزارع، وإتلاف أكياس القمح، والطحين، والشعير وخلطها في روث الحيوانات (الزبل)، ومن يعترض طريقهم يتم حجزه لعدة ساعات وعدم السماح له في المرور.
ومن الجدير ذكره أن عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية في مدينه طوباس، يبلغ اثنا عشر مستوطنة، تحتل مساحة 7518 دونماً ويقطنها أكثر من ألفي مستوطن، فيما تبلغ مساحة القواعد العسكرية 14359 دونماً، والمستوطنات هم (محولا، ومسواة، أرجمان، بترنوت شيلا، روعي، بقعوت، حمدات، شدموت ميحولا، روتم، تومر، بلاس، مسجوت) وتتوزع هذه المستوطنات من الشمال إلى الجنوب.