الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بأناملها الذهبية تعيد تراث فلسطين صناعة صواني القش معظمها اندثر و الباقي يحتضر
تاريخ النشر: السبت 21/06/2014 15:25
بأناملها الذهبية تعيد تراث فلسطين صناعة صواني القش معظمها اندثر و الباقي يحتضر
بأناملها الذهبية تعيد تراث فلسطين صناعة صواني القش معظمها اندثر و الباقي يحتضر

 تقرير:وفاء ابعيرات

 
بين همسات شمس صباح تشرق مداعبة يوم جميل تاركتاً ورائها يوم تناثر رماده في الأفق تبتسم الحياة لامرأةٍ جعلت من ماضيها أملا ليومها، لتمسك بجعبة من القش، وتجعل منها تاريخاً يقول لنا لن نتخلى عن ابسط أشياءنا، فتبدأ بنسج صينية من ابسط ما تملك فتجعل مع كل قشة حكاية وطن. 
 بيدٍ جعل الزمان من تجاعيدها خارطة أمل للمستقبل، وروح وقفت الحياة إجلالاً أمام روعتها، وعقل تناسى كل شيء يدنس الوطن.
 
 الحاجة صبحية سعيد معدي(أم ماجد) البالغة من العمر ثمانون عاماً تسكن قريةً يعبق التراث بها تلك القرية التي تدعى كفر مالك شرقي مدينة رام الله.
رسمت تلك الحاجة البسمة على وجهها واحتضنت أفكارها لتصنع لنا صينية تخفي ورائها حكايات شعب باتت تنسى.
تجاعيد وجهها كافية بأن تروي حكاية ماضٍ منتهٍ و مستقبلٍ غير مجزوم .
 


سمفونيات هادئة هي ما تعتاد أذنيك على سماعها إذا ما تعايشت معها لكنها ليست شبيهة بسمفونيات بيتهوفن أو بصوت الناي الشجيّ بل هي أصوات نسج عيدان القش. 
مهنة استهوتها منذ ان كان عمرها عشرَ سنوات، ورثتها عن أمها وأقربائها، ولكن التي علمتها القش هي زوجة خالها حيث كانت تهتم بها، وتعلمها كيف تصنع ذلك، كانت بالبداية تتعلم صناعة خفيفة وهي قبعة أو كفور (وهو مثل الصحن لوضع الطحين فيها)، وبعدما أتقنت العمل عملت صواني و أطباق و مهفار وهي الصينية الكبيرة جداً، هي مهنة لا تحتاج إلى أدوات و معدات و لكن كل ما تحتاجه يد حنونة و أنامل رقيقة حتى لا يكسر القش.
فطريقة عمل القش ليست بالسهلة تبدأ بنزع القش و من ثم نقعه بالماء ليصبح طرياً و مرناً يسهل التعامل معه حتى لا ينكسر أثناء العمل، وحتى يقاوم عوامل الحر و البرد.

دربت الكثير على هذا العمل و يجب على الكل أن يعيد النظر في التراث لأنه واجب وطني حسب رأيها.
وتقول الحاجة أم ماجد" عندما أريد تجهيزه أضع رزمة من القش في صحن كبير يتسع له، وأضع عليه حجر أو شيء ثقيل حتى لا يطيش(يطفو على سطح الماء)، واضع عليه ماء دافئ قبل 4ساعات، ثم ألفه في قطعة قماش جيدا، واترك جهة مفتوحة حتى اسحب منها القش للصناعة".
و تضيف "لم تعد صناعة القش موجودة مثل القدم فهي كادت أن تندثر  فهي صناعة يدوية قديمة جداً، قديماً كان الإقبال على القش كبير جداً فليس هناك أشياء أخرى لعمل البنات بالبيوت إلا القش أما في يومنا  الحاضر قلت صناعة القش، لان هناك أشياء عدة للعمل مثل التطريز وقراءة الكتب و الإلكترونيات و الكمبيوتر".
 
إذاً جميعنا عندما نشاهد تقريراً أو برنامجاً تلفزيونياً كان أم إذاعياً عن التراث نبهر و نسعد، هذا جميل فهو صفة لأباؤنا و أجدادنا و يجب علينا أن نحترمه.
و لكن أين أنتم يا من تسعدون برؤية هذا أتظنون حقاً أنكم سعداء؟.
أقولها لكم أنتم لستم سعداء لأن آباؤكم هم من صنعوا لكم هذا أما أنتم بعد خمسون عاماً و مئة عام سيأتي أبنائكم وأحفادكم و سيسألون ماذا صنع لنا آباؤنا؟.
 
mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
المزيد من الصور
بأناملها الذهبية تعيد تراث فلسطين صناعة صواني القش معظمها اندثر و الباقي يحتضر
بأناملها الذهبية تعيد تراث فلسطين صناعة صواني القش معظمها اندثر و الباقي يحتضر
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017