تثير شهادة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك الأربعاء حول ضلوع مسلحين من غزة وتحديدا من حركة حماس في اقتحام الحدود الشرقية لمصر عبر الأنفاق، وقيامهم بمهاجمة الشرطة الأمن، وإخراج سجناء من الإخوان وحزب الله من سجن وادي النطرون، أسئلة حول تداعياتها على العلاقة القائمة بين النظام المصري الحالي وحركة حماس، وتأثير هذه الشهادة على تحسن العلاقات بين الطرفين.
والأربعاء، أدلى الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، بشهادته في قضية اقتحام الحدود الشرقية، إبان ثورة 25 يناير، أمام محكمة جنايات القاهرة، والتي يحاكم فيها أول رئيس مدني منتخب لمصر محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين.
وهذه المره الأولى، التي يواجه فيها مبارك، وجها لوجه، مع أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير 2011، التي انقلب عليها الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي، في 3 يوليو 2013.
وفي شهادته قال مبارك، إن هناك مخططات كثيرة كانت تحاك ضد الدولة المصرية بعد 25 يناير 2011 لكنى لست في حل للحديث عنها قبل الحصول على إذن من الجهات المختصة.
وأضاف: "ثمانمئة مسلح ينتمون لحركة حماس تسللوا عن طريق الأنفاق (بين مصر وغزة) مستقلين سيارات دفع رباعي بهدف نشر الفوضى في البلاد ودعم جماعة الإخوان".
ووفقا لشهادة مبارك فإن مدير المخابرات الراحل عمر سليمان أبلغه بتسلل المسلحين إلى البلاد عبر الحدود الشرقية يوم 29 كانون الثاني/ يناير 2011.
وقال، إن المسلحين الذين تسللوا إلى البلاد عبر الأنفاق الحدودية الشرقية، استهدفوا أقسام الشرطة في رفح والشيخ زويد والعريش، ثم توجهوا إلى داخل البلاد وانتشروا بالميادين خاصة ميدان التحرير.
وحول هدف المسلحين، أضاف مبارك خلال إدلائه بشهادته فى قضية اقتحام الحدود الشرقية، أن هدفهم كان خروج عناصر الإخوان وحزب الله وحماس من السجون، متابعا: "المسلحون كانوا بيضربوا نار من فوق العمارات في الميادين".
وتابع: "المتسللون عبر الحدود استعملوا السلاح في الشيخ زويد والعريش، ووصلوا للسجون ولميدان التحرير وهربوا عناصر حماس والإخوان".
وكانت محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية في البلاد، قضت في عام 2016 بإلغاء حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة للجنايات على مرسي ومرشد جماعة الإخوان محمد بديع وغيرهم وكذلك أحكام بسجن عدد آخر في هذه القضية وأمرت بإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات جديدة.
من جهته قال المحلل السياسي مصطفى الصواف، إن شهادة مبارك "غير صحيحة والنظام القائم يؤمن بأنها كاذبة" مستبعدا في ذات الوقت أن يؤثر ما قاله الرئيس المخلوع على العلاقة الإيجابية القائمة بين النظام المصري وحركة حماس.
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "النظام المصري له مصالح في علاقته مع حركة حماس، والتقارب بين الطرفين يحكمه المصلحة وليس حبا في حماس، ويقال دائما إن السياسة تتبع المصلحة".
وحول ما جاء في شهادة مبارك قال الصواف: "في ظني مبارك يكذب والنظام يعلم أنه يكذب، لأنه لا يمكن لهذه الأعداد من المسلحين التي ادعاها مبارك أن تعبر كل هذه المسافة دون أن يعترضهم أحد أو الجيش".
يذكر أن المسافة بين قطاع غزة والقاهرة لا تقل عن 350 كيلو مترا، وينتشر على امتداد هذه المسافة مئات الكمائن ونقاط ومراكز الجيش والشرطة المصرية.