الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مخيم الدهيشة ببيت لحم.. حضور لافت بالساحة الفلسطينية على مختلف الأصعدة
تاريخ النشر: الجمعة 28/12/2018 08:14
مخيم الدهيشة ببيت لحم.. حضور لافت بالساحة الفلسطينية على مختلف الأصعدة
مخيم الدهيشة ببيت لحم.. حضور لافت بالساحة الفلسطينية على مختلف الأصعدة

نابلس: من تسنيم ياسين
"اللي بدو يدافع عن فلسطين وكرامته وأرضه يدافع واللي ما بدو يقعد ع شكة"، إستراتيجية وطنية تصوغها أم نضال أبو عكر في مخيم الدهيشة، والدة الشهداء والجرحى والأسرى، تستقبل بها الزائرين وتودع بها أبناءها وأبناء المخيم.
حين تزور بيتها تعلق في مرحلة تغيب عن أذهان الكثير من الفلسطينيين، المرحلة التي يعلَّق بها على الجدران صور قادة فلسطينيين وعالميين من كل الطوائف والاتجاهات، لم يجمع بينها سوى الثورة ورفض الاحتلال والذل.
بثوبها المطرز وصوتها المنهك من اعتداءات الاحتلال المتكررة على أبنائها تروي أم نضال حكاتها لفرق تجوال أصداء الذي زار المخيم، تقول: "لم أترك سجناً إلا وزرته، نضال ابني الأكبر، والثاني رأفت في مجدو والثالث حازم في الظاهرية، والشهيد محمد حينما كان ينتقل بين المستشفيات بعد إصابته في أحد اقتحامات المخيم برصاص "الدمدم" الذي قطع أمعاءه وتركه على سرير المشفى سنتين بلقب الشهيد الحي حتى استشهد".
خلاصة قولها كانت ما ترجمته دوماً في حياتها، "لأجل الكرامة وفلسطين سنقدم أولادنا وبناتنا وأرواحنا، اللي بدو يدافع يدافع واللي ما بدو يقعد ع شكة".
المتجول في أزقة المخيم تتشابه عليه جدرانه وجدران بيت أم نضال، فالصور المعلقة في كل اتجاه ومن كل اتجاه، والجداريات التي لم يترك أصحابها زاوية في الجدران إلا وكتبوها عليها تتركه عالقاً بين ماضي الثورة والبندقية وحاضر الثوابت المترهلة على لسان الخارجين عنها، والتنوع الثقافي والسياسي بين الأهالي المنحدرين من ما يقارب الـ43 قرية ومدينة فلسطينية حول القدس وبيت لحم ينعكس بشكل واضح على الجدران.
نائب رئيس اللجنة الشعبية للخدمات بالمخيم والأسير المحرر نضال أبو عكر يقول: "في المخيم لم تغب الظواهر الانتفاضية الأولى، الملثم والمواجهات اليومية المستمرة لا تزال تحفظ للمخيم دوره الأساسي في البقاء شاهداً على النكبة، أما المظاهر المسلحة فالمخيم بكل أركانه يرفضها ويقف ضدها ويحاربها بوثيقة مشتركة بيننا".
بدلاً من الثقوب التي تتركها المظاهر المسلحة في غيره من المخيمات، والأزقة المختنقة بالرطوبة ورائحة الصرف الصحي، يتفنن سكان المخيم بنشر زراعة الأشجار، يوضح أبو عكر: "رغم الاكتظاظ السكاني الذي يعيشه أكثر من 17 ألف نسمة على أقل من كيلومتر مربع إلا أن السكان والقوى العاملة في المخيم ترفض أن يلتصق اسم المخيم بالفوضى والتراجع الثقافي والفني، حسب الصورة التي يحاول البعض رسمها، نهتم بالفن والثقافة والمرأة ودورها من خلال المؤسسات المجتمعية".
الفينيق وجمعية أسر الشهداء وأكثر من 10 مؤسسات وتجمعات تعمل في المخيم بهدف النهوض به وإبقائه حاضراً على الساحة الفلسطينية.
المدير التنفيذي لمؤسسة إبداع خالد الصيفي يوضح: "نسبة الأطفال في المخيم تزيد على الـ60% ومن هنا جاءت الفكرة، الأطفال هم أساس الارتقاء، ومن الأطفال بدأنا نتمدد بفئتنا المستهدفة إلى الأمهات ثم الشباب وباقي فئات المخيم، لدينا فريق دبكة ونادي المخيم من أهم النوادي في فلسطين، تأسسنا عام 1994 بعد الانتفاضة كي نغير الفكرة التي نشرها الإعلام العالمي عن الطفل الفلسطيني".
التقليصات الأخيرة في الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بسبب وقف الدعم الأمريكي لها، تلقي بثقلها على كاهل سكان المخيم كغيرهم من المخيمات الأخرى، "فلم تعد الأونروا تجري الصيانة الدورية للبنى التحتية في المخيم، وكذلك خدماتها التعليمية والصحية تقلصت بشكل واضح"، حسب أبو عكر.
في المخيم التمدد إلى السماء فقط، والسماء في المخيم بعيون أم نضال هي القدس، تقول: "أنا الآن لا أصل للقدس، لكني مع كل الأمهات الفلسطينيات سنصلها بتقديمنا أرواحنا وأبناءنا إليها".
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017