وصل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، الجمعة، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيليّة، والتقى الرئيس البرازيلي المنتخب، جايير بولسونارو، لكن من غير الواضح إن كان سيتم إنهاء الزيارة مساء بعد غدٍ، الأحد، أو مساء الثلاثاء المقبل، كما كان مقررًا لها.
أما سبب تقصير الزيارة المحتمل، والذي قدّ يؤدي إلى عدم مشاركة نتنياهو في تنصيب بولسونارو، بحسب القناة العاشرة، فهو التطورات السياسيّة الأخيرة في إسرائيل والدعوة لانتخابات مبكّرة، وهي ظروف "لا يرغب أي سياسي بأن يكون منقطعًا فيها عن الأخبار لمدّة 15 ساعة أو أن يكون بعيدًا عن الفعل السياسي لآلاف الأميال"، بحسب ما ذكرته صحيفة "ذا جيروزاليم بوست"، الجمعة.
ورغم ذلك، فقد حرص نتنياهو على إتمام الزيارة، خاصّة أنها ستكون زيارة أخرى سيتم الترويج لها في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنها "أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة إسرائيلي وهو في منصبه"، مثل زياراته السابقة إلى سلطنة عمان ورواندا وإثيوبيا وكينيا وأستراليا وسنغافورة والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين وكازخستان، وغيرها، بحسب "ذا جيروزاليم بوست"، التي أضافت أن هناك "أمرًا مؤكدًا واحدًا (لنتيجة الزيارة)، هو أن فريق نتنياهو الإعلامي سيحصل على لقطات مهمّة لاستخدمها بشكل مفرط خلال حملته الانتخابيّة، ستساهم في ترويج الصورة التي رسمها لها خبراء حملته الانتخابيّة: رجل دولة، زعيم دولي، يتحدث بطلاقة ويتمتّع بخبرة تمكّنه من إبعاد الإرهابيين عن الشوارع وعن حياة الأطفال".
ولن تكون زيارة نتنياهو إلى البرازيل الأخيرة من نوعها قبل الانتخابات، حيث من المقرر أن يلقي خطابًا أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" في واشنطن، قبل أسبوعين من الانتخابات، وهو توقيت مناسب جدًا لنتنياهو، الذي يولي أهميّة مطلقة لزياراته لواشنطن ولخطاباته في "إيباك" تحديدًا، بحسب "ذا جيروزاليم بوست".
ووفقًا للصحيفة، فإن طاقم نتنياهو يبذل "كل الجهود الممكنة" لضمان جولته في واشنطن في آذار/مارس المقبل للمشاركة في حفل "إيباك" لقاءً مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما سيشكل "دعائم أساسيّة ومثالية لنتنياهو قبل أن تتجه إسرائيل للإدلاء بأصواتها، وهي التركيز الإعلامي على الترحيب الحار الذي سيلقاه من 18000 مشاركٍ في ’إيباك’، بالإضافة إلى ترحيب حار من ترامب في المكتب البيضاوي".
وليست هذه المرة الأولى التي يستغلّ فيها نتنياهو، أو رؤساء حكومات سابقين في إسرائيل، زياراتهم إلى واشنطن، كجزء من حملتهم الانتخابيّة، "لكنها المرّة الأولى التي تبيّن فيها واشنطن بشكل كبير من هو مرشّحها المفضّل لرئاسة الحكومة"، وفقًا لـ"ذا جيروزاليم بوست".
ففي العام 2015، وفي ظلّ الخصام العلني بين نتنياهو والرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، سافر نتنياهو إلى واشنطن وألقى خطابًا حماسيًا أمام "إيباك"، ثم تلاه، في اليوم التالي، خطاب أمام الكونغرس الأميركي وهي خطوة أثارت غضب أوباما، الذي اعتبرها "محاولةً من نتنياهو للتدخل في السياسة الأميركيّة والنقاشات الحزبيّة حول الاتفاق النووي الإيراني"، وردّ عليه برفضه لقاء نتنياهو أثناء تواجده في واشنطن، وهو "ما لا ينظر إليه، عمومًا، على أنه شيء جيّد لمرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيليّة".
لكن مقربي نتنياهو نجحوا، في حملته الانتخابيّة السابقة، على أنه يتحدّى الرئيس الأميركي في الكونغرس للحفاظ على أمن إسرائيل من الاتفاق النووي الأميركي – الإيراني.
وتوقّعت الصحيفة أن يواجه ترامب انتقادات إذا ما أعلن، كما هو متوقّع، تأجيل الإعلان عن الخطة الأميركيّة لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، إلى ما بعد الانتخابات الأميركيّة، إذ إن من شأن "إعلان الخطة الآن أن يعطي خصوم نتنياهو ذخيرةً لاستخدامها ضدّه، لأن نتنياهو لن يكون قادرًا على رفض الخطّة، بسبب كل ما فعله ترامب لإسرائيل، بخصوص إيران ونقل السفارة الأميركيّة إلى القدس".
وتقديم الخطّة، بحسب الصحيفة، "لن يكون سوى هديّة لمعارضي نتنياهو، وخصوصًا زعيم حزب ’يش عتيد’، يائير لابيد" لكن الصحيفة تضيف أنه "من المستبعد أن يفعل ترامب شيئًا من شأنه أن يضر بحليفه نتنياهو".