د. خالد معالي
(BDS)؛ boycotts Divestment and sanctions against Israel، ثقب في دولة الاحتلال بفعل ما تقوم به من مقاطعة وفضح وكشف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يرينا مدى اهمية العمل ضمن ثغرات المجتمع الدولي بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني.
نجاح جديد ل(BDS)، حيث أعلن بنك (HSBC) البريطاني سحب استثماراته بالكامل من شركة "إلبيت" الإسرائيلية، (Elbit systems)، والتي تعدّ أكبر شركة تصنيع أسلحة "إسرائيلية "خاصة تروّج لأسلحتها الـ"مجرّبة"، بسبب استخدامها ضدّ الفلسطينيّين العزّل في قطاع غزة.
النجاح الجديد رغم ضغوط وملاحقة دولة الاحتلال، سيعزز وجودها على المستوى العربي والدولي، وستستمر بالضغط على الشركات والبنوك المتورّطة في انتهاكات وجرائم الاحتلال للشعب الفلسطيني وهو ما يشكل قلق دائم للاحتلال.
هناك من يقول ان لا حل مع الاحتلال إلا الحل العسكري وهزيمته مرة واحدة وللأبد، وقد يقلل البعض من تأثير المقاطعة على الاحتلال؛ ولكن بالنظر لحجم الخسائر قد يصوب نظرته للأمر؛ فقد تسببت حملات (BDS ) في خسارات اقتصادية وسياسية لـ"إسرائيل"، وكل ضعف يضرب الاحتلال حتما يضعف نواحي اخرى ومنها العسكرية.
ستبقى دوما دولة الاحتلال مسكونة بالهواجس والخوف على مستقبلها؛ والتي تحسب كل صيحة عليها؛ ولشدة ضعفها برغم قوتها الظاهرة التي هي اوهن من بيت العنكبوت؛ راحت تصنف ما يجري من حملات مقاطعة لكيانها الغاصب، كخطر استراتيجي على وجودها؛ وسببت لها الهلع والخشية على زوالها من الوجود.
حكومة "نتنياهو" تصرف ملايين الدولارات لمحاربة (BDS)، وهي تعقد الورشات والاجتماعات لمناصريها، وقياديين في الحركات الموالية" "إسرائيل"، في محاولة لدرء قوة وتأثير الحركة المتنامي لدن دون جدوى، كون الحق يوجد من يدافع عنه، والباطل يبقى ضعيف ومنهزم خاصة اذا وجد تحد من اهل الحق وبتخطيط جيد.
كل خطوة ضد الاحتلال حتى لو كانت بسيطة بنظر البعض يجب العمل عليها وتطويرها، فخسائر كبيرة حتى الآن تلحق باقتصاد دولة الاحتلال؛ نتيجة المقاطعة التي أجبرت مصانع وشركات كبيرة.
لا يصح التقليل من النجاحات لأي حركة مقاطعة، ويجب دعمها، فدولة الاحتلال اصلا اقيمت بقرار دولي غربي، ودفع شركات ودول لمقاطعة الاحتلال امر مطلوب العمل عليه دون توقف حتى كنس الاحتلال.
مقاطعة دولة الاحتلال ومنتجاتها ليس لهوا، بل هو واجب انساني يمليه ضمير كل انسان ذوي حس مرهف، ويرفض الظلم، كون دولة الاحتلال هي دولة قائمة على ظلم الشعب الفلسطيني، احتلت أراضيه وشردته وطردته في منافي الأرض بغير وجه حق.
ما كان لدولة الاحتلال ان تستمر وتواصل نفسها الخبيث الماكر، لولا الدعم الكبير من دول الغرب، ومن حسن التخطيط والإدارة الضغط لوقف هذا الدعم، او على الاقل تجميده وخلخلته، وهذا ليس بالأمر العسير، وهو ما يستدعي عدم الملل ومواصلة المسير، فوجود دولة الاحتلال في قلب العامل العربي والاسلامي مخالف لطبائع الاشياء ومنطق الامور، وهو ما يسهل سرعة انهائه في مرحلة قادمة مخطط لها بذكاء( وما ذلك على الله بعزيز).