بعد هزيمة الجيوش العربية المدوية في فلسطين, وإنكسار الكرامة العربية أمام مشاهد قوافل المهجرين من ديادهم (فلسطين) ..وسيل الدماء الزكية النازفة من أجساد الطفولة الندية والتي جرت أنهارا لتروي ثرى الأرض المقدسة المباركة ..واّلالام وجراح الأمهات الثكالى والشيوخ العجز ..وحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج وتدمير البيوت والقرى وسياسات القمع والبطش والحبس والتعذيب ......
وأمام جملة جرائم الحركة الصهيونية العنصرية الفاشية تلك جاء الرد الفلسطيني مدوياً ..وأعلن في الأول من كانون الثاني عام 1965م عن إنطلاقة المارد الثوري المسلح كرد طبيعي ومشروع على احتلال الأراضي العربية الفلسطينية عام 1948م ..ووجهت رصاصات الحق زخات الى صدور المعتدين ,وكانت رسالة بليغة ليس للحركة الصهيونية فحسب بل لقوى الإستعمار الغربي الداعم للاحتلال لقاء مصالحه في الوطن العربي بمجمله ..وتوالت العمليات الفدائية النوعية التي مرغت أنوف الإحتلال في الأوحال ورفعت إسم فلسطين عاليا فوق رؤوس الأمم ..وإستردت معها كرامة العرب أجمعين .. وكانت ثورة عملاقة شكلت رأس رمح في النضال العربي ضد الاحتلال وقوى الاستعمار التي استهدفت عروبة فلسطين وثروات ومقدرات الأمة العربية من محيطها لخليجها.
وفي اليوم الأول من إنطلاقة ثورتنا الفلسطينية المجيدة وقف الرئيس السوري اّنذاك (أمين الحافظ) وقفةً عروبيةً أصيلة معلناً وقوفه التام مع ثورة الشعب العربي الفلسطيني وتسخير كل إمكانات الجمهورية العربية السورية دعما وإسناداً للثورة الفلسطينية ...وطلب من كافة البعثيين في فلسطين وباقي الأقطار العربية الإنضمام ورفد الثورة وكان أول من لبى النداء القادة في حزب البعث العربي الأشتراكي - فرع فلسطين- الرفاق كمال ناصر وعبدالله الحوراني وغيرهم الكثير من البعثيين الذين التحقوا بصفوف الثورة العملاقة .
عاشت الثورة في ذكراها 54
المجد للشهداء وإنها لثورة مستمرة حتى دحر الاحتلال وإستعادة كامل حقوقنا في فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك - فلسطين المحتلة
كانون الثاني - 2019