الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
* " لطفا لسنا كفارا " *
تاريخ النشر: الخميس 03/01/2019 07:54
* " لطفا لسنا كفارا " *
* " لطفا لسنا كفارا " *

* " لطفا لسنا كفارا " *
* إعتلى إمام المسجد الرئيس منبره ، ومنح كل مسلم يشارك أصحاب الديانات الأخرى أعيادهم لقب" كافر " ، مستندا إلى نصوص وقراءات دينية وتاريخية مختلفة .وعلى الرغم من جلوسي يوم الجمعة الفائت في حضرة جثمان فقيد أحمل له في قلبي كل الحب ، إلا أنني سمعت بهدوء كل ما أورده المتحدث من نصوص أحفظها جميعا عن ظهر قلب ، محاطة بظروفها الزمانية والمكانية .
* أعلم جيدا أن " الدين" الذي يدعو أتباعه إلى القسط في معاملة أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى .ويحثهم على تحيتهم بأحسن عبارات الود والبّر.ويحترم بإجلال كل الأنبياء والرسل على اختلاف مسمياتهم. ويصر حامل رسالته محمد عليه الصلاة والسلام على ترسيخ أسس وأشكال العدالة والتسامح والمودة معهم . ويؤكد بشكل لا لبس فيه على أنه أولى الناس بعيسى بن مريم وموسى بن عمران. ويقبل الهدايا من ملوك وحكام زمانه من غير المسلمين. "الدين" الذي يتيح لأتباعه الزواج من نساء شريكات عُمر وحياة من أهل الكتاب ، و يطلب من أزواجهن تأمين وصولهن إلى أماكن العبادة الخاصة بهن. لا يمكن أن يكفرني إذا أهديت وشاركت في أعياد و مناسبات وزيارات أبناء شعبي ممن يعتنقون الديانة المسيحية أو السامرية. ماذا يضر الإسلام إن فعلت كل ذلك؟ وهل قيامي بما سلف يشكل انموذجا للآخر عقائديا ليتعصب لمعتقده،أو يتيح له فهم ديني ومعتقدي؟.
* من أعطى هؤلاء الحق في تكفير الناس وإثارة مواضيع فرعية وثانوية ، والقفز عن قضايا أساسية مثل:- العدالة والظلم والفساد والمساواة والكرامة والأخلاق وألالتزام بالمواعيد وعدم الغش والنظافة والصدق وعدم الكذب والنفاق واحترام حقوق المرأة والطفل والعامل ؟ .الا يرى ائمة المساجد تصرفات الناس على أرض الواقع وفي تفاصيل الحياة اليومية؟. ألا يعرفون أن معظم الناس يمتلكون سلوكيا عدة أقنعة وشخصيات مختلفة ؟.ويعتمدون على تفسيرات خاصة من أجل لّي وتغيير عنق النص الديني؟.
* اعرف مكامن وظروف التشدد في تفسير النصوص الدينية في العصور التاريخية المختلفة .واعرف أن المدرسة الدينية التي تفتي بعدم جواز مشاركة اصحاب الأديان الأخرى أعيادهم مناسباتهم ، هي نفسها التي افتت بعدم جواز زيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام والاحتفال بمولده .وقامت في بدايات القرن الفائت بجّرف مقبرة البقيع حيث مرقد الصحابة رضوان الله عليهم.
* اتهم سدنة المؤسسة الدينية الرسمية على إختلاف مناصبهم ومسمياتهم بالعجز أو التقصير في تحقيق الامور التالية :-
= وضع خطط واستراتيجيات حقيقية متكاملة لايجاد خطاب ديني يربط المعتقدات والعبادات والثوابت والمرتكزات الدينية بالسلوك الشخصي والجمعي العام .
= إيجاد جيل من الخطباء الذين يمتلكون أدوات العلم والمعرفة والتكنولوجيا واللغات في جميع المجالات . يستطيعون ربط الحاضر بالماضي بصورة تأخذ من الأول أدواته وعلومه ومن الثاني نصوصه ومصادره الأصيلة والصحيحة . فمن يمنعنا من تبني اوائل الطلبة والقيام بتدريسهم على نفقة الدولة، ومن ثم توظيفهم في المساجد والمدارس والمؤسسات المختلفة؟.ومن يمنعنا من نشر ودعم التعليم الاكاديمي الشرعي في كل محافظة من محافظات الوطن ؟.
= فشلت في إيجاد مناهج واضحة في المدارس والجامعات والمعاهد المختلفة ، تعتمد على أسس العقل والفكر والمنطق والحوار واحترام الآخر. وتخرج من بوتقة النقل والحفظ والبصم. يشارك في وضعها علماء الأمة المسلمين من مختلف التخصصات .
= إيلاء المساجد الأهمية القصوى لكونها مصنع الإعداد الديني والمجتمعي الأول .فما زال في وطننا آلاف المساجد بدون أئمة وموظفين رسميين أو مؤهلين .يعتمد الكثير منها على شخصيات تمتلك القليل من العلم والمعرفة وأسس الخطاب الديني.
= تغيير مفهوم ومنطلقات لجان الزكاة من مؤسسات مهمتها إيجاد الطعام والملبس والمأوى والدواء للناس ، إلى مراكز تشارك في عملية الإنتاج الشامل، وإيجاد حلول لسرطان الشباب الجاثم فوق صدورهم وهو " البطالة " .بالإضافة إلى الشراكة في صناعة أدوات الحرية والاستقلال وأبرزها مقاومة الاستيطان الصهيوني القاتل ، وبناء جميع مظاهر الصمود والثبات للناس والشباب في وطنهم المحتل.
* أعتز بديني ووطني وأحترم الآخر من ابناء شعبي عقائديا و فكريا وسياسيا ، وأعتقد أن المهمة الاساس للمؤسسة الدينية في وطني بالإضافة إلى مهمتها الدينية واضحة المعالم والغايات هي وحدة الناس وصمودهم في أرضهم وإعلاء قيمة الحرية والكرامة والمساواة والصدق والاخلاق والتعاون بينهم.
*نص د. عدنان ملحم *

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017