أظهرت دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان" العلمية في عددها الأخير، هدفت إلى قياس أهمية شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ مستخدمي الشبكة يطلبون مبلغًا قد يصل إلى ما يزيد على ألفي دولار لإيقاف نشاط حساباتهم فيه لمدّة عامٍ واحد فقط.
واعتمد الباحثون في إجراء الدراسة على سلسلة من المزادات، قاموا من خلالها بدفع أموالٍ حقيقيّةٍ للمستخدمين ثمنًا لابتعادهم عن "فيسبوك" ما بين مدّة يوم واحد ومدّة وصلت إلى ألف عام كامل، إذ يشرح الباحثون في الدراسة أنّ من الصعب تقييم مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتطلّب أموالًا مقابل استعمالها، الأمر الذي اضطرّهم إلى تصميم منهجيّة بحث معكوسة تعتمد على معرفة القيمة التي يضعها المستخدمون لترك هذه المواقع.
وتمّ البحث في ثلاثة مزادات مختلفة، طلب في المزاد الأول من 122 مستخدمًا كانوا من طلّاب جامعة "ميد ويسترن الأميركية"، تحديد قيمة توقفهم عن الدخول إلى حساباتهم في "فيسبوك" لمدة يوم واحد، ليبلغ معدّل الإجابة نحو 4.17 إجابات.
ثمّ في المرحلة الثانية للمزاد، طلب الباحثون من عيّنة البحث نفسها تقييم غدم الدخول إلى "فيسبوك" مدة 3 أيام، ليرتفع معدّل ما طلبوه إلى 13.89 دولارًا، وبعدها إلى 37 دولارًا في المعدّل لأسبوع واحد، ثمّ إلى مبلغ وصل إلى 1908 دولارات مقابل إيقاف حساباتهم لمدّة عام.
وتشابهت النتائج في المزاد الثاني، حين طلب 138 طالبًا من الجامعة نفسها مبلغًا وصل إلى 2076 دولارًا وكان أقلّ مبلغ طلبه آخرون 1139 دولارًا، مقابل إغلاق الحسابات لمدّة عام واحد.
أما في المزاد الثالث، فأجرى الباحثون التجربة على 931 شخصًا بالغًا، كان متوسط أعمارهم نحو 33 عامًا، بلغ معدّل ما طلبوه مقابل إغلاق حساباتهم الشخصية على "فيسبوك" لمدّة سنة واحدة، نحو 1921 دولارًا.
وبحسب ما ذكرته الدراسة، فإنّ القيمة "فيسبوك" السوقية تصل إلى ما يقارب 420 مليار دولار، والتي إذا ما تمّ تقسيمها على 2.2 مليار مستخدم لدى "فيسبوك"، ستصل نحو 290 دولارًا للمستخدم، إذ أشارت الدراسة إلى أنها قيمة لا تتجاوز ثُمن القيمة التي أعطاها المستخدمون في الدراسة مقابل ترك "فيسبوك".
ونقل موقع "ساينتفيك أميركان" عن رئيس قسم الاقتصاد في جامعة كينيون الأميركية، جاي كوريمان، إنّ "الولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي يُشبه إلى حدٍّ كبير غسيل أسناننا في الصباح أو الحصول على فنجان قهوة بعد الإفطار"؛ ووصف كوريمان شبكة "فيسبوك" بأنها أصبحت مثل "نظام هيكلي في حياتنا، ونمط تلك المزادات أظهر أهمية ‘فيسبوك‘ بالنسبة للمستخدمين".
وذكر كوريمان أن الدراسة قد أجريت قبل فضائح "فيسبوك" الكبيرة مؤخّرًا حول تسريب معلومات مستخدميها إلى طرف ثالث دون الحصول على إذنهم، مبيّنًا أنّ "الفريق البحثي سيفحص ما إذا كان فيسبوك لا يزال مُحافظًا على قيمته لدى المستخدمين بعد تلك الفضيحة أم لا، كما سنسعى في دراسة مقبلة إلى معرفة مدى إهمال مستخدمي فيسبوك لمخاطر تعرُّض خصوصيتهم للاختراق وتعرُّضهم المُفرط للإعلانات الموجهة مُقابل استمرار حصولهم على تلك الخدمة بصورة مجانية"، وفق ما ذكره "ساينتفيك أميركان".