mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
">بات الليل يشكّل هاجساً للفلسطيني الذي بات ينتظر طرقات الجيش أو أن تعاجله قذيفة أو قنبلة تجعل مِن الباب أثراً بعد عين ، كثيرون باتوا لا يعلمون للنوم طريقاً في الليل ، وأمسى المشهد متغيراً ومقلقاً ..
فمع بداية توارد الأخبار حول اختطاف الجنود الثلاثة في الثالث عشر من حزيران الماضي عكفت سلطات الاحتلال إلى سلسلة من الإجراءات ، جاءت في غالبيتها روتينية اعتيادية ، إلا أن رقعتها باتت تتّسع وبدأت تخرج عن نطاقها المعهود ، وكأنّ الاحتلال كان ينتظر حادثاً كمثل هذا بشغف ليضع أقدامه بقوة فوق أرض الضفة مختبراً جنوده الطامحين في غيرها متجهزّين لذلك .
وبعيداً عن عمليات الاعتقال الليلية والمتواصلة منذ ما يقارب تسعة أيام ، ووصول عدد المعتقلين إلى ما يقارب 400 معتقل ، فإن الاحتلال يلجأ إلى ما هو أبعد من ذلك ، ويرمي إلى عقوبات جماعية ، الأمر الذي اعتبره مراقبون " إفلاساً " وتخبّطاً .. فهل أصبحت رايات الكتل الطلابية ومكاتبها وجهة المحتل الباحث عن جنوده ؟!
وهل أضحت محلات الصرافة والحوالات البنكية " مخبأ " للمخطوفين ؟؟
أم هل أضحت نقود الأطفال وحليّ النساء هدفاً للجنود "المارقين " ؟!
الإجراءات الصهيونية فاقت حد التوقعات وتجاوزت المؤسسات الخيرية و الجامعات ووصلت إلى " تحويشة " العمر " و " حوّاشة " الأموال التي يجمعها الصغار بل وإلى أيادي الأطفال !! وهذا ما حصل حين حاول أحد الجنود سرقة " سلسلة " ذهبية من معصم طفلة صغيرة خلال اقتحامه لمخيم الدهيشة ببيت لحم قبل أيام !! ( صورتها مرفقة !! ) ..
هي القرصنة ، ولا أقل من ذلك التعبير ، فالإفلاس الصهيوني في إيجاد طرف خيط يدلّه على الخاطفين أوالمخطوفين ، جعله متخبّطاً كالثور الهائج ، وبات جنوده المفلسون هائمون في شوارع الضفة وأزقتها وبيوتها ، يسرقون ويعيثون الفساد والدمار والترويع ..
ولعلنا نعود إلى الوراء في بدايات الانتفاضة تحديداً في الأعوام 2002و2003 و2004 لندرك أن عجلة الأحداث تعود إلى تفاصيل تلك الليالي والأيام ، يستنفذ العدو كل طاقته ليس بحثاً عن شيء إنما " فرصة ولاحت " كي يسرق وينهب ، فمن ذا الذي ينسى كيف داهم الجنود المصارف والبنوك وصادروا الملايين ولم يتركوا حينها أرصدة المؤسسات ولا حتى مبالغ خاصة بأهالي الأسرى والشهداء والأيتام على السواء ..
حينها أطلق البنك الدولي على الاحتلال مصطلح " القرصنة " ولعلنا كنا لا نعيش أجواء " الانقسام " ذلك الحين فهل يعود البنك الدولي ليسمِّ الأمور بمسمياتها اليوم ، أم أن المستهدف اليوم عليه أن لا يسمع إلا صدى صوته !!
ثم هل يُطلب من الفلسطيني أن يصمت ؟!
حاولت خلال الأيام القليلة الماضية توثيق بعض الحالات والتي وقعت في بيت لحم ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحالات تنطبق على معظم المدن التي تستبيحها قوات الاحتلال ليل نهار ، ولم يكن آخرها سرقة مبلغ 200 ألف شيقل من منزل المواطن نزار زيادة من قرية مادما جنوب نابلس صباح يوم الأحد ، وليس بعيداً عنها مداهمة الاحتلال فجر الاثنين لكل مصارف الحاج فضل عابدين في بيت لحم والخليل وسرقة كل ما فيها من أموال بعد تحطيمها وتفجير أبوابها وخزنات الأموال فيها وليس بعيداً أيضاً عن مطالبة الاحتلال لعائلة الشيخ الأسير جمال أبو الهيجا في جنين بعد اقتحامها بتسليمهم مبلغ 20 ألف دولار !!!
أما عن بعض الحالات التي سُجّلت في مدينة بيت لحم ، ففي مخيم الدهيشة للاجئين وخلال عملية الاقتحام الأوسع والأكبر منذ عمليات السور الواقي في العام 2002 شرعت قوات الاحتلال بدهم مؤسسة إبداع وتخريبها بشكل همجي ، حيث أفاد مجلس إدارة المؤسسة خلال بيان أصدره أمس بأن الاحتلال صادر أجهزة الكومبيوتر والأوراق المالية والرسمية ولم يُبقِ أياً من الأوراق أو الملفات المهمة وحتى الصور الخاصة باللاجئين ، الأمر الذي انسحب أيضاً على جمعية رعاية اليتيم في المدينة ، والتي داهمتها قوات الاحتلال فجر السبت وصادرت كل محتوياتها ، علماً أن الجمعية تكفل آلاف الأيتام في المدينة وتعمل على رعايتهم ، الأمر ذاته تكرر مع معظم الجمعيات والمؤسسات في الضفة المحتلة ، بل وصل لإصدار قرار بهدم مصنع " ألبان الريان " التابع للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل .
وفي توثيقٍ لحالة سرقة قام بها جنود الاحتلال من منزلها أفادت عائلة الأسير أشرف الجعيدي بأن الاحتلال قام بسرقة مبلغ 2000 شيقل من منزلهم خلال عملية الاقتحام وأوضحت العائلة أن أشقاء الأسير شاهدوا عملية السرقة أمام أعينهم وحين طالبوا الجنود بإرجاع المبلغ قاموا بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح قبل أن يعتقلوا أشرف ويقتادوه إلى جهة مجهولة .
وفي حادثةٍ مشابهةٍ أخرى استنكرت بلدية تقوع سرقة الاحتلال مبلغ 4000 شيقل من منزل موظف البلدية مراد عايش البدن بعد أن فتشت منزله وعاثت فيه فساداً ، واعتبرت البلدية العملية " قرصنة " وسرقة .
لليوم الحادي عشر على عملية الاختطاف ، فإن القرصنة تتواصل وتزداد وتيرتها ولا بوادر لانفراجها قريباً ، هكذا على الأقل نفهم من خلال تدحرج العمليات الليلية لجيش الاحتلال ونفهم من وقاحته أيضاً أن كل ما يقع بين أيديهم هدف مباح لا رادع لهم في نهبه ، هكذا أخبرتهم قيادتهم النازية ..