الدوحة - خدمة قدس برس
وقعت قطر والولايات المتحدة، اليوم الأحد، مذكرة تفاهم لتوسيع الوجود الأمريكي بقاعدة "العديد" الجوية.
وأعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني؛ أن البلدين وقعا مذكرة تفاهم "لدعم النشاط العسكري" في القاعدة الواقعة على بعد 30 كم جنوب غرب العاصمة الدوحة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، في الدوحة، عقب اجتماعات النسخة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
وقال الوزير القطري، إن الجانبين وقعا اتفاقيتين في مجالي التعليم والثقافة، إضافة إلى المذكرة الخاصة بالقاعدة.
وأضاف أن انعقاد الحوار الاستراتيجي "يعكس قوة العلاقات والتحالف القائم بين البلدين.. وقطر وأمريكا ستواصلان الدخول في حوارات قوية".
وأوضح أن النسخة الراهنة "شهدت سبع جلسات موسعة لمناقشة كافة القضايا الخاصة بالشراكة بين البلدين في كافة القطاعات".
وأضاف أنه أُجريت مباحثات موسعة في المجالات الأمنية والدفاعية والسياسية، بجانب كافة القضايا الإقليمية والدولية، ومنها: مجلس التعاون الخليجي وعمليات السلام في الشرق الأوسط، وأفغانستان وسوريا ومكافحة الإرهاب.
وتابع: "شراكتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية صلبة، وقائمة على أسس متينة، والبلدان حققا قفزة نوعية في علاقتهما الاستراتيجية".
وقال إن "الدبلوماسية القطرية مستمرة في أداء دورها لحل النزاعات والمبادرة بوساطات لحل الأزمات في العالم.. على غرار مواصلة جهود إحلال السلام في دارفور ودعم المصالحة الأفغانية، حيث تعمل قطر مع شركائها الأمريكيين لتحقيق السلام في أفغانستان".
وشدد على قناعة الدوحة بأن "الدبلوماسية هي الخيار لحل الأزمات".
بدوره قال بومبيو، على هامش افتتاح الحوار المشترك، إن إن الجانبين بحثا قضايا عدة في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار، وأشار إلى أنهما ناقشا توسيع قاعدة العديد الجوية، وذلك استكمالا لنقاش بدأ في جولة الحوار الإستراتيجي السابقة.
وتستخدم واشنطن تلك القاعدة، التي تمثل أكبر تواجد عسكري لها بالشرق الأوسط، في حربها على "تنظيم الدولة" في سورية والعراق، كما أعلنت الدوحة، في كانون ثاني/يناير 2018، عزمها توسيع قاعدة "العديد"، لتكون قاعدة "دائمة"، مع استضافة البحرية الأمريكية.
وصرّح بومبيو بأن "هناك أشياء متميزة تحدث في العلاقات الأمريكية القطرية، وقد اتخذت حكومتا الجانبين خطوات ملموسة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في جولة الحوار السابقة في واشنطن".
وقال الوزير الأمريكي إن قطر "صديق عظيم" للولايات المتحدة، موجها الشكر للدوحة لإسهاماتها في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ولاستضافتها قاعدة العديد.
وأضاف أن محادثاته مع نظيره القطري اليوم شملت الأزمة الخليجية، وأنه أكد خلال المحادثات على أهمية الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وردا على سؤال بشأن دلالات استقالة المبعوث الأمريكي لمنطقة الخليج أنتوني زيني، قال بومبيو إن هذه الاستقالة لا تعكس أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة بشأن الأزمة الخليجية، وإن زيني هو من قرر التخلي عن منصبه.
وأكد بومبيو أن وحدة مجلس التعاون الخليجي مهمة في الفترة المقبلة، وأن "النزاعات بين الدول ذات الأهداف المشتركة لا تسمح بمجابهة الأعداء المشتركين بقوة".
وفيما يخص محادثاته المزمعة في الرياض، قال بومبيو إنه سيواصل الحديث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للتأكد تماما من محاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي، وللوصول إلى جميع الحقائق في هذه القضية من الجانب السعودي.
وأقرّت الرياض، في 20 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بمقتل خاشقجي داخل مقر قنصليتها في إسطنبول، إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.
وفي ظل رفض الرياض الكشف عن مكان إخفاء جثة الصحفي السعودي، قوبلت روايتها بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات دولية.