أشارت تقديرات إسرائيلية، إلى تزايد احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية شاملة خلال العام 2019، بين الجيش الإسرائيلي من جهة وكل من إيران و"حزب الله" والشعب الفلسطيني (منفصلة)، من جهة أخرى.
جاء ذلك في تقرير "التقدير الاستراتيجي السنوي" للعام الجديد 2019، والذي أعدّه "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" التابع لجامعة تل أبيب، وكشفت عن فحواه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس.
وأظهر التقرير، أن أسباب القلق الإسرائيلي من الواقع الإقليمي متعدّدة، وتتمثل بـ "التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ومشروع تطوير الصواريخ الخاص بحزب الله، وصولا إلى أن حماس التي باتت غير مردوعة، فضلا عن قابلية الوضع في الضفة الغربية للاشتعال".
وأوضح التقدير الذي شارك في إعداده العديد من الجنرالات والوزراء والضباط الإسرائيليين، أن "معظم الجبهات المحيطة بإسرائيل باتت شبه متفجرة، بانتظار الصاعق الذي قد يشعلها؛ سوريا، لبنان، قطاع غزة. ورغم وجود حالة من الردع المتبادل بينها وبين إسرائيل، فإن هناك احتمالا كبيرا لاندلاع مواجهة عسكرية واسعة وشاملة".
وأكد أنه "في حال تحقق هذا السيناريو القائم على فرضية مواجهة عسكرية شاملة، فإنها لن تكون أمام جبهة واحدة انفرادية، وإنما قد تجد إسرائيل نفسها أمام حرب الكل؛ بحيث تواجه إيران، سوريا وحزب الله في الشمال، والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة جنوبا، ما يتطلب منها أن تكون مستعدة لها".
ورأى التقدير أن الجبهة الشمالية هي "التهديد الأكثر خطورة أمام إسرائيل خلال عام 2019"، مضيفا "في ظل بدء عودة الاستقرار إلى سوريا، وتسليح روسيا لها، فإن ذلك يضع صعوبات أمام استمرار العمليات الإسرائيلية هناك، ويقلص حرية الحركة أمام الجيش الإسرائيلي لدى الجارة الشمالية".
وأضاف أن "مواجهة عسكرية في الجنوب أمام حماس في غزة بات السيناريو الأعلى للعام الحالي؛ لأن أسبابه تتعاظم، فهي تتزامن مع استمرار تدهور الوضع المعيشي في القطاع، وضغط السلطة الفلسطينية على حماس، فضلا عن تبدد صورة الردع الإسرائيلية أمام الحركة، التي تحققت في الجرف الصامد (العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014)".
ورأى التقرير، أن جبهة غزة هي الأكثر ترجيحا للانفجار بسرعة أكثر من الجبهات الأخرى، موصيا باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة عسكرية واسعة مع "حماس"؛ إذ "لا مجال للتوصل لتفاهمات سياسية معها".
وتوقع التقرير، تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن "صفقة القرن" ، مع تقديرات بقرب نهاية عهد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وحذر التقرير من احتمال الذهاب نحو حل الدولة الواحدة ومخاطرها، مؤكدا أنها "سوف تترك آثارها الخطيرة على إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".
وحول الملف النووي الإيراني، قال التقرير الإسرائيلي إن "هناك احتمالا ضعيفا لتحقق هذا السيناريو، مع وجود سيناريوهين يتضائلان هذا العام؛ أولهما أن تنجح إيران في إنتاج سلاح نووي على غرار كوريا الشمالية، أو سقوط النظام الإيراني؛ لأن كل المؤشرات تؤكد استقراره، ولديه القدرة على قمع أي معارضة داخلية".
وبخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة، توقع التقرير استمرار الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل"، داعيا في الوقت ذاته تل أبيب إلى التجهز لقرارات مفاجئة قد يتخذها ترمب.