الرئيسية / مقالات
المصالحة تتجه نحو طريق مسدود
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/06/2014 16:36
المصالحة تتجه نحو طريق مسدود
المصالحة تتجه نحو طريق مسدود

 تقرير إخباري:وفاء ابعيرات

لا تبشر الأوضاع الأخيرة على الساحة الفلسطينية بخير فاتهامات إسرائيلية لحماس تجري حثيثاً نحو إضعاف المصالحة الفلسطينية، وعواقب وخيمة ستنجم عن كون الحركة تقف وراء عملية الاختطاف للمستوطنين.

في تصريح لعضو المجلس السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس على قناة الجزيرة "ما تقوم به إسرائيل مسرحية إخراجها ضعيف، ولكن إذا كانت حماس هي من نفذت تلك العملية فبوركت الأيادي، لأن هذا واجبٌ وطني و علينا أن نشعر بالفخر والاعتزاز إن كان حقاً فصيلاً من الفصائل هو من قام بعملية الخطف".

فاختطافهم ربما تكون رواية إسرائيلية لأنه لا يوجد أي فصيل أعلن عن ذلك، فلا يوجد من يؤكدها،  فقد وصفت حركة حماس اتهامات نتنياهو بالغبية و أنها ذات بعد استخباري، حينما اتهمتها بـأنها هي من قامت بعملية الخطف، فهي تكهنات إسرائيلية لحركة حماس فلا يوجد شيء يؤكد بأن حماس من اختطفتهم سوى اختفاء اثنين من محرري صفقة شاليط، وذلك بنفس يوم اختفاء المستوطنين الثلاثة وهذا دليل وصفته حماس بالغبي.

فلم تتطرق حماس لا من قريب ولا من بعيد عن وقوف أحد أفرادها وراء الاختفاء، مدللين على ذلك أن إسرائيل لديها أهداف من وراء ذلك.

فهدف إسرائيل ليس فقط البحث عن المستوطنين الثلاثة و إنما تدمير حركة حماس في الضفة الغربية، و إبعاد كبار قادة حماس إلى غزة و تجميد المصالحة الفلسطينية، مما  يبدو أن إسرائيل تتجه نحو الاستيلاء على كامل الضفة الغربية.

ولكن  الوضع السياسي بين الإسرائيليين و الفلسطينيين سيكون مختلف تماماً وفي حالة اضطراب، ما دام الإسرائيليين مختطفين، وستتغير الخارطة السياسية بين الطرفين.

المصالحة في خطر

عمر عفانة ناشط مجتمعي من نابلس يقول "فيما لو ثبت أن حماس تقف وراء عملية اختفائهم فهذا يعني أنها تنصلت من اتفاق إعلان الهدنة مع إسرائيل في صفقة شاليط، وبالتالي هذا ينعكس على المصالحة بحيث أن إسرائيل مصره على اعتبارها منظمه إرهابيه وترفض أن يكون لها علاقة بالحكومة الفلسطينية".

فالهدنة التي وقعتها حماس مع إسرائيل كانت حافز لعباس على إتمام المصالحة وخاصة أنها تعهدت بنبذ العنف من الطرفين حسب الاتفاقية، كما تعهدت بعدم القيام بعمليات خطف إسرائيليين وعلى هذا الأساس إسرائيل باشرت باعتقال كل من تحرروا في صفقة شاليط وعباس اعتبرهم ضمن المنظومة السياسية.

وإذا ثبت أنهم هم من قاموا بعملية الخطف فهذا يعني إنهم غير قادرين على الالتزام سياسياً، هذا ما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يقول "لو ثبت أن حماس هي من قامت بعملية الاختطاف سنجمد المصالحة".

"الوضع في فلسطين متوتر وإسرائيل تراهن على إفشال السلطة وإسقاط عباس والأجهزة الأمنية وذلك للتملص من الاستحقاقات السياسية أمام العالم، وهي في مأزق سياسي خطير، هذا ما  دفع إسرائيل إلى استثمار عملية اختفاء المستوطنين وشنت حملات واسعة ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات السياسية السابقة حيث تهدف إلى جر السلطة إلى مربعها كما حصل في انتفاضة الأقصى"حسب رأي عفانة.

ويضيف أن حركة حماس تيارين أحدهما يرفض عملية المصالحة وربما يعمل على إفشالها، و آخرين مع عملية المصالحة كعضو المجلس السياسي لحركة حماس خالد مشعل فهو  متمسك بالمصالحة لأنه يعلم أن حماس بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر لا مفر لهم غير الحفاظ على ما تبقى منها وذلك بإعلان المصالحة كما انه يواجه عقبات من التيار المعارض في حماس، فالموضوع سياسي وليس عاطفي.

و يوافقه بالرأي  الإعلامي أمين أبو وردة قائلاً الأمور تتجه للتصعيد على كل المستويات سواء في العلاقة مع الاحتلال أو في العلاقات الداخلية الفلسطينية، في ظل حالة التراشق المحتدمة حتى في ظل الهجمة الإسرائيلية، إلى جانب ان حالة الاحتقان تلعب دورا في إمكانية ترسيخ ظاهرة الفوضى، و هناك مؤشرات غير مطمئنة أن الشارع الفلسطيني يتجه نحو التمرد الداخلي وسلوك مسالك غير مقبولة في العلاقات الداخلية فالاحتلال يلعب دوراً في تعكير السلم الداخلي.

إن المتابع الجيد والمتفحص بشكل معمق لظروف الشارع الفلسطيني، سيجد عدة سيناريوهات لهذه العملية إما أن تكون بهدف مبادلة المختطفين بالأسرى الفلسطينيين، وإما أن تكون حركة إسرائيلية نفذتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشكل دقيق وسري لتعطيل حكومة الوفاق الفلسطينية.

و إذا كان هدفها تعطيل المصالحة فهذا الأمر يقود لتساؤل واحد: لماذا إسرائيل تفعل هكذا أمر؟ وما الذي تريد تحقيقه من هذا ؟!

كل ما سبق هو تخمينات وتوقعات، يمكن أن تخطئ و يمكن أن تصيب، لكن الأيام القادمة ستفصح بلا شك عن المزيد من الحقائق في حادثة الخليل.

 

 

 

 

 

 


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017