memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
منذ وقوع فلسطين أسيرة المؤامرات الدولية الاستعمارية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وإعطاء الحركة الصهيونية ما عرف بوعد بلفور المشئوم والشعب الفلسطيني يخوض بشراسة معركة الدفاع عن أرضه ووطنه, وفجر العديد من الثورات في وجه الانتداب الاستعماري الراعي تنفيذ وعد بلفور بكل تفاصيله,وقد قدم الشعب الفلسطيني في سبيل ذلك شلالا من الدماء والتضحيات الجسام,وخاض معارك بطولية ونوعية ونيابة عن الأمة العربية كلها في مواجهة الثالوث المعادي لتطلعات الجماهير العربية قاطبة,وتواصل نضاله وعطائه عقود من الزمن قبل وبعد الإعلان عن ما يسمى دولة إسرائيل ,وفجر ثورته المباركة في العام 1965 التي شكلت أطهر وأنبل ظاهرة في العالم العربي ,وقادت كفاح الشعب ضد الاحتلال والاستيطان متمسكة بكامل حقوق شعبنا وتطلعاته بانجاز التحرير الكامل ,وإعادة المهجرين والمشردين من أبناء شعبنا إلى بيوتهم وبساتينهم ,وإقامة الدولة العربية الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 48م.
وبالرغم من بطش الاحتلال وممارساته الفاشية العنصرية بحق شعبنا وامتلاكه أعتى وأحدث وسائل القتل والجريمة إضافة للدعم الكامل الذي يتلقاه من الدول الامبريالية العظمى ..وقف شعبنا بكل صلابة وتحد منقطع النظير في وجه مصاصي دماء البشرية ووحوش الصهيونية غير اّبه لحجم المعاناة وبشاعة المجازر التي ارتكبت بحق العزل من الشيوخ والنساء والأطفال وكذلك الجوع والحرمان ومسيرة الآلام ورحلة العذاب وعناء الترحال والخيام.....
كل ذلك لم يفت من عضد الشعب الذي واصل كفاحه المسلح وفجر ثورة شعبية عارمة مرادفة لثورته المسلحة وخاض غمارها كافة أبناء الشعب من شيوخ وشباب ونساء وحتى أطفاله الذين وقفوا كالجبال الشامخات في مقابل الدبابات والجرافات والمجنزرات ....شعب أعزل اتخذ من الحجارة والعصي والمنجل وكل ما أمكن متحديا عصابات الصهيونية والامبريالية العالمية التي تستهدف الوطن العربي برمته من المحيط إلى الخليج...وقف وحيدا عاريا إلا من إرادة الصمود والثبات مستندا لقوة الحق والمنطق في مواجهة عدو مدجج بكل الوسائل القتالية المحرمة دوليا ومدعوما من كل القوى الاستعمارية الكبرى.
وفي أعقاب حرب الخليج الثانية (أم المعارك) مورست ضغوط دولية وعربية هائلة على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بهدف الدخول في العملية السلمية لتسوية الصراع العربي الصهيوني وفق قرارات الشرعية الدولية الظالمة أساسا والتي أعطت الحركة الصهيونية الحق بإقامة الدولة العبرية على جميع الأراضي المحتلة منذ العام 1948م وأبقت للفلسطينيين الحق بتقرير المصير وإقامة الدولة العربية على الجزء المحتل في العام 1967م إضافة لحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها عنوة وفق القرار الدولي 194..وهنا دخلت قيادة منظمة التحرير تلك العملية وهدأت معها أعمال المقاومة المسلحة والشعبية نسبيا,ثم ما لبثت حتى انفجرت الأوضاع مجددا عقب اكتشاف زيف الوعود الأمريكية وتنصل إسرائيل من كل محددات عملية التسوية وركائزها...وانتفض الشعب الفلسطيني مجددا حيث لقن الاحتلال دروسا في العمل الفدائي المبدع وحقق توازن الرعب من خلال العمليات الاستشهادية المتتالية والتي عجزت معها كل التقنيات والإمكانات التي لدى العدو من التصدي للأجساد الملتهبة والمتفجرة التي أربكت الكيان الصهيوني وشلت حركة الشارع والسوق في مجتمعه حتى عاد لطاولة المفاوضات يستجدي وقتا إضافيا لتمرير مراوغاته ويسوق ألاعيبه من جديد والتي ما عادت تنطلي على عاقل.
اليوم وبعد مضي أكثر من عشرون عاما على ما يسمى مسيرة التسوية السلمية واستنفاذ كافة الجهود في هذا السياق ,وبعد وصول تلك العملية لطريق مسدود بسبب استمرار الاحتلال والتهويد والاستيطان وكافة أشكال القمع والحبس والقتل ..
لقد توهم الاحتلال ومعه الولايات المتحدة أن الشعب الفلسطيني ما عاد يقوى على خوض سوح النزال وتفجير الثورات والغضب وظن واهما أن الأعباء الاقتصادية الهائلة التي تثقل كاهل الفلسطيني والانقسام الأسود وكذلك الحقائق الإسرائيلية الجديدة التي فرضت على الأرض الفلسطينية من جدار الفصل العنصري وتوسيع المستوطنات أضعاف ما كانت عليه والإجراءات الحثيثة لتهويد القدس وأجزاء من الخليل وبيت لحم..........
فجاءت عملية أسر الجنود المستوطنين الثلاثة لتبرق رسائل عديدة للكيان الصهيوني وحلفائه من جهة وللأمتين العربية والإسلامية من جهة أخرى مفادها إن هذا الشعب لم ولن يركع ولديه من أسباب القوة ما يمكنه من مواصلة أعمال المقاومة وبكافة أشكالها حتى تحقيق كامل أهدافه المشروعة وبكل الوسائل الممكنة....
عملية نوعية جريئة وفريدة مدروسة ومخططة بعناية جعلت أركان الكيان الصهيوني تهتز تحت وطأتها ,حيث وجهت ضربة في الصميم لجوهر الأمن الصهيوني الزائف ,ودفعته بكل قوة لمربع التخبط والانهيار ودفع قطاعات جيشه وزجها في أكبر عملية تخريب وقتل وهتك في مدن الضفة الغربية ,وحيث استمرت تلك العمليات الوحشية أكثر من أسبوعين جابت خلالها فلولهم وعصاباتهم معظم البيوت والمنازل والحقول والكهوف في الضفة ..كسرت وفجرت أبواب المنازل والبيوت الآمنة وحطمت الأثاث والمقتنيات ..وأرعبت الأطفال والعجز ..سرقوا الأموال والذهب..قتلوا ودمروا وحرقوا البساتين والشجر..فتشوا وبحثوا في كل ناحية وزاوية ..كل ذلك لم يجدهم نفعا ويبقى السؤال الكبير والأهم !!! متى ينعم أسرانا كل أسرانا بالحرية...متى يكسر قانون الاعتقال الإداري ..ومتى ينصاع الاحتلال لإرادة شعبنا وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ؟؟؟
وفي الختام نقول أن عملية أسر الجنود الصهاينة الثلاثة جاءت لتعيد الاعتبار لقضيتنا وأمتنا ,وهي بمثابة الإعلان عن استئناف مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني بكل الأشكال والألوان ,وهي تأتي أيضا متزامنة مع الانجازات الكبرى لثورة العراق الباسلة التي تسعى لانجاز التحرير الكامل والشامل للعراق من الاحتلال الأمريكي وأذياله مما يتطلب من كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية فلسطينيا وعربيا وضع الاستراتيجيات الجديدة التي تلائم المرحلة الراهنة.