الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
"نار" الأغوار المَوْقُوتَة...
تاريخ النشر: الأثنين 28/01/2019 18:54
"نار" الأغوار المَوْقُوتَة...
"نار" الأغوار المَوْقُوتَة...

طوباس: حملت زهرات مدرسة عين البيضاء لافتات تعريفية بقرى الأغوار الشمالية وتجمعاتها المستهدفة بالألغام والأجسام المشبوهة، ووقفن في مدخل معرض صور( لا تقترب.. لا تلمس) لمديرية شرطة طوباس والمؤسسة التطوعية المدنية الإيطالية، ومديرية التربية والتعليم، والذي رعاه المحافظ اللواء يونس العاص.

وبثت سارة معتصم، وهي ترفع لافتة خطت عليها (عين البيضاء): استشهد أحمد صوافطة من بردلة المجاورة لقريتنا قبل سنوات، جراء لغم أرضي، واليوم ننفذ فعالية توعية بمخاطر مخلفات الاحتلال، ونخشى أن نكون الضحية القادمة.

ونقلت الحلقة (109) من سلسلة (أصوات من طوباس) لوزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أجواء المعرض والفعالية التوعوية بالقنابل الموقوتة ومخلفات التدريب لجيش الاحتلال.

واستضافت خشبة مسرح المدرسة عرض (ورود تتعاطى الموت)، الذي تدور أحداثه حول مزارع يرعى قطيعه ويلاحظ سيدة تجمع الحطب، فيحاول تنبيهها لعدم الاقتراب من حقل ألغام، غير أنها تفعل، وخلال حوارهما ينفجر اللغم ويستشهد الراعي أبو ساطي، وتتبعه أم شامخ جامعة الحطب، وينفق القطيع.

وقالت كاتبة النص المعلمة فلسطين أبو زهو إنه محاولة للتوعية بأخطار الألغام التي يزرعها الاحتلال حول التجمعات الغورية، وتحصد أرواحًا، وتهدد الثروة الحيوانية، وتمنع المزارعين من حقولهم.

وقال مدير الشرطة العقيد هيثم دغلس، إن الفعالية تنقل رسالة توعوية، وتحذر الأهالي والأطفال من الخطر المحدق بهم، بفعل الألغام والأجسام المشبوهة، وتحثهم على عدم لمسها أو الاقتراب منها.

وسرد المحافظ اللواء يونس العاص، نبذة تاريخية حول استهداف الأغوار بالألغام المضادة للأفراد وللدروع. وقال إن المناطق المحاذية لضفتي نهر الأردن من أخصب الأراضي، وخاصة منطقة (الزور)، لكنها ممنوعة على أصحابها، وبالرغم من فترات السلام إلا أن الاحتلال لم يفكك ألغامه، واستمر في تدريباته، ويزرع الألغام المفخخة، ويترك الذخائر الحية، وينشر الأجسام المشبوهة، كألعاب الأطفال، وأقلام الحبر.

وتابع العاص: شهد أمس انفجار ألغام بقطيع للأبقار في عين الساكوت، ونطالب المجتمع الدولي بالتحرك لحماية أبناء شعبنا من الألغام، وجراء تجاهل إسرائيل لكل المواثيق الدولية، وسنوعي أطفالنا ومجتمعنا بخطورتها.

وأوضح أمين سر فتح في بردلة هاشم صوافطة: يعمد الاحتلال منذ نشر معسكراته إلى تحويل الأغوار لساحة رماية مفتوحة، ويُقدم الألغام على هيئة "طُعم" يًغري الأطفال وسواهم، وهذا يستدعي الحذر والإرشاد.

وجمع منظمو المعرض 85 صورة لألغام تهدد حياة المواطنين، وتحولهم إلى رهائن للخطر. فيما قال رئيس مجلس كردلة، غسان فقهاء إن أقرب جسم مشبوه جرى تفكيكه لم يبعد عن بيوت القرية غير 300 متر، فيما تتعرض مناطق: المناطير الفوقة والتحتة، وخلة عوض، وخلة سلمان، وخلة قاسم، وغيرها لخطر الألغام.

وأوضحت مديرة مشروع الحماية في المؤسسة التطوعية المدنية الإيطالية، م. آسيا خليل، أن المعرض يأتي لحماية المواطنين، ولتعريفهم بمناطق الخطر، وجاء بعد لقاءات مع المجتمع المحلي حددت خطط الحماية من التهجير القسري.

وأشار رئيس مجلس عين البيضاء مصطفى فقهاء إلى أن الاحتلال بدأ منذ عام 1970 بترك المخلفات العسكرية بين التجمعات وفي الجبال والحقول، ونشر المتفجرات على هيئة أقلام حبر، وعلب شكولاتة، وألعاب تغري الأطفال، ما أقع شهداء وجرحى، وتسبب في نفوق جزء من الثروة الحيوانية.

وقال مدير التربية والتعليم سائد قبها إن المعرض مشروع توعية مجتمعي، يحذر فلذات أكبادنا من جحيم الألغام والأجسام الخطرة، ويثبت أننا نغرس الورود، فيما يزرع الاحتلال الموت في كل مكان.

وبيّن مسؤول الأغوار في المحافظة معتز بشارات أن عام 2016 كان ثقيلًا على الأهالي، فقد ودعوا خلال ستين يومًا ثلاثة شهداء بفعل الألغام، فيما تؤكد الأرقام ارتقاء نحو 40 شهيدًا و300 جريح في الأغوار جراء مخلفات الاحتلال منذ النكسة.

وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، الذي التقط بعض صور المعرض إن الاحتلال حول 38% من مساحة الأغوار إلى حقول ألغام، فيما تعاني مناطق العقبة، والساكوت، والمالح، والأغوار الوسطى بشكل واضح.

وأضاف: شهد أمس انفجار جسم مشبوه في قطيع للأبقار، قرب عين الساكوت، ولولا لطف الله لكان المزارع ثائر فوزي دراغمة في عداد شهداء الألغام.

ووقفت الطالبة يارا برهان بجوار صورة لغم أرضي، وقصت بحسرة: فقدنا ابن عمي لافي رافع دراغمة بانفجار في منطقة المالح، وندرك أنه الموت الذي يطلقونه في كل مكان.

وذكر المفوض السياسي والوطني العقيد محمد العابد، أن هيئة التوجيه السياسي والوطني تبث التوعية بالشراكة مع التربية والتعليم في المدارس، وستبدأ بإدماج الآثار القاتلة للألغام والأجسام الخطرة في برامجها، كونها تشكل مصدر تهديد مفتوح يطال الوجود في الأغوار، ويضعه في عين النار.

وأفاد نائب مدير إدارة هندسة المتفجرات في الشرطة، العقيد مراد حويطي، بأن انفجار عين الساكوت أمس كان الأخير، فيما جرى التعامل مع بقايا صاروخ سقط في منطقة الصافح الغربي داخل طوباس، ويزن أكثر من 100 كيلو غرام.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017