ذكرت دراسة إسرائيلية أن المخاوف الناجمة عن تعاظم الدور التركي في منطقة حوض البحر المتوسط، تعد من أهم الأسباب التي أدت إلى تدشين منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة، مشيرة إلى أن مصر حرصت على صياغة المنتدى، بما يتناسب مع مصالح إسرائيل.
واتفقت ستّ دول متوسطية، إضافة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اجتماع على مستوى وزراء الطاقة، في القاهرة منصف يناير/كانون الثاني الماضي، على إنشاء المنتدى، على أن تكون العاصمة المصرية مقره، بحسب وزارة البترول والثروة المعدنية آنذاك.
ويضم المنتدى مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين. ووفق إعلان القاهرة لإنشاء المنتدى فإن الهدف الرئيسي منه هو "العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء، من خلال تأمين العرض والطلب، وتنمية الموارد على الوجه الأمثل، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وتحسين العلاقات التجارية".
لكن الدراسة، التي صدرت، أمس الإثنين، عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، أشارت إلى أن مصر حرصت على صياغة المنتدى، بما يتناسب مع مصالح إسرائيل، على اعتبار أنها لم توجه الدعوة للبنان للمشاركة فيه بسبب الخلافات التي تعصف بين بيروت وتل أبيب بشأن ترسيم حدود المياه الاقتصادية لكل منهما.
وتوقعت الدراسة، التي أعدها كل من أوفير فنتور وجليا ليندتشراوس، أن يساهم المنتدى في تكريس واقع جيواستراتيجي يحسن من قدرة إسرائيل على بناء شراكات مع دول المنطقة في مجالات تتجاوز قضية الطاقة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن كلا من الأردن، وإيطاليا والسلطة الفلسطينية تشارك في المنتدى، إلا أن الدول المرشحة للعب دور فاعل فيه هي مصر، إسرائيل، قبرص، واليونان.
ولفتت إلى أن العلاقة بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وإسرائيل تمثل العمود الفقري الذي يستند إليه المنتدى الجديد، على اعتبار أن الصفقة الضخمة، التي التزمت إسرائيل في فبراير/شباط 2018 بتزويد مصر بالغاز الطبيعي، تعد التطور الذي أفضى إلى ولادة فكرة تشكيل المنتدى.
ورأى معدا الدراسة أن المخاوف الناجمة عن تعاظم الدور التركي في منطقة حوض البحر المتوسط تعد من أهم الأسباب التي حدت إلى تدشين المنتدى الجديد.
وأشارت إلى أن تهاوي العلاقات التركية الإسرائيلية في أعقاب أحداث أسطول الحرية قبل نحو ثماني سنوات، حفز إسرائيل للبحث عن تحالفات وشراكات جديدة لدى دول أخرى، منبهة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها اليونان عززت من ميل أثينا لقبول عروض تل أبيب بالتعاون معها.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد شنت هجوما على قافلة إغاثة بحرية متوجهة إلى قطاع غزة في مايو/أيار 2010، تضم نشطاء معظمهم أتراك، وقد تسبب الهجوم بمقتل وإصابة العشرات.
ووفق الدراسة فإن لنظام السيسي أيضا مصلحة واضحة في تعزيز التعاون مع إسرائيل وكل من قبرص واليونان لمواجهة الدور التركي بسبب التوتر الكبير في العلاقة بين القاهرة وأنقرة.
وشددت الدراسة على أن قادة كل من إسرائيل وقبرص واليونان عقدوا منذ يناير/كانون الثاني 2016 خمسة لقاءات قمة، كان آخرها القمة التي عقدت في مدينة "بئر السبع" المحتلة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في حين عقد قادة مصر واليونان وقبرص ستة لقاءات قمة منذ عام 2014.
وأوردت الدراسة أن كلا من قبرص واليونان تريان في الاندماج في المنتدى الجديد والشراكات مع كل من إسرائيل ونظام السيسي وسيلة لمواجهة تبعات تخلفهما من ناحية اقتصادية وديموغرافية عن تركيا.
وشدد معدا الدراسة على أن دعوة السلطة الفلسطينية للمشاركة في المنتدى كانت فقط من أجل منح نظام الحكم في عمان مسوغاً أمام الرأي العام الأردني للموافقة على المشاركة فيه، حيث لفتا إلى أن اندماج الأردن في المنتدى الجديد جوبه بموجة رفض شعبية كبيرة.
وحسب الدراسة فإن أحد الأهداف الرئيسة من تدشين المنتدى يتمثل في تقليص مظاهر التنافس بين مصر وإسرائيل وقبرص واليونان في مجال الطاقة، مؤكدة أن أحد الدوافع الاقتصادية التي حدت بمصر إلى طرح فكرة تشكيل المنتدى يتمثل في رغبتها في توظيف مرافق إسالة الغاز المقامة على أرضها في سوق الطاقة.
المصدر: العربي الجديد