الرئيسية / الأخبار / فلسطين
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة
تاريخ النشر: الثلاثاء 05/02/2019 13:42
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة

نابلس: كتبت لبنى اشتية

تروي الخيوط الحريرية المطرزة على اكناف اجدادنا حكاية مدينة أو بلدة أو قرية، وهوية تعرضت للكثير من التغيير منذ ولادتها التي تعود للعهد الكنعاني حتى وقتنا الحاضر، فمن مظهر الشخص الذي نقابله نتعرف على هويته الوطنية وكذلك الثوب الفلسطيني المتوارث جيلا بعد جيل، والذي يعطي كل مدينة من المدن الفلسطينية رموز وألوان تطريزيه تميزها عن غيرها من المدن الاخرى.

وعلى الرغم من الظروف التي تعرض له الشعب الفلسطيني إلا أنه مازال متمسك في هذه الثقافة والتراث الفني المتقن، ولم يقتصر التطريز فقط على الملابس انما على الاواني واللوحات الفنية المتنوعة برسماتها التاريخية ايضا.

 

 

عمل الاحتلال الاسرائيلي على طمس هذه الهوية بشتى الطرق والمحاولات من منع دخول المواد الخام وتصديرها للخارج، ولكن رغم كل هذه المحاولات الا ان هذا التراث بقي صامدا رافضا الاندثار والتراجع، حيث ورّثته الام لابنتها باستخدام الخيوط الحريرية التي كانت ولا زالت تنسج بالإبر المخملية داخل الاقمشة المتنوعة.

 

قالت الحاجة مريم ذياب (أم خالد):" اتقنت التطريز وطريقة نسج الخيوط الحريرية داخل الاقمشة منذ الصبى، والغرزة يجب ان تكون مرسومة على شكل علامة الضرب ،أما الحبة فتكون عبارة عن حبتان متتالتين بخلاف الغرزة التي تشبه علامة الجمع التي تتكون من اربع غرزات متقاطعة مقاربة للحبة العادية وهي الاصعب ".

 

 

 

 

وتوضح الحاجة ام خالد اهمية الادوات التي تستخدم في التطريز فالخيوط تكون من حرير متعدد الاحجام والالوان، منها الوان السادة والمونس الذي يتكون من لونين الاول غامق ويبتدئ بالتدريج للافتح، اما الاداة الثانية وهي الابرة تكون مختلفة المقاييس حسب حجم الغرزة والرسمة وحسب الحاجه اليها، فمنها القصير الناعم ومنها الطويل الغليظ.


غزل العروق:


كما وأبدعت المرأة الفلسطينية في تصميم اشكال المطرزات سواء كانت على الاثواب اوعلى الوسائد والمفروشات بالألوان المختلفة والرسومات المعبرة من الزهور والاشكال الهندسية والطيور على الاقمشة المتفاوتة في الالوان ما بين الابيض والسكري والاسود، وكذلك يوجد انواع مختلفة للأثواب النسائية الفلسطينية المطرزة فهناك المجدلاوي الذي تم تصنيعه على يد ابناء مجدل، والثوب المقلم وهو متعدد الالوان، وكذلك الثوب السبعاوي الخاص بمنطقة بئر السبع وثوب التلحمي الذي كان يطلق علية فستان الملكة كان خاصة من اثواب الملكات الفلسطينيات قديما وتشتهر به مدينة بيت لحم.

 

 

تقول فدوى اشتية (ام محمد):" لقد ورثت مهنة التطريز عن امي التي ورثتها عن جدتي حيث كنت اراها تحمل قطعة القماش بيدها وتبدأ بإدخال الابرة بطريقة فنية، وكنت احاول تقليدها حيث كنت احضر قطعت قماش صغيرة وابدأ بتقليد حركت يداها، ومن حين لأخر اصبحت اتقن هذا الفن التاريخي وغير كل ذلك فقد اتخذت من هذا الفن مصدر رزق لي ولعائلتي عملت بالتطريز على الشالات بالإضافة الى صواني الشاي واللوحات المعلقة ايضا ".

كما وعبرت أم محمد عن متعتها اثناء النسج على الاقمشة وقالت:" شغفي بالتراث الفلسطيني وصيانته وحفظة تجعلني احترف في انتاج هذه اللوحات الفنية المعبرة، فهناك لوحة العرس الفلسطيني مختلفة الالوان والاشكال، وتوضح في تطريزها العادات القديمة للأعراس الفلسطينية وكذلك خريطة فلسطين موضحة اسماء المدن والقرى الفلسطينية بالألوان الحريرية المختلفة.

 

وكما حدثتنا ميسىون ترابي عن هوسها في التطريز والرسم بالخيوط الحريرية على الاقمشة الملونة، تقول:" بالرغم من انني تعلمت مهنة التطريز بوقت متأخر لكن اشعر واني اتقنت منذ طفولتي ففي كل غرزة اغرزها تسترجعني الى ذكرياتي القديمة حين كانت جدتي تجلس بجانب مدفئة الحطب وتحمل قطعة القماش في يدها وتبدا بغرز الخيوط الحريرية عليها".

وتتابع انها لا تعتبر مهنة التطريز مهنة قديمة انما مهنة متجددة في كل فترات حياتنا وسوف تبقى المهنة الوحيدة التي لا تزول مكانتها.

 

اصول التطريز:


تقول الحاجة سليمة ترابي :" هناك ترتيبات مصنفة للثوب الفلسطيني فهو لم يكن عشوائيا، ويغطيه اربع اجزاء من الثوب يبدأ من القبة وهي القطعة الاقراب الى الوجه ومن ثم الذيل وهو الجزء الخلفي الاسفل من الثوب وبعد ذالك نبدأ البنيقة وهي المعروفة بجانب الثوب ويترك للنهاية الكُم وذلك لسهولة انهائها .

 

وتغيرت رسومات وأنواع التطريز مع مرور الزمن حيث كانت في بدايته بالقرن التاسع عشر ذو رسومات هندسية متنوعة، اما في وقتنا الحاضر فقد انتشرت رسومات الطيور والازهار وباشكالها المختلفة، وهذا ما يدل على استمرار الفنون الشعبية و الهوية الفلسطينية وتطورها على مر التاريخ.
 

المزيد من الصور
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة
التطريز الفلسطيني …تاريخ المكان وعبق الذاكرة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017