اعتبرت مذكرة صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الأربعاء، أن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان هي "أخبار سيئة"، لأن 18 وزيرا فيها من أصل 30 وزيرا ينتمون إلى حزب الله أو قوى سياسية متحالفة معه. وأضافت المذكرة أنه في الوقت نفسه، من شأن هذه المشاركة الكبيرة لحزب الله في حكومة سعد الحرير الجديدة أن "تعمق مسؤولية حزب الله تجاه الدولة اللبنانية وتؤكد على ادعاءات إسرائيل بشأن مسؤولية الدولة اللبنانية حيال أنشطة الحزب وحول تأثير إيران على لبنان".
وقالت المذكرة إن "تعزز قوة حزب الله، وهو امتداد لإيران في لبنان، داخل المؤسسة السياسية في الدولة، في موازاة استمرار تعاظم قوة الحزب العسكرية، تشكل كما يظهر أخبارا سيئة بالنسبة لإسرائيل، إذ أن تعميق سيطرته في المؤسسة السياسية تعزز ثقته بنفسه وتمنحه فرصة لمواصلة توسيع تأثيره".
وأضافت المذكرة أنه من الجهة الأخرى، "كلما ازدادت قوة حزب الله داخل المؤسسة اللبنانية، تزداد مسؤوليته حيال ما يحدث في لبنان وسيهتم بالحفاظ على إنجازاته السياسية ومصالحه في الدولة. إضافة إلى ذلك، يواجه الحزب في الفترة الأخيرة سلسلة مصاعب في أعقاب تدخله في الحرب في سورية والتوقعات بأن تضطر إيران إلى تقليص دعمها له بسبب مصاعب اقتصادية. وساهمت كل هذه الأمور، على ما يبدو، في كبح رد فعل الحزب مقابل الإنجاز الإسرائيلي بالكشف عن الأنفاق الممتدة إلى إسرائيل عند الحدود بين الدولتين، لكن لا ينبغي ضمان أنه سيتم الحفاظ على هذا الكبح لاحقا تجاه عمليات إسرائيلية أخرى، ستعتبر استفزازية".
وادعت المذكرة أن "المرحلة المقبلة من سيطرة حزب الله على المؤسسة السياسية في لبنان يهزز ادعاءات إسرائيل بشأن التأثير الإيراني الواسع على ما يحدث في لبنان، مثلما ادعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي سارع (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله، الذي يشدد على استقلالية الحزب، إلى نفيه. وتسهم في ذلك جهود إيران أيضا لترسيخ نفسها كوصيّة على لبنان في إطار صراعها مع السعودية حول التأثير على لبنان. وفي أعقاب تشكيل الحكومة، سارع وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) إلى زيارة لبنان (في 10 شباط/فبراير الحالي) على رأس وفد كبير، من أجل دفع المصالح السياسية والاقتصادية بين الدولتين".
وزعمت المذكرة أن "إنجازات حزب الله السياسية ترسخ المفهوم الإسرائيلي بالنسبة لمسؤولية الدولة اللبنانية على جميع خطوات الحزب ضدها، وستساعد إسرائيل في جهودها الرامية إلى تأسيس الشرعية لخطوات عسكرية واسعة ضد أهداف للدولة اللبنانية، وليس ضد حزب الله فقط، في حال اضطرت إلى ذلك في الحرب القادمة. ولذلك، ثمة حاجة إلى فحص مشترك إسرائيلي – أميركي حول السياسة تجاه لبنان، على ضوء الفجوة القائمة بينهما في هذا الموضوع. فقد برز في رد الفعل الأميركي على تشكيل الحكومة أن الإدارة الأميركية ما زالت تفرق بين حزب الله ودولة لبنان، لكن ليس في نيتها وقف استمرار المساعدات للبنان في أعقاب تعيين وزير صحة يتماثل مع حزب الله".
وتطرقت المذكرة إلى النزاع بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية بينهما من أجل التنقيب عن الغاز، واعتبرت أنه "يبدو أن تشكيل الحكومة الجديدة لن تحسن احتمالات التسوية في هذا الموضوع، وذلك على ضوء تأثير حزب الله المتزايد على الحكومة وتعيين ناديا البستاني، من حزب الرئيس (ميشيل) عون، وزيرة للطاقة من قبل تيار 8 آذار".