الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
عامٌ على رحيل الشبح المطارد أحمد جرار
تاريخ النشر: السبت 16/02/2019 16:11
عامٌ على رحيل الشبح المطارد أحمد جرار
عامٌ على رحيل الشبح المطارد أحمد جرار

كتبت تسنيم ياسين

عامٌ كاملٌ مرَّ على رحيل الشبح المطارد الذي كسر منظومة الدفاع الإسرائيلي وقواعد التنسيق الأمني، وريث المقاومة أحمد نصر جرار.
في التاسع من كانون الثاني العام الماضي، قتل مستوطن إسرائيلي عند مفترق جفعات زئيف، فاستنفر الاحتلال وأغلق كل مداخل نابلس بعد أن انسحب منفذو العملية على رأسهم أحمد جرار.
وبعد أيام من الاقتحامات المتكررة لكل مكان يتراود عنه أن جرار فيه، فجر يوم السبت السادس من شباط، في قرية اليامون قضاء جنين، ليترجل زريف الطول لاحقاً بأبيه الشهيد نصر جرار.
"أغلق الحساب"، بهذه العبارة أنهى وزير جيش الاحتلال العملية التي وصفها بالمعقدة وشارك فيها العديد من أجهزة الأمن، حسب يديعوت أحرونوت.
ويرى الأسير المحرر عدنان حمارشة أن أحمد جرار هو من أعاد روح المقاومة للشعب، يقول: "كل الذين صفقوا لأوسلو ماتوا، فقط أحمد جرار من أعاد لنا شعور الفرح والسرور بأن هناك من ما يزال يقاوم، وأن المقاومين يشعرون أنهم ملوك وكل من سواهم عبيد".
ويربط حمارشة ظاهرة المطاردة بالانتفاضة الأولى، يوضح: "هذه الظاهرة أعادت إلينا تاريخ الثورة الفلسطينية الأولى، انتفاضة الأقصى 1978 حتى 1994 التي كانت شاهداً على مسألة المطاردة وبالرغم من أن فلسطين صغيرة جداً إلا أن المقاومين استطاعوا أن يهزموا الاحتلال ويتخفوا سنوات طويلة، بالتالي هم استطاعوا التغلب على منظومة الأمن الإسرائيلية لكن في كل مرة نشهد أن المقاومين يهزمون هذه المنظومة".
ويتابع حمارشة: "الخلل الشعبي لدينا كان ضلوع الكثير من الأشخاص في التضليل الأمني بسبب وسائل الإعلام المحلي الإلكتروني والكاميرات لأننا لا نعيش في أمريكا حتى يضع كل واحد كاميرات أمام محله التجاري بحيث تم كشف كل التحركات التي قام بها المطاردون خاصة القساميان عاصم وصالح البرغوثي".
وكما علق أحمد جرار في أذهان الفلسطينيين فإنه لا بد علق في أذهان السياسيين الإسرائيليين الذين غرقوا في خلافاتهم، ويوضح الصحفي نواف العامر: "الصدمة الإسرائيلية جسدتها تصريحات نتنياهو التي لم تغب عن ذهن الفلسطينيين عندما قال لن نسمح لأحمد جرار أن يكسر الجيش الإسرائيلي، هذه الظاهرة التي أجمع الاحتلال على تسميتها بالذئب المنفرد شجعت ظواهر المطاردين التي ظهرت بعد جرار بشكل واضح خاصة لدى الشهيد أشرف نعالوة".
ويتابع العامر: "كل من يوازي الاحتلال ثبت له أن روح الفلسطيني لن تنكسر حتى لو كانت تواجهه فترات تتقيد بها مقاومته".
شكلت ظاهرة الشهيد أحمد جرار جدلية كبرى لدى الشارع حول دور الإعلام الفلسطيني فمنهم من اعتبر أن الإعلام كان إيجابياً في نشر الفكر المقاوم ومنهم من وصل به الحد إلى اتهام الإعلام بالمشاركة في تسهيل اغتياله".
يوضح العامر: "الإعلام الفلسطيني ينقسم إلى سلطوي يمثل وجهة نظر الجهة الحاكمة ولا يريحه مثل هذه الظواهر وهذا مثل كل العالم أما الإعلام الآخر الفصائلي والمقاومة فقام بتغطية ومتابعة الظاهرة بكل تفاصيلها".
"المهم في الموضوع أن الرؤية الإعلامية تعبر عن وجهات النظر، بالتالي فإن كل وسيلة تقاتل لأجل وجهة النظر هذه وهناك تقصير في متابعة الشهيد أحمد جرار في الإعلام لأن كل وسيلة تبحث عما يناسبها وتقاوم لأجله"/ بحسب ما يرى العامر.
الكاتب الفلسطيني سري سمور من جهته وجد الخلل في تهويل الأثر الذي تتركه مثل هذه العمليات، فبالرغم من أنها انعكست على تبادل للاتهامات لكن الصحيح أن إسرائيل لا يحكمها السياسيون ومن يحكمها هم الأمن والجيش بالتالي الأجهزة الأمنية شهدت تبادل اتهامات، وهذا ما يغيب عن أذهاننا بشكل واضح".
ويبين سمور: "لا يوجد نظام أمني محكم 100% هي ضربة لكنها موضوعية محدودة الأثر وتم التعامل معها وهم قالوا أننا نواجه هذه الظواهر بالتالي لا يجوز أن نرفع من سقف أوهامنا، المنظومة الأمنية الإسرائيلية تمسك مفاصل الأمن لكنها تتعرض لضربات لا تؤثر بها".
أيقظ أحمد جرار لدى الشعب الفلسطيني روحاً تواقة للبطولة، فالتفاعل الذي تم رصده وكل الأمنيات التي سبقت استشهاده، والتي أعيدت نفسها مع كل من سار على دربه بعدها، تركت لدى الشعب الفلسطيني أملاً بأن هناك من لا يسكت طويلاً على الاحتلال.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017