عربي21- عدنان أبو عام
قال أمير ليفي الكاتب الإسرائيلي في موقع ميدا للدراسات الإسرائيلية إن "الجنرال بيني غانتس زعيم حزب "حصانة إسرائيل" الذي عمل على تنفيذ خطة الانسحاب الأمريكية في أوقات سابقة، قد يعمد لذلك مجددا إن قدر له أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم".
وأضاف في مقال تحليلي مطول ترجمته "عربي21" أن "عشرات آلاف الكلمات كتبت في الأسابيع
الأخيرة حول تفسير ما ذهب إليه غانتس مؤخرا حين دعا للانفصال عن الفلسطينيين بالضفة الغربية من خلال التوصل لسلام مع الفلسطينيين، يعمل على تقوية إسرائيل كدولة يهودية، لكنه تعمد للإبقاء على رسائله وتفسيراته عامة وفضفاضة وضبابية".
وأشار إلى أن "هذا الأسلوب يبقي السؤال مطروحا: إلى ماذا يسعى غانتس بصورة نهائية في برنامجه السياسي المستقبلي، وماذا يقصد بالانسحابات وإخلاء المناطق الفلسطينية من التواجد الإسرائيلي، مع أن الإجابة عن هذه الأسئلة تتطلب العودة بضع سنوات للوراء عند صيف العام 2013 بعد أشهر قليلة على دخول الولاية الثانية للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وتعيين جون كيري وزيرا للخارجية".
وأكد أنه "فور تعيينه، بدأ كيري جهوده لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة قبل ثلاث سنوات من هذا التاريخ، وخلال هذا الطلب الأمريكي أطلقت إسرائيل سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين، وتعهدت السلطة الفلسطينية بوقف الإجراءات الأحادية ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية".
وأوضح أنه "من بين مستشاري كيري كان الجنرال جون آلين، الذي اتفق مع وزير الدفاع الأمريكي
تشيك هيغل أن يكون مبعوثهما الخاص للشرق الأوسط، وكلفاه بتحديد سياسة أمريكية جديدة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي مايو 2013 التقى آلين مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب موشيه يعلون وكبار الجنرالات في الجيش الإسرائيلي، واستمع لمطالبهم الأمنية في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "آلين لم ينشر خطته رسمياً لحل الصراع، لكن تقارير ذكرت بعض معالمها، حيث نشر
توماس فريدمان في نيويورك تايمز أوائل 2014 أن الخطة الأمريكية تشمل انسحابا إسرائيليا لحدود 1967، مقابل تقديم ضمانات أمنية أمريكية لإسرائيل في منطقة غور الأردن، والحفاظ على التجمعات الاستيطانية، وإعطاء الفلسطينيين أراضي بديلة، مقابل أن يتنازلوا عن حق العودة، ويحصلوا على عاصمة في شرقي القدس".
وأوضح أن "صحيفة هآرتس تحدثت عن توتر عاشته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على خلفية هذه
الخطة الأمريكية، فقد تعاون الجنرال بيني غانتس قائد أركان الجيش آنذاك ورئيس قسم التخطيط في الجيش الجنرال نمرود شيفر، مع مبعوث أوباما-كيري، وعبر آلين عن تقديره لتعاون غانتس مع مشاوراته في البحث عن حلول للصراع".
وأكد أنه "بدا حينها أن القيادة العسكرية الإسرائيلية دعمت مهمة المبعوث الأمريكي، فيما تفاجأت القيادة السياسية الإسرائيلية في وقت لاحق أن غانتس ورجاله توصلوا مع الأمريكيين لنقاش أكثر عمقا، وقدموا موافقات أولية على الخطة السياسية الأمريكية التي شملت انسحابات واسعة وإخلاءات مناطقية، مما يعتبر خرقا واضحا للتوجه الاستراتيجي للمستوى السياسي الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "غانتس يعتبر صديقا شخصيا لقائد الجيش الأمريكي حينها الجنرال ديمفسي، وقال للأمريكيين أن الوضع في الشرق الأوسط يمنح إسرائيل فرصا إستراتيجية، فيما سرب الأمريكيون مواقف غانتس للصحافة من أجل إحداث زعزعة في الرفض الإسرائيلي من الانسحاب من غور الأردن، مما أوقع نتنياهو ويعلون في حرج سياسي كبير".
وختم بالقول أن "يعلون قرر حينها ألا يتدخل الجيش في إعطاء مواقف سياسية تجاه الخطة الأمريكية، من أجل الحيلولة دون إصدار وثيقة عسكرية رسمية تدعمها، الأمر الذي أثار آنذاك أزمة شخصية بين يعلون وكيري، ولكن يبدو أن هذه المواقف لغانتس قبل خمس سنوات تعزز توجهه الجديد بإمكانية تنفيذه انسحابات قادمة على خطى اتفاق أوسلو، بما يحمله من مخاطر على الإسرائيليين".