الرئيسية / تجوال أصداء
خليل الرحمن.. المدينة التي لا يجوع فيها أحد
تاريخ النشر: الثلاثاء 19/02/2019 18:01
خليل الرحمن.. المدينة التي لا يجوع فيها أحد
خليل الرحمن.. المدينة التي لا يجوع فيها أحد

تقرير: إيناس سويدان

قد تستوقفك هذه العبارة، لتظن أن الحديث الذي سيطول سيكون عن مدينة في إحدى الدول المتحضرة، ولكننا نتحدث عن مدينة فلسطينية إبراهيمية، عزمت أن تغيث الملهوف وتطعم الجائعين، واسمها خليل الرحمن.
أصبحت الخليل عنواناً للخير والعطاء بسبب التكية الإبراهيمية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ، وتعود إلى ما يزيد عن 1000 عام، لتوزع الطعام المجاني على كل محتاج في المدينة بشكل يومي.
سر المهنة
يتحدث الخمسيني جواد النتشة الذي يعمل في التكية منذ 17 عاماً، عن فرحته بإطعام طفل جائع محروم، بعد يوم طويل من التعب، ما جعله متمسكاً بالعمل رغم الراتب القليل الذي يتقاضاه.
ويقول النتشة لموقع أصداء الإخباري، أن سر لذة الطعام في التكية، هو قدسية هذا المكان والبركة التي يطرحها الله فيه، فهذا الطعم المميز الذي يتوافد الجميع لتجربته،لا يخرج في حال تم إعداده في منازلهم.
يبدأ النتشة في إعداد الطعام مع العاملين في التكية منذ الساعة الرابعة صباحاً، حتى تقرع التكية طبولهاعلى الساعة الحادية عشر ظهراً، وتفتح أبوبها أمام كل من يقصدها، فقيراً أو غنياً، يأخذ ما يحتاجه دون حساب أو كشوفات أسماء.

تاريخ التكية
ويعود تاريخ التكية التي تقع على بعد أمتار من الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، إلى عهد النبي إبراهيم، الذي كان يتناول الطعام مع عابرين السبيل، ولقب بأبي الفقراء نسبة إلى ذلك.
أدت التكية رسالة إنسانية على مختلف الحضارات التي مرت على المدينة، كانت تطعم جيش صلاح الديني الأيوبي، واستمرت في تقديم خدماتها في عهد الأتراك، وما زالت حتى الآن تستقبل المحتاجين من كل حدبٍ وصوب.
ويؤكد رئيس ومشرف التكية الإبراهيمية، حازم مجاهد لموقع أصداء الإخباري، أن التكية تقوم على الصدقات والتبرعات، وما زال أهل الخير يتسابقون على وضع تبرعاتهم في هذا المكان المبارك.
ويعدد مجاهد الأطباق المميزة والمشهورة التي تقدمها التكية، ابتدائاً من شوربة سيدنا إبراهيم التي ميزت هذا المكان، وصولاً إلى أطباق الجميد والفاصوليا واللحوم بكافة أنواعها.

ملاذ الفقراء
ويتوافد إلى التكية يومياً ما يزيد عن 2000 شخص، بينما يتضاعف العدد بشكل كبير في شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه الخدمات والتبرعات، بحيث تصرف التكية من 40 إلى 50 ألف شيقل.
ويشدد مجاهد أن هدف التكية لم يعد سد رمق جوع الفقراء فقط، بل توفير طعام جيد وعلى مستوى عالي، خاصة في ظل الغلاء الكبير والأوضاع الاقتصادية المتردية.

تتبع التكية الإبراهيمية لوزارة الأوقاف الفلسطينية، ويعمل فيها حالياً 14 موظفاً، وتستعين بموظفين إضافيين في شهر رمضان المبارك، لمجاراة ضغط العمل المضاعف.
ويقول الشاب محمد دويك، أحد المتطوعين في توزيع وتقديم الطعام، "في شهر رمضان، أتفرغ للعمل في التكية وأساعد من يحتاج للمساعدة، وهذا يجعلني أشعر بالسعادة والرضا".
ويضيف دويك "بدأت في هذا التطوع منذ ثلاث سنوات مع مجموعة من الأصدقاء، بمساهمة فردية، وتخطى عددنا في شهر رمضان الماضي 50 شاب وفتاة، نعمل بأقصى طاقتنا لإيصال جميع الوجبات في الوقت المناسب، وقبل موعد الإفطار".
ومن الجدير ذكره أن وجبات التكية الإبراهيمية وصلت لأكثر من 7 آلاف شخص في شهر رمضان الماضي، وتتكون الوجبة من اللحم والحساء والخبز غالباً.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017