الرئيسية / مقالات
أحبك
تاريخ النشر: الأربعاء 20/02/2019 11:36
أحبك
أحبك

أحبك je t’aime
* كل الطرق النائمة أمامي تطالبني بالهجرة مِنك .فراشات عمري الملونة ترسم على ورق الورد كلمة كفى. صوت البلابل على شجر الحديقة يعزف لحن الوداع الأخير. أحلامي البسيطة علقت جسدها النحيل على عمود الهاتف الخشبي.
* على حائط مدرسة الشهداء كتب بفرشاة من دهان أحمر عبارة " أريد وطنا جميلا حرا عادلا بريئا .يضم جسدي وآمالي وكرامتي وضحكات أطفالي" .
* سأسامحكم عن قهر السجن وبرد الزنزانة ، وهراوة السجان . ساسامحكم نيابة عن دمع أمي وخوف أبي . وتأخر الرسائل عن موعدها. وإنقطاع زيارات الأهل لأبنائهم الأسرى.
* سأسامحكم عن جميع الرتب والمناصب وكتب الشكر ودروع الثناء. وقوارير العطر وربطات العنق والأحذية الفاخرة.
* سأسامحكم عن وجع أختي التي تاخرت تحويلتها الطبية عن الموعد المحدد .وخالي الذي ينتظر عمليته الجراحية بعد نصف عام .
* سأسامحكم عن قهر اخوتي الأربعة، يحملون الشهادات العلمية منذ عدة أعوام، وما زالوا ينتظرون العمل الذي يستر كرامتهم.
* سأسامحكم عن عدم دعوتي لاحتفالات تنصيب صديقي المستقل. الذي لم يعرف أن الوطن قد احتل منذ ردح من الزمان ولا يزال. أصبح وزيرا وسفيرا وإماما ووممثلا للنوايا الحسنة في بلاد الكفار.
* لن أسامحكم عن غابات الفساد وإذلال العباد. ومرض القضاء. وتجارة الحشيش والبغشيش. وبغاء الفكر. وانتشار سرطان الاستيطان في رؤوس الجبال والتلال وخصر السهول .
* لن أسامحكم عن تحويل الثوار إلى جحافل الموظفين الخائفين من التقاعد المبكر وقروض البنوك واقساط المدارس والجامعات .
* لن أسامحكم عن تخمة أرباح الشركات الكبرى ، وارتفاع أمواج الضرائب على الفقراء والمحتاجين. وتدني حد الأجور تحت خط العوز .
* لن أسامحكم عن انتظام الاف الشباب في مصانع المستعمرات. وغياب الخطط الحقة للاقتصاد المقاوم. وتاخر مشاريع إعادة احياء القرى في المناطق المهددة بالمصادرة.
* لن أسامحكم عن عدم وجود تعليم عال مجاني. ومشاف
تحفظ كرامة الناس الصامدين في وجه أعتى احتلال بغيض.
* لن أسامحكم عن انطفاء روح النضال وانكسار كبرياء التحدي في دواخل الناس .
* لن أسامحكم عن إنتشار مرض الزهايمر بين أفراد شعبنا، الذين نسوا أنهم آخر شعب على وجه البسيطة يخضع لآخر احتلال إحلالي مجرم .
* أحبك يا وطني مثل عاشق مسه الجنون . وجندٌي انتصر في المعركة . وام انتظرت طفلها على بوابة السجن الذي كبر فيه . وغائب عاد من المنافي يقبل ملاعب الطفولة.
نص د. عدنان ملحم 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017