تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المنظمة بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، حيث تلاحق الصيادين وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاههم وتعتقلهم، وتخرب معدات صيدهم وتستولي على قواربهم. وفي حادثين منفصلتين في اليوم نفسه، اعتقلت قوات الاحتلال مساء أمس الأربعاء أربعة صيادين واستولت على مركبي صيد من عرض بحر قطاع غزة.

وتفيد التحقيقات الميدانية، بأن الزوارق الحربية الإسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 10:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 20/02/2019، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في عرض بحر محافظة خان يونس، من ثم حاصرت مركب من نوع (حسكة) يستقله الصيادان: هيثم طارق عبد الرازق بكر( 31 عاماً)، من سكان مدينة غزة، وشقيقه عوض طارق عبد الرازق بكر (21 عاماً)، أثناء تواجدهما على عمق حوالي 11 ميل من شاطئ بحر مدينة خانيونس، حيث اعتقلت الصيادين واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، فيما استولت على مركبهما.

وفي حادث آخر في السياق نفسه، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية عند حوالي الساعة 10:30 من مساء اليوم نفسه وفي المنطقة ذاتها، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه أحد قوارب الصيد من ثم حاصرته، واعتقلت صيادان كانا على متنه، وهما: خضر مروان عوض الصعيدي (31 عاماً)، محمد سعيد فتحي الصعيدي (27 عاماً)، وكلاهما من سكان مدينة غزة، حيث اقتادتهم إلى جهة غير معلومة، واستولت على مركبهم. في حين أعلنت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن هناك مصابين من بين الصيادين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال.

هذا وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يتابعها مركز الميزان لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ بداية عام 2019، وحتى صدور هذا البيان (35) انتهاكاً بحق الصيادين في عرض البحر، أطلقت خلالها النار تجاههم (35) مرة، أصابت خلالها صياداً، واعتقلت (9) آخرين، فيما صادرت (5) مركباً. كما تواصل تلك القوات حظر دخول المعدات الضرورية لاستمرار الصيد البحري في قطاع غزة في إطار استمرار حصارها المشدد المفروض على قطاع غزة.

مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يستنكر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين، فإنه يطالب قوات الاحتلال بالكشف عن مصير الصيادين والإفراج عنهم فوراً. ويؤكد على أن الممارسات الإسرائيلية المنظمة، سواء إطلاق النار المتكرر وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الصيادين، واستمرار الاعتقالات التعسفية وما يرافقها من إهانة وإذلال، والاستيلاء على معدات وممتلكات الصيادين وتخريبها، تأتي في سياق الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمنظمة، بما فيها الحصار المفروض على قطاع غزة، وتعمدها إلحاق الأذى بالمدنيين الفلسطينيين ولا سيما الصيادين.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يجدد مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها، بإلزام قوات الاحتلال بوقف انتهاكاتها المنظمة، واحترام مبادئ القانون الدولي في سياق تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على رفع الحصار البري والبحري المفروض على قطاع غزة.