الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
الطحينية النابلسية.. طريق نحو العالمية
تاريخ النشر: الأحد 24/02/2019 12:19
الطحينية النابلسية.. طريق نحو العالمية
الطحينية النابلسية.. طريق نحو العالمية

كتبت: أثير باسم

للتسوق في زقاق البلدة القديمة روحٌ مختلفة، تشدك الأصناف المرتبة على أبواب الدكاكين الصغيرة إلى التوقف وشراء كل ما تقع عينك عليه، لوحة ترسم نابلس العتيقة من خلال أشهر منتجاتها.
وأحد المنتجات التي ستلاحظها في معظم زوايا البلدة القديمة هي الطحينية النابلسية، التي يعود تاريخها في مدينة نابلس إلى مئات السنين، لتروي قصص أشخاص أفنوا حياتهم يعملون بها ويعلمونها لأبنائهم، لتنتقل من جيل لجيل، وتنتشر من مدينة نابلس وبلاد الشام إلى جميع دول العالم.
المهنة المتوارثة
ارتبطت مهنة الطحينية بعائلات معينة في مدينة نابلس، مثل عائلة العالول والتيتي وعايش وغيرها من العائلات التي اعتبرت هذه المهنة هوية لها قبل أن تكون مصدر رزق.
يبدأ راغب العالول صاحب مصنع طحينية العالول في البلدة القديمة عمله منذ ساعات الفجر الأولى، ليصنع حلاوة نابلسية ذات طعم مميز، لم يتغير منذ 100 عام.
سر المهنة
يقول العالول لموقع أصداء الإخباري، يكمن سر المهنة في جودة المواد الخام والتي يتم اختيارها بعناية ودقة، بالإضافة إلى الحب والإخلاص في العمل.
قديماً، كان سهل مرج بن عامر المصدر الأول لزراعة السمسم الفلسطيني الذي يعتبر المكون الأساسي لإنتاج الطحينية، إلا أن زراعة السمسم اندثرت، وبات العالول يستورد السمسم الأثيوبي لإتمام عمله.
العملية الانتاجية
يفصل العالول المراحل التي يمر فيها السمسم الخام حتى يتحول إلى سائل الطحينية، ابتداءاُ من غسله وإزالة الشوائب منه، ثم تفصل حبات السمسم عن قشرها، ليبدؤوا بمرحلة التحلية.
وبعد ذلك يتم تجفيف السمسم وتحميصه على آلة التحميص، لتنتهي هذه العملية المرهقة بطحن السمسم وتحويله إلى طحينية سائلة.
ويشير العالول إلى صعوبة إنتاج الطحينية قديماً، إلى أن الآلات والمعدات الحديثة سهلت العملية بشكل كبير، ووفرت الكثير من الوقت والجهد على العمال.
ويستخدم العالول سائل الطحينية في إنتاج العديد من أصناف الأطعمة أشهرها الحلاوة النابلسية، التي يزينها بالعديد من أنواع المكسرات والطيبات.
ويضيف العالول أن الطحينية النابلسية أصبحت منتج معروف عالمياً، وبالأخص بعد اتساع الطلب على الحمص في جميع المطابخ والمطاعم العالمية.
التيتي والطحينية
ويظهر حب التيتي لمهنته التي ورثها عن أجداده منذ أكثر من 150 عام، وتمسكه بها من كلامه، فهو لم يفكر يوماً في ترك هذه المهنة وإيجاد مصدر رزق آخر بالرغم من قلة العائد المادي منها.
ويقول التيتي أن شدة المنافسة في مدينة نابلس، وسوء الأوضاع الاقتصادية، كان سبباً مباشراً إلى تراجع المبيعات، وإغلاق مصنع من أصل مصنعين تابعات لعائلة التيتي، وتقليل عدد العاملين معهم من 25 عامل إلى أفراد العائلة فقط.
ويميز منتج الطحينية حاجة الناس واستخدامهم لها على مدار العام، وأنها غير مرتبطة بموسم معين.
ويتابع التيتي خلال حديثه مع موقع أصداء الإخباري، أن الطحينية مهما انتشرت لن يستطيع أي شخص اتقانها، بالرغم من أنه يمكن صنعها بخلط الطحين والزيت ومن مكونات بسيطة، إلى أن نكهتها مرتبطة بمدينة نابلس، ولا يمكن تقليدها.
فوائد الطحينية
ويقول التيتي ان فائدة الطحينية تكمن في زيت السمسم الذي يمد الجسم بالكالسيوم والبروتينات، وتساعد على منع الاورام السرطانية وعلى تنظيم الضغط في الجسم، وهو أحد الزيوت الغير مشبعة والخفيفة.
عالمية الطحينية
ويذكر رئيس العلاقات العامة في غرفة التجارة والصناعة في نابلس، أن تجار الطحينية النابلسية العريقة يصدرونها إلى أوروبا والدول العربية.
إلا أن معظم الإنتاج المحلي يصدر إلى إسرائيل التي باتت تستهلك الطحينية بشكل كبير، وبدأت تنتجها وتصدرها هي أيضاً، محاولةً سرقة هذا المنتج الفلسطيني ونسبه لها.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017