القدس المحتلة - صفا
استعرض تحليل لموقع متخصص في الشؤون الإسرائيلية اليوم الأحد السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة المقبلة في ضوء التطورات الداخلية الإسرائيلية، وحالة التوتر العالية على مختلف الجبهات (قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، سوريا، لبنان).
ونبه موقع "عكا" للشؤون الإسرائيلية في تحليل نشره على موقعه الالكتروني مساء اليوم إلى أن الأسبوع الماضي شهد تطورات دراماتيكية على كافة الأصعدة في الكيان الإسرائيلي".
وبين أن جبهتا القدس وغزة كانتا الأسخن، بالإضافة إلى المتغيرات المتسارعة على الصعيد الانتخابي الداخلي.
وأوضح "عكا" أنه على صعيد الملف الداخلي الإسرائيلي وما يتعلق بالاستعداد للانتخابات، فقد أحدث تحالف حزبي غانتس ولبيد حالة من البلبلة في الساحة السياسية الإسرائيلية، وظهر ذلك جليا في استطلاعات الرأي التي أشارت إلى حدوث فارق كبير بين قائمة "كحول لفان" بزعامة غانتس ولبيد، وبين قائمة (الليكود) بزعامة بنيامين نتنياهو، خصوصا إذا أقدم المستشار القانوني للحكومة بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو.
مجازفة بقرارات عسكرية
وبين أن التداعيات الأمنية لاحتمالية سقوط نتنياهو في الانتخابات، متسائلاً عن تداعيات هذا الزلزال السياسي المباشرة والغير مباشرة على الوضع الميداني والعسكري سواء كان على جبهة غزة أو جبهة الشمال؟.
وقال "عكا" في تحليله: إنه "لا شك أن نتنياهو يعيش الآن في وضع لا يُحسد عليه، فقد حُشر في الزاوية، الأمر الذي من شأنه أن يدفعه نحو المجازفة في قراراته العسكرية التي سيتخذها خلال الفترة المقبلة، في محاولة منه لإنقاذ كرسيه في الحكم".
وأوضح أنه لن يكون لنتنياهو بديل عن ذلك في حال فشل فعلا في الانتخابات المقبلة، سوى كرسي في السجن خلف القضبان بسبب قضايا الفساد المحيطة به.
وأعرب "عكا" عن اعتقاده بأن أعين نتنياهو تتجه نحو الشمال، فهناك إجماع اسرائيلي على المستويين السياسي والعسكري بوجود تهديدات عسكرية تشكل خطرا كبيرًا على الأمن القومي الاسرائيلي، ولا بد من إزالتها والقضاء عليها، والتي على رأسها طرد الإيرانيين من الأراضي السورية.
وأضاف "لربما لذلك علاقة بموضوع زيارة نتنياهو لموسكو من أجل الالتقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ونبه "عكا" إلى أن نتنياهو سيستغل في ذلك تصريحات غانتس الأخيرة التي أدلى بها خلال مؤتمر ميونخ والتي أعرب فيها عن دعمه وتأييده لجميع الخطوات التي يتخذها نتنياهو ضد الإيرانيين في سوريا.
عملية عسكرية واسعة بسوريا
وأردف "لذلك لربما نستيقظ في أحد الأيام المقبلة على بدء عملية عسكرية واسعة النطاق هدفها طرد الإيرانيين من سوريا، بحيث يكون نتنياهو قد ضرب عصفورين بحجر في ذلك، بما في ذلك تثبيت خطوط حمراء جديدة في المنطقة، وإنعاش الردع الإسرائيلي، والخروج بمظهر المنتصر أمام شعبه الأمر الذي من شأنه أن يمنحه أصوات ومقاعد جديدة أمام خصومه".
ونبه التحليل إلى أن الجبهة الشمالية شهدت هدوءًا نسبيًا حذرًا خلال الأسبوع الماضي، متوقعا استئناف الاحتلال هجماته بعد لقاء نتنياهو- بوتين المرتقب يوم الأربعاء المقبل.
وتابع "كما توقعنا الأسبوع الماضي بأن تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية، حالة من التحالفات الحزبية، والحرب الكلامية بين المتنافسين، نتوقع الأسبوع المقبل أن تشتد الحرب الكلامية بين الأحزاب السياسية، كجزء من الدعاية الانتخابية، بالإضافة إلى زيادة التصريحات المعادية للفلسطينيين، خصوصا غزة والقدس".
ماذا عن حزب الله؟
وحول الأوضاع مع تنظيم حزب الله اللبناني، ذكر التحليل أن حالة من الردع المتبادل بين الطرفين تنظم حالة التوتر بين الاحتلال الإسرائيلي والحزب، مضيفًا أنه "لا يتوقع أن تشهد جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أي تسخين خلال الأسبوع المقبل إلا إذا تطورت وزادت الهجمات العسكرية ضد إيران بسوريا".
وأوضح أنه من الممكن أن ينعكس ذلك على هذه الجبهة الحساسة.
القدس والضفة قد تشتعلان
وحول الملف الفلسطيني وما يخص الضفة الغربية، بين التحليل أن الاعتقالات والملاحقات لخلايا حركتي حماس والجهاد على أشدها، وسط تهديد من السلطة الفلسطينية بتأثير اقتطاع نصف مليار شيكل من أموال المقاصة على التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى تخوفات أمنية إسرائيلية من شن حماس والجهاد عمليات خلال فترة الانتخابات.
أما القدس فما زالت-بحسب التحليل- تحافظ على حالة اشتباك، وتتقدم بخطى سريعة نحو الانفجار الذي قد يترتب عليه إعادة إشعال الحلبة الفلسطينية بهبة للدفاع عن المسجد الأقصى، وسط إجراءات واستفزازات من قبل السلطات الإسرائيلية للمصلين وسكان المدينة المقدسة.
ورجح أن يتخلل هذه الهبة موجة عمليات جديدة في الضفة الغربية والقدس.
أيام مصيرية لغزة
وحول الأوضاع في قطاع غزة، أشار التحليل إلى استمرار تظاهرات مسيرات العودة، وأحداث الإرباك الليلي، مبينا أن هذه الأحداث تأتي بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، وتشديد الخناق على غزة من كافة الأطراف.
ولفت إلى أن تهديدات متبادلة شهدها القطاع الأسبوع الماضي بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل بغزة قد يتم ترجمتها إلى حالة من التصعيد خلال الأسبوع المقبل خصوصا إذا تغول الاحتلال على دماء المتظاهرين على السياج الأمني مع قطاع غزة.
وبين التحليل أن ملفي المصالحة والتهدئة ما زالا يشهدان حالة من الجمود، ومصر الوسيط تحاول تهدئة الأمور في القطاع للحفاظ على حالة الهدوء لحين انتهاء موعد الانتخابات الإسرائيلية.
وأردف "غزة تجلس على صفيح ساخن، وتشهد حالة من التوتر في ظل تجاهل مطلق لما يحدث داخلها من أزمة إنسانية خانقة، وحصار مشدد من قبل إسرائيل، وفرض عقوبات قاسية على السكان من قبل السلطة الفلسطينية، وعدم لعب مصر دورًا فعالاً في التخفيف من آثاره".
وتابع "عكا" في تحليله "بالتالي نتوقع أن يتم تحريك المياه الراكدة من خلال لجوء الفصائل الفلسطينية إلى التصعيد، إسرائيل تتبنى سياسة احتواء الموقف والرد المدروس على الأحداث التي تشهدها حدود القطاع بعد العودة إلى فعاليات الحراك الشعبي كالإرباك الليلي، وهذا ما يدلل على أن اسرائيل لا تزال ترغب باستمرار الهدوء، وأنها تفضله على التصعيد الذي قد يتطور إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق".
وأعرب عن اعتقاده بأن الأيام المقبلة ستكون مصيرية، فإما أن تشهد انفراجة لمنع انفجار الوضع في غزة باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، وهذا ما نرجحه ونتوقعه في ظل الرغبة الإسرائيلية بالحفاظ على الهدوء الأمني مع جبهة غزة إلى ما بعد الانتخابات على أقل تقدير، وإما أن يتفاقم الوضع المعيشي ويزداد سوءًا الأمر الذي لن يجعل أمام الفصائل الفلسطينية سوى خيار التصعيد.