memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
صهيب ثابت –بيت دجن نابلس
عصيبة هي اللحظات التي يرى فيها مزارع سقى أرضه من عرقه، أشجاره التي كانت تملأ عليه ذاته خضرة وثمراً وظلالاً، وقد سامها العطش الويل فغدت صفراء مكفهرة. عودها المخضر أصبح خشباً يبساً فيه ملامح تجاعيد وجه ذلك العجوز أفنى حياته يحتويها حناناً ويرأف بها كأنها أبنه المدلل. يرعاها لتنمو وتكبر فيؤخذ من غلالها قوت يومه.
عنوة صارت الأرض محرمة على أصحابها، جبراً صار البيت مخطراً بالهدم ... سرقة نهبت مياه تجري لتسقي بيارات لأهالي سكنوا الأغوار منذ أزمان. في الأغوار ترى الفاجعة وتبكي عيونك الدامعة ويعتصر في القلب الألم. غصة في الحلق تجيش بها حشرجات النفس المقهورة.
لم يبق الاحتلال لأهلنا في الأغوار إلا النظر لمزروعاتهم وبياراتهم تموت عطشاً وهم يموتون قهراً في اليوم مئة مرة.
سكنوها ليعمروها، فأصبح العمران جريمة على أرض ملكوها من الأجداد إلى الأجداد، حاصروهم في كل شيء. في مسكنهم ومأكلهم وأعمالهم.
حتى غدت حياتهم كمن يقبض على الجمر، فالأرض تهواها القلوب وتحتل في النفوس مكانة الأبناء إن هم تركوها ضاعت، فأصروا أن يتجذروا فيها صامدين ولو اصبحت حياتهم جحيم وهي كذلك.
فروش بيت دجن. منطقة في الأغوار الشرقية، يملكها أهال من قرية بيت دجن، سكنوا بيت الصفيح فيها عاشوا سني عمرهم بدائية الحياة، وتحملوا صلف العيش وظلم المحتل. ليبقوا وتبقى الأرض. غلبوا على أمرهم فساروا يغازلون من ملك زمام أمرهم، فيظل غياب واضح لدور فاعل للحكومة الفلسطينية في المنطقة.
شح الماء يقتل ما زرعوا، وعدوان المحتل يمحق لهم ما عمروا، وصمت المسؤولين يذبحهم مرتين، مرة لقلة الحيلة والنفوذ، وأخرى لرؤيتهم اياهم على طاولة المفاوضات يتهالكون.
لغة الأرقام إن تحدث صادمة وتكشف هول الفاجعة،حيث يبلغ عدد سكانها نحو 769 نسمة وتقدر المساحة الكلية للقرية بنحو 14 ألف دونم، تم مصادرة 11 ألف دونم منها لصالح مستوطنتي "الحمراء" و"ميخورا"، وتخضع القرية للسيطرة الإسرائيلية الكاملة منطقة C).)
ويعيش اهالي القرية في 119 منشأة مأهولة، منها نحو 30 منشأة من الطين، و40 من الباطون منذ العهد الأردني، و10 من الصفيح، و7 كرفانات، و32 خيمة.
وتحصل على المياه عن طريق مصدرين رئيسيين لري محاصيلها الزراعية، الأول هو مشروع ري غور الفارعة، وينتج نحو 1700 كوب في الساعة، وهو خاص بقريتي الفروش والجفتلك، اما المصدر الثاني، فهو الآبار الارتوازية الزراعية التي كان عددها نحو 9 آبار وتراجعت لنحو 5 آبار وبقدرة تشغيلية تصل لنحو 400 كوب في الساعة.
وفي قطاع الموارد الطبيعية، يظهر تراجع المساحات المزروعة بالحمضيات من 2000 دونم إلى نحو 500 دونم حاليا، بينما تقدر مساحة الاراضي المزروعة بالخضار في العام الجاري بنحو 1050 دونما مروياً. .
كما تراجعت المساحات المتاحة للسكان من 14 ألف دونم زراعي ورعوي إلى نحو 3000 دونم، في الوقت الذي أتاحت فيه سلطات الاحتلال للمستوطنتين الجاثمتين على أراضي القرية التوسع على حساب الأهالي.
في حين تراجع استخدامات الأراضي الزراعية نحو 49% خلال 3 عقود، وتراجع مساحة الحمضيات بنحو 75% هو بسبب النقص الحاد في المياه وارتفاع أسعارها إن توفرت، ووجود السيطرة الإسرائيلية عليها.
هذه الأرقام مدعاة لنا للوقوف على حجم المأساة التي تهدد القرية، ليقف الجميع عند مسؤولياته في مواجهة الاندثار ودعم صمود الأهالي وتثبيتهم في أراضيهم.