نفى جهاز الأمن والمخابرات الوطنية السودانية صحة ما أورده موقع "ميدل إيست آي" عن أن مدير الجهاز صلاح قوش التقى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي نُظم الشهر الماضي.
واتهم الجهاز في بيان له الجمعة قناة الجزيرة -التي نقلت الخبر عن الموقع- بفبركته في ظل حملة شائعات يتعرض لها السودان، وفق ما ورد في نص البيان.
وكان الموقع البريطاني نقل في وقت سابق الجمعة عن مصدر عسكري سوداني كبير قوله إن قوش أجرى محادثات سرية مع رئيس الموساد في إطار ما وصفها المصدر العسكري بمؤامرة دبرها حلفاء إسرائيل في الخليج لتنصيبه رئيسا عندما يتم إسقاط عمر البشير من السلطة.
وقال المصدر إن قوش التقى كوهين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في اجتماع نظمه وسطاء مصريون بدعم من السعودية والإمارات، وبدون علم الرئيس البشير.
وبحسب المصدر نفسه، فإن السعوديين والإماراتيين والمصريين يرون أن قوش هو رجلهم المقبل في السودان الذي يدور فيه حاليا صراع على السلطة خلف الكواليس، مع تواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي يعتبرها كثيرون بداية نهاية حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
ووفق ما جاء في تقرير "ميدل إيست آي" نقلا عن المصدر العسكري السوداني، يبدو أن هناك إجماعا على أن البشير سيرحل، لكن الخلاف يدور على من سيأتي بعده. ويضيف المصدر أن لدى قوش روابط قوية مع السعوديين والإماراتيين والمصريين الذين يريدونه أن يحل محل البشير.
وحسب الموقع البريطاني، فإن المتحدث باسم مؤتمر ميونيخ للأمن أكد أن قوش وكوهين حضرا حدث هذا العام الذي انعقد من 15 إلى 17 فبراير/شباط الماضي، وأن قوش التقى رؤساء الاستخبارات الأوروبية.
ووفقا للمصدر، فإن البشير لم يكن يعلم بالاجتماع غير المسبوق بين قوش وكوهين في ميونيخ، الذي هدف إلى تسليط الضوء على قوش كخليفة محتمل له، وإشراك إسرائيل لتؤمن دعم الولايات المتحدة للخطة.
ويلعب جهاز الموساد دور وزارة الخارجية في التعامل مع المسؤولين في الدول التي ليست لديها معاهدة سلام مع إسرائيل.
علاقات بواشنطن
ويكتسب قوش سمعة طيبة في واشنطن باعتباره رئيسا لجهاز مخابرات يمكن أن تعمل معه وكالة المخابرات المركزية في الحرب على الإرهاب ضد تنظيم القاعدة، بل إنه قام بزيارة الولايات المتحدة عام 2005 عندما كانت بلاده مدرجة من قبل وزارة الخارجية الأميركية كدولة راعية للإرهاب.
وقال تقرير لموقع "أفريكا إنتليجنس" الشهر الماضي إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ترى أن قوش هو الخليفة الأفضل للبشير.
وبحسب تقرير لسفارة دولة خليجية في واشنطن، ذكر الموقع أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية لم تكن تعمل على تغيير النظام، لأن الحكومة السودانية كانت تقدم معلومات قيمة عن حركة الشباب في الصومال وليبيا وجماعة الإخوان المسلمين.
لكن التقرير أشار إلى أن المخابرات المركزية ستعمل على ضمان الاستعاضة عن البشير بقوش إذا لم يتم احتواء الاحتجاجات.
وبحسب مصدر لموقع "ميدل إيست آي"، فإن الجيش السوداني لا يزال حذرا من قوش والنفوذ السعودي والإماراتي في البلاد، مشيرا إلى التغطية الإعلامية السعودية المتعاطفة مع الاحتجاجات، على غير عادة السعودية التي عادة ما تعارض التغيير الشعبي، مما يشير إلى أن ذلك حدث وفق ضوء أخضر.
وترأس قوش جهاز الأمن والمخابرات الوطني بين عامي 2004 و2009 عندما عينه البشير مستشارا للأمن القومي، ثم أقيل عام 2011 واعتقل بعد ذلك للاشتباه في تورطه في محاولة انقلاب، ولكن أفرج عنه بعد ذلك بعفو رئاسي عام 2013، حيث أعيد تعيينه رئيسا لجهاز الأمن الوطني في فبراير/شباط 2018.
وقد اعتبرت عودته بمثابة تحرك من قبل البشير للقضاء على المعارضة، حيث واجهت البلاد مشاكل اقتصادية متفاقمة واحتجاجات ضد التقشف، وكذلك في محاولة لبناء جسور مرة أخرى مع الولايات المتحدة بعد رفع العقوبات أواخر العام 2017.