القدس
استقبلت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بترحاب حار قرار مجلس وزراء خارجية بلدان منظمة التعاون الإسلامي الصادر في 2 آذار/مارس 2019 والذي ينص على إنشاء وتشغيل صندوق وقفية لدعم اللاجئين الفلسطينيين. تمثل هذه الخطوة معلماً بارزاً في الجهود الرامية إلى تنويع مصادر التمويل الداعمة للأونروا.
طرحت فكرة إنشاء صندوق وقفية للمرة الأولى في تقرير صدر سنة 2017 عن الأمين العام للأمم المتحدة وأعلن عنها في مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية السابعة لمنظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد في اسطنبول في أيار/مايو 2018. ويرمي هذا الصندوق في الأساس إلى الحفاظ على خدمات الأونروا المنقذة للحياة وتعزيز وصولها إلى 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) والأردن ولبنان وسوريا. سيوجد مقر صندوق الوقفية في البنك الإسلامي للتنمية، وستعتمد الأونروا عليه في تدعيم برامجها في مجال التنمية الإنسانية، والتي تحظى باعتراف دولي من حيث تأثيرها الطويل الأجل ومساهمتها في تحقيق الكرامة والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الخصوص، صرح المفوض العام للأونروا بيير كرينبول قائلاً: "يأتي هذا القرار من جانب قادة منظمة التعاون الإسلامي وأعضائها في الوقت المناسب ليقدم دلالة فريدة على التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين. وكم هو مهم لنا أن نكون قادرين على الركون إلى دعم مالي ثابت وخاضع للتنبؤ، على غرار الدعم الذي تعد به هذه الوقفية، حتى نتمكن من الحفاظ على جودة خدماتنا ونطاقها. إنني أشعر بعظيم الامتنان للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء، وكذلك لرئيس البنك الإسلامي للتنمية على هذا الإنجاز المهم وعلى ثقتهم بنا".
حالما يتم تفعيل الوقفية، سيكون باستطاعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والبلدان الأخرى، بالإضافة إلى القطاع الخاص والأفراد، أن يساهموا فيه من خلال البنك الإسلامي للتنمية، وبالتالي يشاركوا في استدامة برامج الأونروا وفي ضمان توفر التمويل اللازم لتنفيذها.
يشار إلى أن الأونروا تواجه طلباً متزايداً على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
وتأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.4 لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.