بقلم د.مازن صافي
من الواضح أن حكومة نتنياهو، وسياسة ترامب، أوصلت المنطقة الى حالة تدمير لما تبقى من أدوات ومفاهيم سياسية، وقد أجهزت تماماً على إتفاقية أوسلو والاتفاقيات التي تلتها، والدور الأمريكي، ولم يعد على الأرض كثير من الخيارات.
أهم الخيارات المتبقية لدى القيادة والجماهير الفلسطينية، هو مواصلة الدفاع عن التطلعات الفلسطينية في إطار قرارات الأمم المتحدة، ورفض أي تفرد أمريكي، وتفويت الفرصة على حكومة الاحتلال بإغراق المنطقة في الفوضى وخاصة الاقتصادية.
استثمرت اسرائيل العملية السياسية، من أجل تطبيع علاقاتها مع الشعوب العربية والاسلامية، ولكن بقاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، والإجراءات الانقلابية الأمريكية الأخيرة وخاصة بما يخص مدينة القدس، قد عمق كراهية
الشعوب العربية والاسلامية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية حليفها المركزي والمعادية لحقوق الشعب الفلسطيني واستقلاله واقامة دولته وعاصمته القدس، وهنا قد تنجح اسرائيل وبضغط أمريكي في الوصول لحالة تطبيع جزئي مع بعض الحكومات ولكنها تفشل في تطبيع الشعوب.
ومن الإشارات الهامة والتي تدل على ما سبق، أنه وتحت عنوان "القدس العاصمة الأبدية لفلسطين" عقد البرلمانيون العرب مؤتمرهم موجهين رسالة إلى الإدارة الأميركية أن "القدس حاضرة العرب ولن تغيب"، وأن قرار الرئيس
الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "عديم الأثر".