كتبت شوق منصور وإيمان سويدان
في خطوة غير معهودة تطلق مخابز القدس الآلية مبادرة شخصية في تغليف الخبز بالورق بدلا من النايلون بالرغم من اعتبارها من قبل البعض خطوة متأخرة، لكن هذه المبادرة تركت تفاعلا كبيرا في صفوف المواطنين والمهتمين، وتحولت لحديث الكثير من ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي.
يقول صاحب مخابز القدس الآلية محارب القفاف:" إن السبب الرئيسي لاستخدام الأكياس الورقية بدلا من النايلون هو سبب صحي وبيئي، فنحن نسعى للمحافظة على صحة الإنسان من جهة والمحافظة على البيئة من جهة أخرى."
ويضيف القفاف:" إننا نعتبرها خطوة متأخرة وسبب هذا التأخر هو أن التكلفة ستكون أعلى علينا، ولكن في النهاية حسمنا أمرنا وقررنا المبادرة وكان علينا تحمل المسؤولية تجاه الزبائن، ليكون المقابل هو رضاهم وصحتهم."
ويبين صاحب المخبز أن ردة الفعل كانت إيجابية فقد تم ملاحظة ذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي، و يؤكد على الاستمرار في هذه الخطوة, ويدعو كافة المخابز وأصحاب المحلات الأخرى للبدء فورا باستخدام الورق بدلا من أكياس النايلون.
من الجدير بالذكر أن هناك توجه كبير في كل دول العالم لإنهاء استخدام النايلون واستبداله بالورق.
ويقول صاحب المخبز في البداية واجهتنا صعوبة في الحصول على أكياس مناسبة للخبز بالمواصفات التي نريدها، وفي الفترة القادمة ننوي تحسين شكل الكيس ووضع يد له ليسهل حمله.
عبّر المواطن محمد أحمد عن رأيه بالمبادرة قائلا:" إن استعمال الأوراق لتعبئة الخبز الساخن برأيي أفضل بكثير من الأكياس البلاستيكية على الصحة، ونحن نؤيد هذه الفكرة ونعتبرها خطوة ايجابية من صاحب هذا المخبر، وندعو جميع أصحاب المخابز والمحلات الأخرى بإتباع هذه الخطوة."
وفي الإطار ذاته علّق مدير سلطة جودة البيئة أمجد الخراز على هذه الخطوة قائلا:"نعتبر الخطوة الجديدة التي قام بها المخبز من الناحية البيئية خطوة مهمة جدا، لاسيما أن استخدام الورق لتعبئة المواد الغذائية أفضل بكثير من استخدام النايلون نظرا لعدم صلاحية جميع أنواع النايلون لهذا الهدف."
ويشير الخراز لأضرار النايلون على الخبز فعندما يكون الخبز ساخنا وفيه بخار ويتم وضعه بكيس النايلون يمكن أن يتفاعل معه و يتأثر بمواده الضارة لا سيما إذا كان هذا النوع من النايلون غير مخصص لوضع الخبز فيه تحديدا .
بالإضافة إلى صعوبة التعامل مع النايلون في المستقبل وتحلله في البيئة و يحتاج لسنين طويلة ليتحلل ، أمّا الورق يعتبر صديق للبيئة فهو يحتوي على مواد عضوية سهلة وسريعة التحلل.
يوضح الخراز إلى أن المواد التي يمكن أن تنتج من تحلل النايلون هي الأصباغ أو الألوان وما إلى ذلك, وهذه الأصباغ عبارة عن معادن وفلزات وبالتالي وجود هذه المعادن في التربة بعد تحللها يمكن أن يضيف آثار سلبية في غنى عنها.
مضيفا إلى أن هذه الأصباغ غير مهيأة لأن تدخل في الصناعات الغذائية بشكل أساسي لأنها تحتوي على عناصر تسمى ثقيلة فهي ضارة بالتربة و عندما تنتقل للمواد الغذائية والخضروات ستؤدي لأمراض وأضرار صحية .
بديل النايلون الجديد
يقول الخراز أن الورق هو بديل للنايلون ولكن يجب النظر إلى مصدره وطريقة تصنيعه فيجب أن يكون مُصنّع بطريقة جيدة ومن مواد أولية نظيفة غير مدورة.
ويرى الخراز أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار عند تصميم كيس الورق أن يكون له ممسك أو يد كي يسهل حمله لأن صاحب المخبر قد يضع كيس الورق بكيس نايلون لصعوبة حمل كيس الورق.
و يدعو مدير سلطة جودة البيئة المخابز والمحلات الأخرى بإتباع هذه الخطوة وأن يباشروا فورا باستعمال الأوراق بدلا من النايلون.
من جهتها علّقت رئيس جمعية حماية المستهلك فيحاء البحش على المبادرة التي قامت بها مخابز القدس الآلية:" مصلحة المواطن وصحته نعتبرها في المقام الأول لهذا نحن نعتبر ما قام به المخبز خطوة رائعة لمبادرته بشكل شخصي فهي تخدم المواطن والبيئة بالوقت ذاته."
وتابعت البحش نحن نحاول توصيل فكرة رفع الأكياس البلاستيكية من السوق بقدر المستطاع فيجب الضغط على وزارة الصحة والبلدية لسحب الأكياس البلاستيكية بشكل تدريجي.
وتشير البحش لوجود مصانع بلاستيك كثيرة و في نابلس تحديداً هناك مصنع واحد فلا نستطيع أن نوقف عملهم، و لكن يمكن أن نقترح عليهم تغيير خطوط الإنتاج لتصبح المنتجات ورقية بدلا من البلاستيكية.
وتطالب فيحاء وزارة الصحة والزراعة والبلدية بدعم فكرة الأكياس الورقية، و الضغط على المصانع التي تقوم بإنتاج المواد البلاستيكية بسبب ضررها الكبير على التربة فوجود هذه المواد في التربة يضعف خصوبتها و قدرتها على الإنتاج أيضاً و في حال تم إحراقها فستؤثر البقايا المتطايرة منها على الجهاز التنفسي وتسبب أمراض خطيرة للرئتين .
وتدعو رئيس الجمعية الجهات المختصة لتوفير بدائل لهذه الأكياس بسبب أضرارها الكبيرة و منها عدم التحلل في الطبيعة بشكل سريع و تأخذ مجهود كبير في التخلص منها، أمّا بالنسبة لوضع الخبز الساخن في هذه الأكياس فيتأثر الخبز بالمواد الضارة الناتجة عن البلاستيك بعد تعرضه للحرارة فتؤثر بالإنسان على المدى البعيد.
