الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها
تاريخ النشر: الجمعة 08/03/2019 12:47
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها



كتبت: نادرة جرارعة

بدأت مجادة طريقها منذ صغرها فكانت تنقض القطع المصنوعة من الخرز والإكسسوارت الجاهزة وتفككها لتتعرف على كيفية صُنعها وإمكانية نسج مثل هذه القطع يدوياً، ومن هنا جاءت الفكرة فمتابعتها الدائمة في مجال الخرز جعلها تتعلم نسجه ذاتياً بدون دورات تدريبية، مما ساعدها على ذلك شغفها في الرسم حيث كانت تقوم برسم هذه القطع بشكل ثلاثي الأبعاد لتنفذ بعد ذلك تلك المجسمات المصنوعة من الخيوط والخرز والعديد من الأشغال اليدوية بطريقة احترافية جاذبة للأنظار، والتي من الممكن استغلالها في الحياة العملية لتعانق بعدها خيوط الإبداع.

ولم يقتصر الإبداع على ذلك فحسب بل حلق بها لتتعلم التمثيل والموسيقى واللغة الفرنسية، مجادة ابنة عصيرة الشمالية الواقعة شمال نابلس تدرس الرسم والتصوير في كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية بعد أن حصلت على معدل %96 في الثانوية العامة في الفرع الأدبي، واستمرت في رسم حُلمها الذي طالما كانت تطمحُ إلى أن تصل به للعالمية.

بعيون مليئة بالأمل و الأحلام تُسرِد مجادة شولي حديثها: "منذ وأن كان عُمري ثلاث سنوات بدأت أرسم وأتعرف على الألوان، وكنت أحب الأشغال اليدوية وإعادة التدوير والرسم بكافة تقنياته بالإضافة إلى أني أتعلم الموسيقى والتمثيل، بدأت بنقض الإكسسوارات التي ترتديها أختي وأُعيد تركبيها مرةً أُخرى، وكنت أقضي العديد من الساعات لأتعرف على آلية صنعها، فقد قُمت بعمل زاوية خاصة لي حتى يزيد ذلك من تشجيعي، وطورت عملي من خلال التعلم من اليوتيوب والاطلاع على العديد من النماذج الموجودة في السوق."

تتابع شولي: "أجد في الرسم والأشغال اليدوية مُتعة كبيرة، فأنا أجلس لساعات طويلة وأنا أقوم بنسجها واستمتع جداً دون أن أشعر بالوقت لأنني احب الرسم والفنون فهي تشغل وقتي وتُنسيني كل ما هو سيء وتجعل نظرتي للحياة إيجابية، إضافة إلى أن تخصصي الجامعي ساعدني على تطوير الأشغال اليدوية ولا شك في أن دعم ومساندة الأهل وخاصة أبي وجدتي كان له الدور الأكبر في تشجيعي لأستمر في تطويرها."

تقول شولي:" من المشاكل والصعوبات التي كانت تواجهني هي غلاء أسعار الأدوات الفنية بالإضافة للنظرة السطحية للناس قبل معرفتهم بمجال الفنون في الرسم والتصوير ، فبعضهم يرى أنك ترسم وتلون فقط وأنه شيء بسيط وغير مهم، لكن بالعكس الفن هو أداة ثقافة وحضارة ونهضة وتحرر فالفن هو الذي ينقل التاريخ عبر الزمن وهو الذي يساعد على نقل القضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية الأخرى عبر العالم."

وتشير شولي:" بعد ما طورت عملي أصبحت مدربة للأشغال اليدوية بعائد مادي، كذلك كنت أقوم بالعديد من المعارض والتي من خلالها كانت الناس تأتي لتشتري من أشغالي، وكنت قد أهديت الناس التي شجعتني وأشعر أنها تستحق من أشغالي ولوحات من رسمي."

تتابع شولي حديثها " الفنون عالم واسع وهذا ما ساعدني لأشارك في الكثير من الأنشطة التطوعية والتدريبات والملتقيات الشبابية والعديد من المعارض والورش الفنية مثل رسم الجداريات والكثير من الأنشطة التي تساعد على إثراء المشهد الثقافي في البلد، وشاركت بالعديد من المخيمات الصيفية بالإضافة إلى أني أُعطي تدريبات في معسكرات الطليعي الموهوب مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبذلك أنا أتعلم من الناس الذين أدربهم أكثر، لأني أُراجع المعلومات أكثر حتى أقدمها بشكل افضل ، فرسالتي التي أحاول إيصالها من خلال فني هو أن فرحة الإنجاز أجمل من أي فرحة لحظية تمر في حياة الإنسان لذلك يجب أن نستغل وقتنا بما هو مفيد حتى يشعر الإنسان بإنجازه وتطوره ووجوده."

 

يقول والد مجادة الدكتور هاشم شولي:" مجادة لديها موهبة فنية اكتشفناها منذ صغرها في التمثيل والرسم والخرز والأشغال اليدوية وشجعتها على أن تدرس الفنون رغم أنها حصلت على معدل جيد في الثانوية العامة، لكن بالعكس أنا أشجع أبنائي على دراسة التخصص الذين يختاروه لأنه سيكون محطة لإبداعهم".

ويضيف الدكتور في كلية الفنون بسام أبو الحيات:" الطالبة مجادة من الطالبات المتفوقات دائماً، فهي ريادية في المجتمع وتساهم في الكثير من الأنشطة بدون مقابل، فالإنسان الذي يوجد لديه مثل هذا الطموح والانتماء للوطن يكون لديه مصداقية عالية، وهذه المصداقية تنعكس على أعمالها خاصة عندما تبدأ بعمل أية مشروع، فهي متمرسة ومجّدة في عملها وشجاعة تصنع قرارها بنفسها وتواجه الحقيقة رغم أن عُمرها الزمني صغير، وأتأمل أن تصبح مجادة في المستقبل فنانة واعدة."


ومن الجدير بالذكر أن مجادة كانت قد شاركت في رحلة سفينة النيل لشباب الوطن العربي ودول حوض النيل في مصر عام 2018، حيث شارك فيها 210 شاب وشابة من 24 دولة بهدف إعلاء قيم الحوار والتفاهم لمواجهة التحديات على مستوى الوطن العربي تحت شعار "الحلم واحد، الهدف واحد" للتعرف على المناطق الأثرية في محافظات الصعيد.
ورسمت نهر النيل بشكل مباشر من على متن سفينة النيل للشباب العربي الذي كانت تحُلم برسمه على الطبيعة لتكشف عن حضارة مصرية عريقة على ضفتيّ النهر.

 

 

 

 

 

 


 

المزيد من الصور
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها
مجادة..موهبة لا حدود لطموحها
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017