رامي مهداوي
2019-03-09
في ظل إقالة الرئيس محمود عباس الحكومة الحالية، وفي ظل توقعات وتخمينات حول من هو رئيس الوزراء القادم؟ حلمت كمن يحلم من القيادات الفلسطينية المتنوعة بأن أكون رئيس وزراء الحكومة الثامنة عشرة، لهذا قررت أن أضع برنامج حكومتي والخطوط العريضة لها في مدة زمنية لا تتجاوز 4 سنوات.
قبل كل شيء، كان الله في عوني على هذه المهمة الانتحارية التي حلِمتُ بها، لسبب بسيط وهو أن الحكومة ستواجه العديد من المعضلات والقضايا المختلفة التي لا تواجهها أي حكومة في العالم، فما بين احتلال يتحكم في جميع نواحي الحياة الفلسطينية؛ وبين انقلاب سياسي في قطاع غزة تكمن العديد من الألغام التي تنتظر الحكومة.
وحتى أكون واقعيا ولا أزرع الأحلام في أذهان المواطنين وأصنع من البحر طحينة كما يقال في الأمثال الشعبية، أقول وبشكل واضح وصريح، أنا لم ولن أتدخل في الملف السياسي من مختلف جوانبه، وهذا الملف يجب أن يدار من قبل منظمة التحرير الفلسطينية على كافة الأصعدة.
ان برنامج عمل حكومتي يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني بتعزيز صموده على أرضه، وليس المساهمة في طرده واقتلاعه، ذلك يكون من خلال تنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تنفيذ حزمة من السياسات التنموية، وأيضاً العمل بشكل حازم بترشيد الدعم وتوجيهه الى مستحقيه، وترشيد الصرف المالي من موازنة الحكومة في جميع المجالات بواسطة إصلاحات بنيوية من أعلى الى أسفل.
ذلك كله من خلال تقوية شبكات المؤسسات المجتمعية المدنية والاقتصادية المختلفة، بما يكفل توفير حياة كريمة وتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، ضمن رؤية دائمة ومستندة على العدالة الاجتماعية.
برنامج عمل الحكومة له خمسة أهداف رئيسية وهي:
◄ إعادة ثقة المجتمع بالحكومة.
◄ رفع علم فلسطين في كافة المحافل الدولية.
◄ التنمية الاقتصادية ورفع كفاءة الأداء الحكومي.
◄ استنهاض القطاعات الزراعية، الصحية، التعليمية، الثقافية.
◄ تحسين مستوى معيشة المواطن وبالأخص في المناطق والقطاعات المهمشة.
ذلك يتطلب عددا من الخطوات السريعة من خلال خطة قصيرة الأمد لا تتجاوز 6 شهور ضمن المحاور التالية:
■ إعادة هيكلة مؤسسات الحكومة المدنية والأمنية بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطن.
■ إعادة توزيع الكادر البشري في المؤسسة الحكومية بما يضمن إنتاجية أفضل.
■ مراجعة وتقييم أداء الهيئات الحكومية وشبه الحكومية، والخروج بخطة تطويرية لتقديم أفضل الخدمات للمواطن.
■ الاستثمار في الجاليات الفلسطينية من أجل تعزيز المشاركة في كافة الأنشطة الدولية الرسمية وغير الرسمية، وخلق قوة داعمة للمعول التنموي الاقتصادي في جميع المجالات.
■ إعداد خارطة استثمارات في مختلف محافظات الوطن، من خلال إعداد دراسات الجدوى المطلوبة من خلال ما يميز كل محافظة، لخلق فرص عمل للشباب فيها.
■ مراجعة جميع الإجراءات والقيود والتراخيص الاستثمارية، وإزالة العوائق التي تحول دون إقبال الشركات الأجنبية من الاستثمار في فلسطين، وإعادة النظر في آليات التراخيص المختلفة لكافة القطاعات الإنتاجية، ووضع آليات وإجراءات داعمة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.
■ تطوير آليات تعزيزية للحد من التهرب الضريبي وتحسين التحصيل الضريبي، على أن تكون أفقية وليست عامودية، مع الأخذ بعين الاعتبار وقف أي زيادة مالية على كافة التحصيلات والرسوم والمعاملات والضرائب والجمارك المختلفة على المواطن خلال 4 سنوات.
■ إعادة النظر في كافة التخصصات الجامعية، وربطها بمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وتعزيز منظومة التعليم المهني والتقني من خلال فتح تخصصات جامعية تضمن الحصول على شهادات أكاديمية في التخصصات المهنية والتقنية.
■ رصد ودراسة احتياجات المناطق المهمشة للبنى التحتية والصحية والتعليمية، والتنفيذ المباشر للمشاريع الإنشائية في تلك المناطق من خلال رصد الأموال والحكم الرشيد وإنشاء جسم متخصص للمهام السابقة وبمشاركة مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية.
الواقع بحاجة لمن يُشمر عن ذراعه، ويبدأ بالعمل الفوري في ظل إحباطات يعاني منها المجتمع، لا وقت للأمنيات وحان الوقت للفعل اليومي بشكل مستمر ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا ما نريده من الوزراء في الحكومة الثامنة عشرة أن يشمروا عن اذرعهم، ومن يعمل سيجد العديد من شبابنا معه داعمين للفعل الوطني التنموي، كان الله في عون رئيس الوزراء القادم.