نابلس- محمد ترابي-
ثمانية سنوات من الألم والمعاناة، رافقت بيان داوود (40 عاما) منذ إصابتها بمرض التليف الرئوي، وعكر صفو حياة عائلتها المكونة من ثمانية أفراد، بسبب شدة المرض وخطورته، وعدم قدرة الزوج الذي يعمل حارسا في وكالة الغوث على تأمين تكاليف العلاج الباهظة.
وتعاني بيان وعائلتها التي تسكن مخيم بلاطة شرق نابلس، من ذلك المرض المستعصي، الذي أصبح كالكابوس يراودهم صغيرا وكبيرا، نتيجة الأزمات المرضية المتتالية التي تتعرض لها بيان كل يوم، إضافة إلى الصعوبات المادية التي تعاني منها العائلة في تغطية تكاليف العلاج.
وتقول بيان: "زوجي يعمل في وكالة الغوث "الأنروا" مقابل 570 دينارا شهرياً، وهذا الملبغ ليس كفيلا بتلبية نصف احتياجاتي العلاجية، فما بالك بالمستلزمات الحياتية وما يتبعها من مصاريف لم نعد نقدر على تأمينها".
منغصات مرضية ومالية
وتابعت بيان: "لقد طٌلب مني عدة فحوصات يجب إجراؤها في إسرائيل، نظرا لوجود الأجهزة الطبية الحديثة القادرة على تشخيص حالتي بدقة، ولكن عند ذهابنا أخبرونا بأن الفحوصات تُكلف ما يقارب خمسة آلاف دينار أردني، قمنا بالتراجع عن إجرائها لعدم توفر ذلك المبلغ لدينا".
وأكملت: "لقد اضطررت لأخذ قرضٍ من البنك بقيمة ستة آلاف دينار، وسافرت به إلى الأردن مع زوجي، حتى أقوم بتلك الفحوصات باعتبارها أقل تكلفة هناك، ولكن رغم ذلك لم يجد نفعا، فأصبحنا نتخبط بين العلاج وتسديد القرض البنكي".
وتحتاج بيان لإجراء عملية زراعة رئة لتشفى من مرض تليف الرئة، لكن العائلة باتت تقف بين نارين، فحالة بيان صعبة زتكاليف العملية باهظة وتفوق قدرتها المالية، حيث تقدر تكاليف العملية بستين ألف دولار.
كما تحتاج إلى مولد أُكسجين دائم في البيت، لتتمكن من البقاء على قيد الحياة، نتيجة تعرضها لضيقٍ مستمر في التنفس، عدا عن حاجتها لإبرة شهرية سعرها 700 دولار، لتتمكن المريضة من التأقلم مع بعض المنغصات اليومية والوعكات المصاحبة لمرض التليف الرئوي.
مناشدة لأهل الخير
وناشدت بيان أهل الخير وهي تذرف الدموع لمساعدتها في العلاج من مرضها والتغلب على آلامها، حتى تعيش حياة طبيعية مثل بقية الناس، قائلة: "أتمنى أن أعيش ما تبقى من العمر مع عائلتي بهدوء، وبدون ألم، أتمنى أن تنطوي هذه الصفحة المظلمة، التي حولت حياتنا إلى جحيم".
وعند مقارنة المصاريف التي تحتاجها بيان للحصول على الأدوية والعلاج بالراتب الشهري للزوج وكل ما عليه من التزامنات لسداد القروض، وعدد أفراد الأسرة الذين يحتاجون للمأكل والملبس، مقارنة مما ذكر من مصاريف العلاج الشهرية، مضيفين تكلفة العملية والراتب الشهري للزوج، نجد بأن الحياة التي تعيشها عائلة بيان بعيدة كل البعد عن أبسط الحقوق المكفولة والطبيعية البسيطة لكل إنسان.