الرئيسية / تجوال أصداء
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في فقوعة شرق جنين
تاريخ النشر: الثلاثاء 12/03/2019 19:27
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في  فقوعة شرق جنين
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في فقوعة شرق جنين

كتبت: تسنيم ياسين
الاقتراب من فقوعة يعني أن تطلق بصرك طويلاً في كل الاتجاهات انبهاراً بالبساط الأخضر المتموج في جبالها، والمرقط بألوان الأزهار المنتشرة، الصفراء منها والبيضاء والحمراء، والسيدة البنفسجية سوسنة فقوعة.
بين السوسن وفقوعة التزام بالذكر، فلا سوسنة بدون فقوعة ولا فقوعة بدون السوسنة التي صارت رمزاً وطنياً لها، ومن ثم نبتة وطنية لفلسطين كما صنفتها سلطة جودة البيئة الفلسطينية.
وتعد السوسنة البنفسجية من أندر الأنواع على مستوى العالم، وهي أحد أنواع السوسن الملكي ضمن ثلاثة أقسام للسوسن تعيش في فلسطين، وهي: السوسن بعنق "السوسن الملكي"، والسوسن متفرع العنق، والسوسن بدون عنق.
الكنز النباتي لدى فقوعة يعود للموقع الجبلي المرتفع 438 متراً فوق سطح البحر شرق جنين، بالإضافة إلى عيون الماء التي تفجرت في القرية وروت الأرض واشتهرت بها، حتى أرجع إليها خبراء سبب تسمية فقوعة بهذا الاسم، ومنها الجوسق والساخنة والمدوع.
أما الرواية الأخرى فهي تعود لنبات الفطر الذي أيضاً يميز فقوعة عن غيرها، وهو بحسب رئيس المجلس القروي بركات العمري "أحد أصعب أنواع النباتات من حيث القدرة على التعامل معه وإنباته، ولعل أهل فقوعة يتميزون عن غيرهم بقدرتهم على التعامل معه".
ويتابع العمري: "ومنذ اكتشاف ندرة السوسنة صارت القرية مزاراً لعدد كبير من السكان المحليين والفلسطينيين والسياح من مختلف أنحاء العالم، وزادت المسؤولية الملقاة على عاتق أهل القرية، البالغ عددهم 4400 نسمة، لحماية السوسنة ورعايتها".
الباحث التاريخي الأستاذ مفيد جلغوم يقول: "منذ عام ونصف نبذل جهوداً كبيرة لاستقطاب الزوار والسياح، خاصة مع بداية شهر آذار موسم تفتح زهرة السوسن، وفي العام الماضي وصل طول ساق الزهرة إلى ما يقارب الـ85 سنتمتراً، وهو طول عالمي نسعى لتوثيقه في موسوعة جينيس".
ويضيف جلغوم: "وفي كل موسم تتجدد المطالبات بالاهتمام بالزهرة لزيادة حضورها عالمياً وحمايتها من التسلط الصهيوني عليها، خاصة وأنها في غالبيتها تقع ضمن الجبال المصادرة من أراضي فقوعة البالغة نسبتها 70%، ويقام كل عام بالقرب منها مهرجان الربيع الإسرائيلي".
ويمنع الاحتلال أي مزارع من فقوعة أو القرى المجاورة من الوصول إلى أراضيهم في تلك الجبال، ويتعرضون للاعتقال والاعتداء في حال اقترابهم منها.
فقوعة هي إحدى قرى جنين وتبعد عنها 11 كيلومتراً، وقبل حرب عام 1948 كانت مساحة أراضيها تصل إلى 39 ألف دونم وبعد النكبة وقع 30 ألف دونم تحت سيطرة الاحتلال، ومع بناء الجدار صودر من القرية ما يقارب الـ500 دونم.
ومع ازدياد شهرة القرية بسوسنتها، وضع المجلس تحت تحد لجعل القرية مناسبة لاستقبال الزوار والسياح وتهيئتها، يوضح العمري: "عملنا على حل المشاكل التي تعاني منها القرية فحصلنا على منحة لمد شبكة المياه وحل مشكلتها في القرية، ونعمل على تهيئة الشوارع، ونطمح إلى الحصول على منحة لمد شبكة صرف صحي في القرية".
وكما تنوع القرية النباتي فإنها أيضاً تتميز بفسيفساء العائلات فيها، فهي وعلى العكس من المعتاد داخل القرى، يبلغ عدد العائلات فيها 44 عائلة، وهو ما يساعد على "حفظ السلم الأهلي وتعزيز الانتماء للقرية بدلاً من التعصب للعائلة، خاصة عند اختيار المجالس القروية"، بحسب بركات.


 

المزيد من الصور
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في  فقوعة شرق جنين
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في  فقوعة شرق جنين
الغطاء النباتي والعائلات فسيفساء متناغمة في  فقوعة شرق جنين
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017