الرئيسية / مقالات
اشتية وزيدان والأهداف المنتظرة
تاريخ النشر: السبت 16/03/2019 13:01
اشتية وزيدان والأهداف المنتظرة
اشتية وزيدان والأهداف المنتظرة

رامي مهداوي
2019-03-16
في ذات الوقت الذي تم به تكليف د. محمد اشتية تشكيل الحكومة الثامنة عشرة من قبل السيد الرئيس، يخرج فلورنتينو بيريز مهندس نادي ريال مدريد ليُعلن عودة المدرب زين الدين زيدان الذي كان يتواجد معه خلال انعقاد المؤتمر الصحافي قائلاً له :»عزيزي زيدان، شغفك بنادي ريال مدريد يعيدك إلى نادينا الذي تربطك به علاقة أبدية منذ عام 2001».
تلك الأخبار أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين التهاني والتبريكات؛ وتوعد مناصري الريال بإعادة هيبة الفريق الملكي، وآمال مختلفة وضعها الشارع الفلسطيني على عاتق الدكتور، بل وأكثر من ذلك فالشارع الفلسطيني وضع طموحه في استنهاض الواقع الفلسطيني كله على هذا الرجل الذي يمتلك شغفاً أكبر بكثير من زيدان لتحقيق الانتصارات.
تتشابه كرة القدم والحكومة بالعديد من الخصائص، لا بد من وجود فريق لتحقيق الأهداف من خلال عمل جماعي، ووضع خطط واستراتيجيات وتكتيكات متنوعة، والجاهزية الجسدية والعقلية، وهذا ما يميز د. اشتيه بأنه لن يضيع وقت في حالة الإحماء بالتحضير العقلي بالمعرفة المؤسساتية، فهو من مؤسسي الهيئات والمؤسسات والحكومية، وليس بحاجة للإحماء العضلي فهو دائماً متواجد بالميدان.
زيدان واشتيه يعلمان بأن مهمتهما غير سهلة لكنها ليست مستحيلة، لكن عليهما أن يتعاملا مع الزاوية المحصورة المليئة بالتوقعات العالية التي وضعها الشارع الفلسطيني ومناصرو الفريق الملكي؛ التوقعات ليست دائماُ صحية ما لم تكن مدروسة دراسة علمية، لهذا نجد بأن واقع ريال مدريد في حالة انيهار بعدما خسر أمام غريمه التقليدي برشلونة بملعب «سانتياغو برنابيو» بنتيجة 0 - 3، و0 – 1 على الترتيب بمسابقتي كأس إسبانيا والدوري الإسباني، قبل أن يتلقى هزيمة كارثية أمام أياكس أمستردام الهولندي بنتيجة 1 – 4 في دوري أبطال أوروبا، ليودع «حامل اللقب» في النسخ الثلاث الأخيرة المسابقة من الباب الضيق. بالتأكيد هذا الواقع يجعل زيدان أمام عدد من الأسئلة:
• هل بهذا الفريق سيحقق توقعات الجمهور؟
• ماهي المساحة التي سيأخذها من بيريز في إعادة بناء الفريق؟
• هل هناك خطط جديدة في التعامل مع الواقع؟ أم سيكتفي بالخبرة السابقة؟
وكذلك د. اشتيه على الرغم من خبرته في المؤسسة الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وقربه من الشارع الفلسطيني بشكل مباشر جعل الأمور سهلة صعبة في ذات الوقت، التوقعات التي رصدتها جعلت منه المُخلص الذي يمتلك عصا موسى؛ بالتالي سيقوم بضربة عصا واحدة بمعجزة فلسطينية حكومية لجميع مشكلات المواطن، مُتناسين بأن ما ذكرته من أسئلة سابقة حول زيدان تنطبق على رئيس الحكومة الجديدة.
شخصية د. اشتية وزيدان الكرازماتية ستسهل عليهم نصف الطريق في تحقيق العديد من الأهداف السريعة، لكن ما يتمناه الشارع الفلسطيني من رئيس الوزراء القادم أكثر من ذلك بكثير، وأيضاً أبناء المؤسسة الحكومية ينتظرون منه استنهاض المؤسسة وإعادة إيقاظ ما هو نائم وخصوصاً بأن حركة فتح ستكون الداعم والمراقب في ذات الوقت.
زيدان فقد رونالدو في صفوف فريقه وهذا بطبيعة الحال سيضعفه بشكل مؤقت ما لم يعتمد على تزويد الفريق بروح ودماء شابة، وهذا ما على د. اشتية أن يقوم به وبشكل سريع بضخ دماء شابة في كافة المواقع الحكومية وشبه الحكومية، وأن تكون دائرته الأولى من الشباب الذي ينتظر فرصه لتحقيق أهداف سريعة واستراتيجية يحتاجها الشعب من أجل تقديم أفضل الخدمات له، وتغيير الصورة النمطية بإعادة الثقة.
بالتأكيد لن أكتفي بالمشاهدة ومراقبة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، وإنما سأشمر عن ذراعي للعمل بكل قوة، وهذا ما سيفعله جميع أبناء المؤسسة الحكومية، لأن لا مجال لنا سوى أن نعمل ونجتهد ونتقدم، وإن أخطأنا نتعلم لنصحح ونستمر، أما المدرب زين الدين زيدان، أسعدتني عودتك لكني أعتذر منك فأنا من مشجعي برشلونة.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017